أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالجمعة 24 ,جمادى الثانية 1421

شرفات

تأملات المتنبي الشعرية في الكواكب
د, عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي
إن كلمة قمر بالمعنى العلمي تعني التابع اي التابع للكوكب ، لانه يعود في نشأته الى هذا الكوكب الذي انفصل عنه، ويدور حوله مستجيباً لقوة الجذب الناتجة عن الكوكب, ومعظم كواكب المجموعة الشمسية لها اقمار خاصة بها، فالكوكب العملاق او المشتري يتبعه ستة عشر قمراً، ويتبع زحل سبعة عشر قمراً، ويتبع اورانس خمسة عشر قمراً، وثلاثة اقمار لكل من كوكبي: بنتون والمريخ على التوالي، وقمر واحد لكوكب الارض وكوكب بلوتو، في حين انه لا يوجد اقمار تابعة لاي من كوكبي عطارد والزهرة.
ونأتي الى قمرنا او قمر كوكبنا كوكب الارض فنجد ان حجمه يساوي 1/49 من حجم الكرة الارضية حوالي 5260 ميلاً مربعاً ومساحة سطحه تساوي 7,5% من مساحة سطح الكرة الارضية، اي ان مساحته تقدر بأربعة امثال الولايات المتحدة الامريكية.
ويعد القمر من الناحية التصنيفية من الكواكب لان جسمه بارد معتم, والقمر مكان خال ولا يوجد عليه اي نمط من انماط الحياة مقارنة بوكب الارض، اضافة لذلك لا يوجد على القمر هواء او رياح او ماء, وعلى سطحه فان السماء تكون سوداء في اثناء النهار وتشاهد النجوم باستمرار, وتعادل الجاذبية على سطح القمر سدس الجاذبية على سطح الارض، فالشخص الذي يكون وزنه 60 كيلو جراماً على سطح الارض يكون وزنه عشرة كيلو جرامات فقط على سطح القمر, وقد حدث تغير بسيط على القمر منذ آلاف السنين.
قال ابو الطيب المتنبي في قصيدة يمدح بها الحسين بن علي الهمداني


أرى القمر ابن الشمس قد لبس العُلا
رويدك حتى يلبس الشّعَرَ الخدُّ

يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: انه جعله قمراً، واباه شمساً، لعلوهما وشهرتهما.
يريد: قد لبس العلا ثوباً، ثم قال: ترفق حتى تبلغ الرجولية, نعتقد بأن الشاعر نظر الى ضوء الشمس وضوء القمر والفرق بينهما، ولذلك شبه ممدوحه بالقمر ووالده بالشمس، وهذا ما سيوضحه بيت الشاعر التالي .
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يمدح بها سيف الدولة


تكسب الشمس منك النور طالعة
كما تكسب منها نورة القمر

يقول العكبري: المعنى: ان الشمس تستفيد منك نوراً كما يستفيد منها القمر النور، فاذا طلعت كسبت، واذا غابت عادت الى حالها قبل رؤيتها لك.
من المعروف علمياً ان ضوء القمر ما هو الا انعكاس لاشعة الشمس من على سطحه، اي ان نوره مصدره الشمس، وهذا ما اشار اليه الشاعر في بيته السابق، وكما سبق وان ذكرنا بأن ابا الطيب المتنبي ولد عام 303ه وقتل عام 354ه، وما قاله حقيقة علمية جلية.
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يرثي بها والدة سيف الدولة


