| الفنيــة
حيدر فكري,, فنان بداخله حب خاص للفن لذلك فهو يغني من أجل الفن وبألوان مميزة,, تمرد في وقت سابق على الفن وحبس صوته معلنا ابتعاده عن عشقه,, ولأن هذا المبدع الفنان يذكرنا بالفن الأصيل القديم وما له من صولات وجولات مع كبار الفنانين في بلادنا وفي الوطن العربي، لذلك حرصنا كثيرا على أن يكون ضيفا على فن الجزيرة لنتذكر معه جذور هذا الفن ولنعود معه الى أغاني زمان ,, حيث اللحن والأداء وعذوبة الكلمة,, لا سيما وان ضيفنا يعتبر رمزا من رموز الفن,, فدعونا نبحر في ذكريات ذلك الفنان وما سيقوله لنا عبر هذا الحديث.
الشركات الفنية هي السبب!
** لماذا كان الابتعاد عن الساحة الفنية؟
* لا أنا موجود فنيا ولم اختف نهائيا عن الساحة ولكن العتب على النظر,, فأنا مرتبط بالفن بشكل مباشر وعملي يلزمني بممارسة الفن,, أما ان كنت تقصد التواجد بسوق الكاسيت فآخر عمل لي ما يقارب السبع سنوات وهذا يعتبر زمناً طويلاً فالتواصل مع المتذوقين للطرب يجب أن يستمر بدون توقف,, لا سيما وانني من أقدم المطربين المتواجدين على الساحة في وقتنا الحاضر.
أنا أكثر خوفاً منها
** ربما تتخوف الشركات المنتجة من خسائر مالية وهذا يرجع لابتعادك عن الساحة؟
* أنا أكثر خوفا من الشركات فعقودها طويلة الأمد اضافة الى انني لا أعرف كم عدد توزيع الشريط وهذا السر لا يعرفه الا هم,, ثم انهم يرفضون التواصل مع الجماهير من خلال طرح عدد من الألبومات فشريط واحد يكفيهم ولمدة سنتين ولذلك كان توقفي مع العلم بأن الفنان لابد له من انتاج عمل كل ستة أشهر وهم رافضون لهذا المبدأ خوفا من وقوف العمل السابق عن البيع,, أيضا أنت فنان لك تاريخك تقدم ألحانك للشركة وتنتظر الموافقة على الانتاج وهم يرسلون واحداً ينفذ العمل وهو لا يعرف أي شيء في الفن ولا يقدر تاريخ المطرب الذي سيؤدي العمل .
رابح تجنى على هذا العمل
** متى أنتجت آخر عمل فني يخصك وأي شركة كانت ترعاه وكيف كان صداه؟
* سبق وأن أعطيت شركة فنون الجزيرة عملاً قبل حوالي سبع سنوات هذا العمل يتكون من سبع أغانٍ,, ثم ارسلوا رابح صقر لتنفيذ العمل قبل أن يخبروني وبعدها قلت لهم براحتكم,, وبعد أن سمعت العمل بكل صراحة لم يناسب امكانياتي وتاريخي فاضطررت أن أسافر الى القاهرة لتنفيذ أعمالي واعادة ما أفسده رابح,, وهناك لزم موسيقية أنا أوجدتها وكوبليهات لم أسمعها فكيف أركب صوتي على لحن لا أحس به لذلك تغير كل شيء في هذا اللحن حتى انني تخيلت ان اللحن جديد وهذا ناتج عن السرعة واللزم وشطب بعض الكوبليهات,, فأنا أراجع ألحاني طيلة سنتين وأحفظها ثم يأتي أحدهم ليخربط كل ما عملته أعتقد أن هذا كثير في حقي مع احترامي لقدرات رابح,, ومع هذا فالشركة لم تخبرني بأمر توزيع العمل.
