| الثقافية
(1)
صباح الجمعة 17/6/1421ه صدرت الصحف جميعها ناعية حمد الجاسر علاَّمة الجزيرة العربية هذا الاسم واللقب الذي ظل لصيقاً بهذا الرجل وعلَامةً عليه دون سواه من اقصى جزيرة العرب إلى أدناها, منذ فتحنا أعيننا على القراءة وعلى الاساتذة وعلى الرواد, هذه التسمية بما فيها من صيغة المبالغة انما هي إكبار وعرفان دون أدنى مبالغة من أحد.
انه الواقع الماثل والملموس في شخص حمد الجاسر الذي شق طريقه من الظلام إلى النور بإصراره على المعرفة وجعلها مطلبه وديدنه وهدفه الأسمى والأوحد دون التفات إلى ماسواها من مكانة ومناصب وأضواء اجتماعية وإعلامية ونحوها حيث لا مكان في حياته لأي بريق سوى بريق المعرفة والتبصّر والعلم.
ومن عجائب هذه الصفة العظيمة الكامنة في هذا الرجل ان يصل في حياته العلمية والعملية لسلك القضاء في مرحلة من تاريخ جزيرة العرب لا يحلم فيها أحد بمثل هذه المكانة بين الصفوة الاجتماعية والاقتصادية (1357ه) ورغم هذا يترك هذه المكانة ليلتحق بكلية الآداب في القاهرة.
* وربما من حسن الحظ وبسبب الحرب العالمية الثانية لم يكمل دراسته الأكاديمية انتقد عبث الدكاترة فيما بعد حسب الاستاذ الدكتور عبدالكريم غرايبة (استاذ شرف في الجامعة الأردنية) فعاد إلى الوطن ليدرّس في مناطق مختلفة بالمملكة وشغل مناصب تربوية لكنه مرة اخرى انسحب من سلّم المناصب لأنه أدرك أن العمل الوظيفي لا يتناسب وطموحاته المعرفية الكبيرة.
(2)
ومن عجائب هذا الشيخ المنجزات الأوائل التي كان إنشاؤها صعباً في تلك المرحلة: *أول مكتبة عرضت المؤلفات الحديثة في مدينة الرياض أنشأها عام 1369ه (مكتبة العرب), *أول صحيفة تصدر في المنطقة الوسطى أصدرها عام 1372ه (اليمامة), *أول مطبعة في نجد أنشأها عام 1374ه (مطبعة اليمامة) حيث كان يطبع يمامته في الحجاز ثم القاهرة ثم بيروت, *أول دار نشر في المنطقة الوسطى أسسها عام 1386ه (دار اليمامة), *أول مجلة متخصصة في تاريخ جزيرة العرب أصدرها عام 1386ه (مجلة العرب).
(3)
إنه الشيخ حمد الجاسر، الرجل الذي يتكبد الأسفار ليتأكد من موقعٍ أو مكان فيقف عليه ليطمئن إلى معرفته والذي يترحل دائماً للبحث عن المخطوطات لتصحيح معلوماته والاستزادة من العلم, إنه شيخ اولئك الذين يتنادون بملء أصواتهم إلى المعرفة بديلاً عن الوهم وابتلاع العبارات وحسب إشارة علي العميم بحق:
العلم والعمل لديه غاية بحد ذاتهما وليسا مطية أو وسيلة لغاية أخرى .
(4)
هَيتَ لكَ أيها الشيخ
أَنت رائدنا
ونحن مريدوك.
المرسلات، الرياض 25/6/1421هـ
|
|
|
|
|