وما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال

يقول العكبري في شرح هذا البيت: رب تأنيث يقصر التذكير عنه، ولا يبلغ مبلغه، ولا ينال موضعه, ثم بين ذلك بأن الشمس مؤنثة، والفضل لها، والقمر مذكر، وليس يعدل بها, احتج لتفضيل المرأة على الرجل بحجة، لم يسبق اليها، لانه اراد ان الشمس مؤنثة، وهي النور الذي يزعم بعض الناس انها تنير في السماء كما تنير في الارض، ووصف الهلال بالتذكير، وهو كثير التنقل، ويصيبه المحاق، فجعل ذلك كالنقص فيه.
وورد في لسان العرب: الهلال: غرة القمر حين يهله الناس في غرة الشهر، وقيل يسمى هلالاً لليلتين من الشهر ثم لا يسمى به الى ان يعود في الشهر الثاني، وقيل: يسمى به ثلاث ليال ثم يسمى قمراً، وقيل: يسمى هلالاً الى ان يبهر ضوءه سواد الليل, وهذا لا يكون الا في الليلة السابعة,.
ويعتقد العلماء ان ما يصلنا من ضوء القمر خلال سنة يعادل ما يصلنا من ضوء الشمس خلال خمس عشرة ثانية فقط.
وقال المتنبي في قصيدة يمدح بها علي بن منصور الحاجب


كالبدر من حيث التفتَّ رأيته
يُهدي الى عينيك نوراً ثاقبا

يقول العكبري: المعنى: هو مثل البدر حيثما كان ترى نوره، وكذلك حيثما كانت من البلاد ترى عطاءه قد غمر الناس قريبهم وبعيدهم, والثاقب: المضيء.
وورد في لسان العرب: البدر: القمر اذا امتلأ، وانما سمي بدراً لانه يبادر بالغروب طلوع الشمس، وفي المحكم: لانه يبادر بطلوعه غروب الشمس لانهما يتراقبان في الافق صبحاً، وقال الجوهري، سمي بدراً لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه يعجلها المغيب، وسمي بدراً لتمامه، وسميت ليلة البدر لتمام قمرها.
وقال الشاعر في قصيدة يمدح بها ابن العميد


زانت الليلَ غرةُ القمر الطا
لع فيه ولم يشنه سواده

يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يقول: القمر يزين الليل، ويضيء فيه، ولم يضره سواد الليل، وانت لما ظهر الفساد في الناس لم يصل اليك، لانك سبب صلاحه، فالقمر يطلع، فيجلو سواد الليل، ولا يضره.
من المعروف ان لضوء القمر الناعم خاصة في ظلمة الليل سحراً خاصاً، لمشاعر وخيال الشعراء اضافة الى اشكال القمر المميزة من هلال وبدر ومحاق.
وتنشأ اشكال القمر المختلفة نتيجة لدورانه حول الارض من الغرب الى الشرق في فترة تستغرق 29 يوماً و 12 ساعة، كما يدور القمر حول نفسه في فترة تستغرق 28 يوماً و 8 ساعات، وحيث اننا نرى القمر في اوضاع مختلفة بالنسبة لمساره، لذا فانه يأخذ عدة اشكال، فعند النقطة التي يقع فيها القمر بين الارض والشمس، يكون مواجهاً للارض بوجهه المعتم، لان وجهه الآخر هو الذي يستقبل ضوء الشمس، ويسمى الوضع بالمحاق حيث لا يرى منه ضوء بالمرة.
قال ابو الطيب المتنبي: في قصيدة يمدح بها ابا العشائر


كلَّ ذِمر يزيد في الموت حسناً
كبدور تمامها في المحاق

يقول العكبري في شرح هذا البيت: الذمر: الرجل الشجاع, وجمعه: اذمار, والمحاق بكسر الميم وضمها، نقصان، القمر في اواخر الشهر, والمعنى: انهم الفوارس اذا قتلوا في طلب المجد والرفعة، ازداد شرفهم، فيزداد حسن ذكرهم بموتهم، كالبدور، فانها تستفيد الكمال بالمحاق، ولو لم تصر الى المحاق، لم يتم، لانها من المحاق ترتفع الى درجة الكمال ، فمحاقها سبب كمالها, وكذلك هؤلاء اذا قتلوا يكسبون ذكراً وشرفاً.
وعندما يتحرك القمر قليلاً عن النقطة التي بين الارض والشمس، فانه يمكننا رؤية جزء صغير من وجهه العاكس فيبدو لنا على شكل هلال، ثم يأخذ هذا الجزء بالازدياد يوماً بعد يوم الى ان يصبح نصف وجهه العاكس في مواجهتنا فنراه كاملاً، ويصبح بدراً، اي عندما يقطع نصف مداره.
قال شاعرنا المتنبي في قصيدة يمدح بها سيف الدولة