تواصلي مع الراحل طلال لم ينقطع
** في لقاء باحدى الفضائيات نسي طلال مداح رحمه الله ذكر اسمك,, ما تعليقك؟
* جل من لا يسهو وقد سمعت هذا اللقاء للراحل طلال مع M B C قبل أن ينتقل الى الرفيق الأعلى وقد سمع أغنية لي ولم يذكر اسمي لأنه نسي وقال الله يستر علينا وعليه ولما ذكّروه باسمي في اللقاء قال ايوه حيدر فكري ,, يا أخي أنا متواصل مع طلال مداح طوال هذه السنين حتى انني كنت على مكالمة معه قبل وفاته بعشرين يوماً,,
يا واد يا عفريت ,,, !
** إذاً يبدو ان اتصالك بطلال له جذور قديمة,, فهل لنا أن نعرفها ,,, ؟
* ذكرياتي مع طلال مداح قديمة وطويلة وكان يجمعنا الحب والتواصل وأول ما جلست مع طلال مداح كان في الطائف وكان عمري ثلاث عشرة سنة تقريبا عام 1968م وكان معنا الأستاذ طارق عبدالحكيم الله يحفظه والأستاذ عباس ابو شنب ابو خواش والأستاذ حسن دردير ولطفي زيني رحمة الله عليه,, أيضا معنا الدكتور وحيد زبيدي وعبدالله محمد الله يرحمه هذا ما أذكره الآن, وكان هناك تنافس بيننا ولكنه تنافس أخوي والحاننا مكشوفة لبعضنا البعض اذا كان طلال يغني بالشرقية تجدني بقروة واذا كان طلال يغني بقروة أذهب مع طارق لاشهاره وكانت هناك جماهير سميعة وتنافس شريف يحدث هذا برغم انني أقل مستوى من طلال وهذا راجع لزيادة الخبرة عند طلال,, ولكني في نفس الوقت أمتلك الاحساس الموسيقي ومعلومات عامة بالأغنية مثلا,, المقامات الكورال الأداء انما طلال أقدم مني بفترة,, ولما غنيت أغنيته وباكورة اغانيه وردك يا زارع الورد أمامه قال لي أنت عفريت وحتلخبط أوراقي .
** بحكم تشابه صوتك مع طلال,, هل كان يغار منك ويخشى منافستك ,,, ؟
* نعم هو غنى وردك يا زارع الورد وأنا غنيت صباحية ولم يكن هناك أدنى مشكلة فأهم شيء هنا الأداء حتى وان كانت مسائية وهي بعنوان هدية والى الآن ما زالت تذاع بالاذاعة,, وكان هناك اوبريت اشتركنا فيه أنا وأبو خواش اسمه أرضنا أرض المحبة والسلام ,, ولو سألوني عنه الآن لا أتذكره لولا ان ذكرتني به,, ولما قدم طلال وردك يا زارع الورد قدمت أغنية هدانا الزهر علشان أنافس وعلشان أثبت وجودي,, والأستاذ طارق عبدالحكيم هو الذي حب الأغنية وشجعني علشان أبرزها للجماهير واستمر التنافس ثم وصلنا لمسارح الاذاعة حينها قدم طلال سويعات الأصيل لعبدالله محمد ثم غنيت اسرار في قلبي ألحان أحمد باقتادة وذلك في يوم من أحد أعياد رمضان ثم غنى ابو عبدالله للحج يا حج يا مبرور وقام فوزي محسون الله يرحمه غنى الحمام فوق الحرمين ,, والآن يغنونها على لحن هنو العروسة وغناها الأخ محمد عبده,, وكان تنافساً واخوة وكنا نجلس مع بعض وأقول له وش بتغني الليلة وهو يسألني نفس السؤال فأجيبه,, وهذا مالا نجده هذه الأيام,.
** ذكرت في احدى المناسبات التصنيف الغنائي للمطربين الجدد سلق في سلق ,, ما صحة هذا الكلام,, وكيف ترى الفرق في التصنيف بين اليوم والأمس؟
* والله أحرجتني,, التصنيف كان في السابق درجات فيه الأولى والثانية والثالثة ودرجة عادية وهو في تجلي ما بين الأصوات وفيه اختلاف، والذي أعرفه بعض الفنانين سافروا الى الخارج لدراسة الموسيقى كما يوجد فنانون أقل مستوى منا ولكنه يملك خبرة كبيرة ولو كان صغير العمر يكون عنده احساس رهيب وممكن أن يجلس معك وتقتنع بامكانياته والعكس وهو السائد هذه الأيام,, أما من ناحية تصنيف الاذاعة هذه الأيام فأعتقد غلط ومشي حالك ولا يعد هذا تصنيفا,, وكان في السابق تدقيق وكان لابد ان تعمل مع موسيقيين وتركز مع الايقاعات وتعرفها وتشارك في حفلات ,, وليس كما الآن يغنون خلف الكواليس بالاستديو والأجهزة تنقي الصوت وتجمله, التصنيف يعني المناقشة والاختيار أمام الجمهور ومعرفة مدى الحضور أمامهم فأنا أخذت شهادتي من يد الموسيقار محمد عبدالوهاب وكان حينها رئيس اللجنة مع أحمد فؤاد حسن ووجدي الحكيم وأخذت الشهادة لانهاء دراستي الموسيقية ودرستها عن طريق البرايل وعن طريق السمع والثقافة العامة الموسيقية,, ولولا هذه الشهادة والدراسة لما استلمت عملي في رعاية الشباب بالفنون الشعبية.
إنتاج بالجملة ومجموعة راقية
** لك ذكريات جميلة في بيروت,, نريد الحديث عنها؟
* لما كنا في بيروت كان معي الشاعر فتى الشاطىء وسجلت في بيروت سهران في دجا الليل وليه الزمن وأغنية لحنتها للمطربة هيام يونس ظبي شفته وأغنيتين للفنانة سلامة أنساك وأقول ويا حبيبي لا تلمني في هواك وأغاني كثيرة وأتذكر منها دويتو مع سونيا أحمد ظالمني ليه ,, وكان معنا وقتها طلال مداح رحمه الله وكنا عاملين ورديات على الاستديو جورج ووقتها كان يسجل أغنية للموسيقار محمد عبدالوهاب كلمات فتى الشاطىء ماذا أقول وحرك شجوني غزال وطبعا كنا مجموعة فنية راقية ومعنا محمد عبدالوهاب.
شلة نادرة وتنافس شريف
** الفن قديما كان يجمع جميع الفنانين بقيادة طارق عبدالحكيم، بعكس ما يدور في وقتنا الحاضر,, كيف ترى الفرق؟
* كنا ننام سويا ونجتمع سويا شلة لا يمكن أن تتكرر وكلهم نجوم أعطوا للساحة الغنائية راحتهم ودمهم وفنهم,, وكان يرأسنا ويجمعنا في ذلك الوقت طارق عبدالحكيم بكل صراحة ولك أن تتخيل ان عمر كدرس ومحمد عبده وفوزي محسون وعبدالله محمد وغازي علي وطلال مداح وسمير الوادي وحسن دردير ولطفي زيني وابو خداش ومجموعة كبيرة كونوا شلة متعاونة كان يتنقل بينهما طلال رحمه الله يأخذ كلمات من هنا ولحنا من هناك وكنا عسل على عسل ونحب بعض وتنافسنا كان على الإخوة والمحبة وحب الطرب, يختلف كثيرا عن الوقت الحاضر حتى في صناعة الأغنية، فالأغنية اختلفت كثيرا في طريقة اللون الخليجي واللون الراقص والسرعة، والنسبة المحافظة على سماع الطرب القديم لا تتعدى نسبة 30% ولا يمكن أن نقول انها فسخت اللون الطربي، فهناك فنانون متمسكون بها وباللون الطربي الذي يميزها مع ادخال بعض الايقاعات السريعة,,, فالاخ طلال قدم مجموعة أغان نالت الاستحسان على المستوى العربي مثلا ماذا أقول وزمان الصمت ومقادير وذكريات بين جفني ولو ان هناك بعض الأغاني الشعبية لابو عبدالله مثل استاهل سلمت لك أمري وكل كلمة وقولولي فين وأغاني كثيرة صدح بها ابو عبدالله لاقت رواجا منقطع النظير على المستوى العربي,, حتى في مهرجان أبها حينما قدم بعض الأغاني القديمة وأعاد تسجيلها على المسرح اختلف كل شيء,, فلما كنا نسجل في استديو بالكندرة تحت القبو كنا نموت من الحر والرطوبة ولكن حبنا للفن جعل الصعب يبدو لنا سهلا وكانت الأغاني جميلة,, ولي الآن أكثر من عشرين لحنا لفوزي محسون ما زلت احتفظ بها الى الآن واللي يبغى يغنيهم وعنده شجاعة أنا مستعد لاعطائه الألحان.