احبك يا شمس الزمان وبدره
وان لامني فيك السها والغراقد

يقول العكبري في شرح هذا البيت: السها: نجم خفي صغير يكون فوق النجم الاوسط من بنات نعش: والمعنى: جعله فيما بين الملوك كالشمس والبدر، وغيره من الملوك كالنجوم الخفية, يقول: انا اميل اليك بهواي، ولو لامني في ذلك من لا يبلغ منزلتك.
وورد في لسان العرب: السها: كويكب صغير خفي الضوء في بنات نعش الكبري، والناس يمتحنون به ابصارهم، يقال: انه الذي يسمى اسلم مع الكوكب الاوسط من بنات نعش، وفي المثل: اريها السها وتريني القمر.
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يمدح بها سعيد الكلابي


يلوح بدر الدجى في صحن غرته
ويحمل الموتُ في الهيجاء ان حملا

يقول العكبري: الغرة: غرة الوجه، وهو البياض الذي يكون في وجه الفرس, والهيجاء: الحرب، والمعنى: يريد ان وجهه لحنسه يضيء كالبدر في ظلام الليل، واذا لقي الاعداء فان الموت يحمل معه، ويصول عليهم فيقتلهم، فالموت من اعوانه.
وكلما دار القمر ليصبح في مواجهة الشمس نرى وجهه المضيء يأخذ في الانحسار تدريجياً الى ان يعود في هيئة محاق عندما يواجه الشمس بصورة تامة مرة ثانية.
قال احمد بن الحسين الجعفي في قصيدة يمدح بها سيف الدولة


وقد اخذ التمامَ البدر فيهم
واعطاني من السقم المحاقا

يقول العكبري عن هذا البيت: التمام: الكمال, والمحاق بضم الميم، كسرها، النقصان والمعنى: يقول: لما ارتحلوا اخذ البدر فيهم الكمال في حسنه وجماله يقصد محبوبته الراحلة ، واعطاني المحاق من السقم، والنحول من الوجد به، والتضاؤل بعد الفقد له, وطابق بين المحاق والتمام.
ونتيجة لاستمرار هذه الاشكال للقمر بأوقات ثابتة، اهتدي منذ زمن طويل الى وضع تقويم زمني لايزال معمولاً به حتى يومنا هذا، يعرف بالتقويم القمري، وبما ان الشهر القمري يستغرق 29,30 يوماً تقريباً فان السنة القمرية تستغرق 354 يوماً ونصف اليوم، بينما تستغرق السنة الشمسية حوالي 365 يوماً وربع اليوم.
وقد تطرق شاعر العربية الفذ وبصراحة ووضوح الى حركة القمر ومساره.
قال في قصيدة يمدح بها سيف الدولة


ولي فيك ما لم يقل قائل
وما لم يسر قمر حيث سارا

وقال ايضاً في قصيدة يمدح بها عبدالرحمن بن المبارك الانطاكي


صلة الهجر لي وهجر الوصال
تكساني في السقم نكس الهلال

يقول العكبري في شرح هذا البيت: المعنى: يقول: كنت زائداً كما يزيد الهلال في اول الشهر، ثم نقصت كما ينقص الى ان يلحقه السرار, والمعنى: كنت صحيح الجسم كامل الخلق، فنكسني وصل الهجر، وبعد الوصال الى ان اعادني الى السقم، كما يعاد الهلال الى المحاق بعد تمامه، ونكس المريض ينكس نكساً، اي اعيد الى المرض.
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يمدح بها بدر بن عمار


الى البدر بن عمار الذي لم
يكن في غرة الشهر الهلالا

يقول العكبري عن هذا البيت: الغرة: الوجه، واول كل شيء غرته، واراد اول الشهر ويسمى الهلال هلالاً الى ثلاث ليال, والمعنى: اسير واقطع البلاد يميناً وشمالاً الى هذا الرجل، الذي هو كالبدر، وليس هو في الحقيقة بدراً، ولا بدر الا وهو هلال وهذا لم يكن فقط هلالاً.
ومن الظواهر الطبيعية للقمر التي اشار لها الشاعر الفذ هي ظاهرة الخسوف والتي تنشأ من دوران القمر حول الارض، ودروان كليهما حول الشمس.
قال الشاعر في قصيدة يمدح بها عبيد الله بن يحيى البحتري