أعط القوس لباريها
** محمد عبده أعاد أغانيه القديمة,, وعبدالمجيد عبدالله غنى أبكي ما جرا لي ,, ما رأيك باعادة الأغاني القديمة؟
* أعط القوس باريها أنا أحب أن أسمعها من طارق بنفسه أو من خلال الاذاعة برغم ان أعضاء الفرقة التي كانت معنا كانوا قليلين جدا ست كمنتجات ايقاع تشيلو لونترباص وقانون وناي أما الآن فدخلت الآلات الغربية التي خربت ذوق الأغنية الشرقية,, عبدالمجيد عبدالله عامل لي أورج وايقاعات مش عارف من فين جابها فما يقوم به الآن مجرد خرابيط ,, حتى ان طارق عبدالحكيم كان زعلان وكنت اسمعها أنا وهو عند طارق وقال لي ايش هذا الأمر لا استأذن وبعدين عاملها كذا ,, وعلى النقيض الآخر عندك محمد عبده لما غنى لا تناظري بعين وسكة التايهين ولنا الله ليله ما عمل فيها زي ما عمل عبدالمجيد مع العلم بأنه يقدمها في كل حفلة بشكل مختلف عن سابقتها وكان يركز كثيرا على الآلات التي عملت في السابق وما أبعدها ولا يحب أن يدخل هذه الأشياءالغربية الا في جملة بسيطة جدا,, وعبدالمجيد غنى يا بنت بلدي ويا شمس النهار اسمع كيف طالعة زي العسل ولكن هو الآن جالس يعمل لي بروفات على فصيلة البيانو,, يجب ان نتمسك بالآلة الشرقية.
سيد مكاوي شوكولاته
** عمالقة الفن بالوطن العربي صداقات قديمة,, فهل نتج عنها أعمال مطروحة,, حدثنا عنها ,,, ؟
* العمالقة الكبار تعرفت عليهم من خلال فترة عطائي بالساحة الفنية ومن ضمنهم الموسيقار محمد عبدالوهاب وان التقيته في فترات متباعدة وقصيرة نسبيا,, أيضا سيد مكاوي رحمه الله وكان خفيف الظل اللي على قلبه على لسانه كان شوكولاته فهو من أعز أصدقائي وأذكر وقتها ان حضرنا حفلا للمطربة وردة الجزائرية وكانت تغني لحنا له كانت تشدو به أم كلثوم وبعد وفاتها أعطاه لوردة ولما انتهت الحفلة طلب ان أغنيها ورفضت ولما وصلت للسعودية سجلتها على شريط بمشاركة آلة العودة وأرسلتها اليه وبعدها اتصل عليّ وقال: قدمها في حفلة في القاهرة ولكني رفضت لأن الناس سمعتها من وردة بصوتها,, أيضا جهز بليغ حمدي أغنية لي بعنوان آخر ليلة وتقابلنا في جدة ولكن ظروفي لم تسمح فسبقتني اليها شادية,, أما من ناحية وديع الصافي فكنا إخوة ولم تنقطع جلساتنا مع بعض سواء في جدة أو في بيروت وكان مغرم بصوتي,, يا أخي الذكريات جميلة وكثيرة واذا كان الزمن قد جار عليها فهي بقلبي لا تنسى,, كذلك أتذكر محمد الموجي وقتها تعرفت عليه بزواج عبدالله بن طلال لما غنيت وصلتين لي وكان بعدي فوزي محسون طلبني وقال لي: لازم تغني من ألحان محمد الموجي ولما رحت للأستاذ محمد الموجي وجدته مريضا ولم يكن الوقت حينها مناسبا للتحدث في الفن.
|
|
|
|
|