متى ما يشر نحو السماء بوجهه
تخر له الشعرى وينكسف البدر

يقول العكبري عن هذا البيت: الشعرى: نجم معروف، وعبدته العرب في الجاهلية, ومنه قوله تعالى: وانه هو رب الشعرى , والمعنى: يريد: ان وجهه اتم نوراً من نور الشعرى، وهي العبور، فلو اشار بوجهه الى السماء لسقطت الشعرى حياء وخجلة منه، وانكسف البدر من ضوء وجهه.
وورد في لسان العرب لابن منظور: الشعرى: كوكب نير يقال له المِرزَمُ يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة الحر، تقول العرب: اذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى، وهما الشعريان:العَبور التي في الجوزاء، والغُميصاء، التي في الذراع، تزعم العرب انها اختا سهيل، وطلوع الشعرى على اثر طلوع الهقعة, وعبد الشعرى العبور طائفة من العرب في الجاهلية، ويقال: انها عبرت السماء عرضاً ولم يعبرها عرضاً غيرها، فأنزل الله تعالى وانه هو رب الشعرى اي رب الشعرى التي تعبدونها، وسميت الاخرى الغميصاء لان العرب قالت في احاديثها: انها بكت على اثر العبور حتى غَمِضَت.
وتنشأ ظاهرة الخسوف عندما تمر الارض بين القمر والشمس، فيظهر ظلها على سطح القمر، وهنا يفقد القمر نوره المميز، ويصبح خافتاً محمراً مختنقاً كما يعبر عنه العرب, ولا تتكرر ظاهرة الخسوف شهرياً مع كل بدر بسبب بسيط، وهو ان مدار القمر ليس واقعاً على مستوى مدار الارض تماماً، ولهذا فان مساره يكون اما الى اعلى او الى اسفل نطاق ظل الارض, وكثيراً لا يمر القمر الا بجزء صغير من هذا النطاق محدثاً ما يطلق عليه في هذه الحالة الخسوف الجزئي
وقد اشار شاعرنا المتنبي الى اهمية وفائدة كل من ضوء الشمس والقمر, قال في قصيدة يذكر بها خروج شبيب ومخالفته كافوراً


عدوك مذموم بكل لسان
ولو كان من اعدائك القمران

يقول العكبري في شرح هذا البيت: القمران: الشمس والقمر، تغليباً لاحدهما على الآخر، كقولهم: العمران ابو بكر، وعمر بن الخطاب, والمعنى: قال الواحدي، يقول: من عاداك دل على جهالته، وسقطت منزلته عند الناس، وعاداه كل احد وذمه، ولو كان من اعدائك القمران، لصارا مذمومين مع عموم نفعهما، وارتفاع منزلتهما, وقال ابو الفتح وغيره: هذا المدح ينعكس هجاء، يقول: انت رذل ساقط، والساقط لا يضاهيه الا مثله، واذا كان معاديك مثلك، فهو مذموم بكل لسان، كما انك كذلك، ولو عاداك القمران.
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يمدح بها عضد الدولة وولديه


وكنت الشمس تبهر كل عين
فكيف وقد بدت معها اثنتان
فعاشا عيشة القمرين يحيا
بضوئهما ولا يتحاسدان

يقول العكبري في شرح هذين البيتين: بهره بهراً اي غلبه, والبهر بالضم : تتابع النفس, والمعنى: بدت معك شمسان، يعني ولديه، فكنت شمساً تغلب على كل عين ببهائك، فكيف الآن، وقد ظهر من ولديك شمسان أخريان، ويدعو لهما بالبقاء الدائم بقاء الشمس والقمر، ينتفع الناس بضوئهما، ولا يكون بينهما تحاسد ولا اختلاف.
ومن الظواهر العلمية الكونية المعتبرة التي اشار اليها احمد بن الحسين في شعره ظاهرة الشهب والنيازك, والشهب عبارة عن اجسام صلبة تملأ الفضاء بين الكواكب، ويتفاوت حجمها بين حجم الكويكبات وحجم حبيبات الغبار, ويسقط عدد كبير من هذه الاجسام على سطح الارض، وتسمى حينئذ بالنيازك meteorites, اما في بعض الاحيان فان الشهب، التي يكون حجمها بحجم الرمل او الحصى، تسقط بسرعة فائقة وتحترق في الغلاف الجوي مخلفة آثاراً مضيئة تتألق في السماء لعدة ثوان, ويمكن في ليلة واحدة عندما تكون السماء صافية مشاهدة اكثر من عشرة شهب وهي تخترق الغلاف الجوي في طريقها الى سطح الارض، ولا يرتطم بسطح الارض الا الشهب الكبيرة نسبياً، اما الشهب الصغيرة فانها تحترق في الجو.
قال ابو الطيب في قصيدة يمدح بها سيف الدولة


تبارى نجوم القذف في كل ليلة
نجوم له منهن ورد وادهم

يقول العكبري في شرح هذا البيت: نجوم القذف الشهب : هي التي تقذف بها الشياطين, قال الله تعالى ويقذفون من كل جانب دحورا , والمعنى: خيله تباري تلك النجوم التي تنقض في السرعة، وجعلها الخيل نجوماً لانها تتلألأ في الظلام ببريق الحديد، وانها تستغرق الارض بسيرها، فهي تسير في الارض كما تسير الكواكب في السماء, والورد: الفرس الاحمر, والادهم: معروف والمعنى: ان خيله خيل سيف الدولة سريعة السير، كسرعة النجوم، وفيهن الورد والادهم.
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يرثي بها اخت سيف الدولة


ولا رأيتِ عيون الانس تدركها
فهل حسدتِ عليها اعين الشهب

يقول العكبري عن هذا البيت: المعنى: يريد ان عيون الناس لم تدركها، فهل حسدت يا ارض عليها اعين الكواكب فحجبتها انت!
وورد في لسان العرب: الشهب: النجوم السبعة: المعروفة بالدراري, والشهاب: الذي ينقض بالليل شبه الكوكب، وهو في الاصل الشعلة من النار، ويقال للرجل الماضي في الحرب: شهاب حرب اي ماضٍ فيها، على التشبيه بالكوكب في مضيه, والجمع شهب وشهبان.
وقال الشاعر ايضاً في قصيدة يرثي بها محمد بن اسحاق التنوخي


ما كنت احسب قبل دفنك بالثرى
ان الكواكب في التراب تغور

يقول العكبري: تغور تذهب وتجيء والمعنى يقول: قبل موتك ما كنت احسب واظن ان النجوم تختفي في التراب، حتى رأيتك وانت اضوأ من الكواكب قد غبت في التراب.
اما من ناحية نشأة هذه الشهب، فيميل كثير من العلماء الى وجود علاقة بينها وبين الكويكبات والنجيمات، وهذه عبارة عن اجرام صغيرة لا تتجاوز اقطارها عدة بوصات، وتسبح طليقة في مدار معين بين كوكبي المريخ والمشتري, ويطلق عليها الفلكيون الكوكب الخامس نسبة الى ترتيب بعدها عن الشمب
س, ويقول عنها البعض انها بقايا او فتات كوكب قديم كان يشغل هذا المدار، ولما تفتت تحركت اجزاؤه في المدار نفسه، وعندما يتقاطع مدار الارض مع مدار من مدارات احد هذه الاجسام فانها تنجذب نحو الارض لتسقط عليها متوهجة وبسرعة كبيرة قد تزيد عن 50 ميلاً في الثانية، وعند مقاومتها للغلاف الجوي للارض فانها تحترق وتظهر على هيئة كرة نارية مضيئة يمكن رؤيتها متوهجة حتى في وضح النهار اي اذا سقطت نهاراً.


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved