| شرفات
لم تعد الظروف ولم يعد الواقع أمرين حتميين يسيراننا كيفما شاءا,,
فهما كما أكد أحد العلماء نتيجة لتصرفاتنا,, وهذا يعني أن بمقدورنا أن نعجنهما وفق ارادتنا التي أودعها فينا الخلق,.
ونجعلهما يسيران لصالحنا وليس ضدنا.
وعلم الهندسة النفسية أو البرمجة النفسية جاء ليؤكد قدرة الانسان على تكييف حالاته النفسية وفق ارادته وتبديل الحزن الى فرح والتعاسة الى سعادة والغضب إلى هدوء بالاضافة الى قدرته على برمجة نفسه وتفكيره لتحقيق أهدافه وتطوير قدراته الذاتية.
هذا يتم وفق تقنيات منهجية تعلمنا إياها الهندسة النفسية.
لمزيد من المعلومات حول الهندسة النفسية التي أصبحت علما تثق به كبرى الشركات العالمية لتطوير فعالياتها,,
التقينا الدكتور عبدالناصر عبدالرحمن الزهراني مدرب الهندسة النفسية:
* متى ولدت الهندسة النفسية وأين مكان انطلاقتها؟
هي تقنية جديدة ولدت في السبعينات من القرن الماضي وبالتحديد في عام 1972 وقد رمز لها بالحروف NLP وهذه الحروف ما هي إلا رموز لNeuro- Linguistic Program بدأت بالبروفوسير وجون جرندر وتلميذه ريتشارد باندلر في مدينة سانت كروز في جامعة كليفورنيا.
وكلمة NEURO تشير الى الجهاز العصبي وأخذ منها الحرف الأول N.
LINGUISTIC هذه الكلمة تدل على أن اللغة جزء أساسي في هذه التقنية فأخذ الحرف الأول L.
PROGRAMMING تشير الى مقدرتنا على تنظيم هذه الأجزاء أو برمجتها في أدمغتنا وأخذ منها الحرف الأولP, وأصبحت كلمة NLP معروفة بشكل كبير لدى المهتمين بها أكثر من أصول هذه الحروف.
* ما هي قصة البدايات الأولى لهذا العلم؟
تبدأ قصة هذا العلم عندما كان باندلر طالبا في الجامعة يدرس الفلسفة وعلم النفس والمنطق والكمبيوتر والرياضيات, ولم يكن مهتما كثيرا بهذه المواد, وفي أحد الأيام عندما كان يحضر مادة علم النفس مع البروفوسير بيرت وكان الموضوع عن تفسير الملفات الشخصية ، وكان البروفوسير بيرت يتحدث بشكل نظري عن كيف يمكن قراءة تعبيرات الوجه, هنا ثار باندلر بشكل أذهل الجميع على هذه المادة، وأخذ يتحدث بصخب ويتكلم بحماس جعل الجميع يقف مندهشا ولا يعرف سبباً لهذا الصراخ, وكان يعني بذلك أن علم النفس يجب أن يكون أكثر عملياً منه نظرياً، وضرب مثال على ذلك الجاشتلية Gastalt Therapy فرع من علوم النفس يبحث في دراسة الادراك والسلوك من زاوية الصور الكلية , كان ذلك في السنة الرابعة له في الجامعة, كان باندلر مهتما جدا بمدرسة التفكير التي تدعى الجاشتلية التي تركز على تنمية الخبرات, كان باندلر يحرر كتابات فيرتز بيرلز مؤسس الجاشتلية , وكان أيضا مهتما بعلم حل مشاكل العائلة حيث كان هذا العلم يقوم على نظام الايحاء .
وكان نتيجة هذه الأعمال ظهور أول كتاب له بعنوان The Gestalt Approach and Eye Witness To Therapy , وكان فخورا به وبناء على ذلك ومن حسن حظه واتمنى أن يكون في بلداننا مثل هذا كان الطلاب في آخر سنة في الجامعة من حقهم أن يطوروا انتاجهم وذلك بعمل محاضرات وبتدريس الطلاب المبتدئين ما تعلموه خلال سنوات الدراسة في الجامعة, فقرر باندلر تدريس مادة الجاشتلية للطلاب.
* وماذا بعد ,,, ؟!
وفي كلية كرسيج للدراسات العليا تعرف باندلر على جون جرندر وأصبح جرندر مشرفا عليه وكان موضوع البحث حول تغيير السلوك الانساني, في ذلك الوقت كان جرندر بروفوسير في الجامعة، وقد حصل على الدكتوراه من جامعة سان فرانسسكو، وكانت دراسته عن نظرية اللغوي اللساني الشهير نعوم شومسكي وكان مركزا على بنية الكلمة أو الجملة, وكان جرندر قد ألف مع آخرين كتاب يدعى الحذف في اللغة, وكانت له اهتمامات باللغة السواحلية وبالمرونة السلوكية وكذلك بالنماذج اللغوية.
وبدأ أول درس بينهما تحت عنوان الادراك الجشتالي, وكان عبارة عن دورة بسيطة في الاقناع وحل المشاكل.
هنا وجد كل من باندلر وجرندر نفسيهما محتاجا للآخر, باندلر بخبرته في نماذج المهارات السلوكية، وجرندر الخبير في النماذج السلوكية اللغوية, فكل منهما متمم للآخر, وظهر من هذا التمازج منهج الاتصال البشري.
ثم بدأ الاثنان بدراسة نماذج كل من فرتز بيرلز وفرجينيا ساتير ثم أخيرا ميلتون اريكسون, وقاما بتطبيق طريقة كل من فرتز بيرلز في الجاشتلية وفرجينيا ساتير في حل مشاكل العائلة والخطيبين وميلتون اريكسون الشهيرة في استخدام الايحاء أو ما يسمى التنويم المغناطيسي بعد أن اكتشفا الصيغة الاساسية لهم، واستطاعا الحصول على نتائج مشابهة بل أفضل منها, لأن باندلر وجرندر مزجا بين هذه العلوم الثلاثة وظهرا بالصيغة الجديدة, ولقد بنى جرندر وباندلر صياغتهما الأولى NLP من خلال استخدام هذه الصيغة المدموجة,
وهذه الصيغة عملت بشكل أساسي على أنها صيغة للاتصال البشري, حيث أننا نتطور بشكل دائم تبعا لاستجاباتنا ولردود أفعالنا, وهذه الصيغة ذهبت الى أبعد من ذلك حيث أنها رسمت الاستراتيجية المثلى لاستخدام المهارات الشخصية في الابتكار والتطوير والتغيير,, الخ,
ثم تطورت NLP وذلك بدمج علوم وموضوعات أخرى له مثل: الفلسفة وعلم النفس بجميع فروعه ودراسات العقل الباطن وعلم الجهاز العصبي وعلم وظائف الأعضاء,, وغيرها, وبعد ذلك عملا معا على وضع صيغة عن كيفية تحول الانسان الى انسان مبرمج اذا جاز التعبير.
* كيف يمكن لنا الافادة من هذا العلم؟
NLP الذي يترجم باللغة العربية برمجة الأعصاب لغويا أو الهندسة النفسية أو البرمجة النفسية تركز بشكل أساسي على دراسة حالات التفوق أو النبوغ لدى الأفراد, وهي تركز على معرفة التفوق وكيفية تجزئته الى عناصره الأولية وبنيته الأساسية ومن ثم تطبيقه على أشخاص آخرين لتحسين أدائهم العملي, فهي تمدنا خطوة بخطوة بكيفية تحقيق التفوق والتخلص من المصاعب الحياتية
فهل ترغب برفع كفاءتك في الاتصال؟
هل ترغب في بناء أسرة بلا مشاكل؟
هل ترغب في تربية أبنائك بشكل أفضل؟
هل ترغب في بناء علاقة حميمة مع أطفالك وخصوصا المراهقين منهم؟
هل ترغب بأن تكون محبوبا في مجتمعك وعملك؟
هل ترغب في زيادة انتاجك العملي؟
هل ترغب في اكتساب عادة جديدة أو التخلص من عادة مزعجة؟
هل ترغب في تعلم أفضل طريقة للتخلص من التوتر والقلق؟
هل لديك رغبة في قيادة مفاوضات ناجحة في عملك؟
إن البرمجة النفسية لا تمنح أفضل الأسس النظرية فقط، بل إنها تمنح أيضا التقنيات لاحداث التغيير الشخصي الذي يتناسب مع معطيات الحضارة الحديثة.
والطريقة الممتعة لفهم البرمجة النفسية هو تطبيقها، فهي علم تطبيقي أكثر من كونه نظري، تقوم على التجربة والاختبار, فعندما يتساءل رب الأسرة: هل يمكن تطبيق البرمجة النفسية في بناء بيت يقوم على الحب والتفاهم؟
فما علينا إلا أن نجعله يضعها قيد الاختبار والتجربة مباشرة ليرى هل ستجدي معه أم لا.
* هل بالامكان أن نبرمج طريقة تفكيرنا وفق الكيفية التي نريدها؟
المعروف أن الدماغ ينجز عدة وظائف تمثيلية ليعطي معنى للعالم من حوله، فهو يستطيع أن يتذكر ويبتكر نماذج للصور والأصوات والكلمات والمشاعر والروائح والأذواق, وبما أننا نجمع المعلومات ونحزنها بطريقة معينة من خلال الحواس الخمس، فإننا نقوم باسترجاع المعلومات بنفس الشفرة والهيئة التي خزنت بها التجربة، فإذا خزنت المعلومات بشكل صوري فسوف تستعاد على شكل صورة، واذا خزنتها بعد السماع على شكل أصوات فسوف تستعاد على شكل أصوات,, والدماغ يمكننا من اتخاذ القرارات والاستجابة بسرعة لما حولنا, وفعل ذلك عن وعي سيتعبنا أو يسبب لنا بعض المضايقات, وبما أننا نفهم اجراءات التشفير في الدماغ، فإن الخبير في البرمجة النفسية يستطيع احداث تغيرات بمجرد تغيير الشفرة, ومن هنا فإن الكآبة والاحباط والحزن والشعور بالذنب والقلق والرهبة والخوف المرضي والاعتقادات والقيم وجميع المشاعر والأحوال البشرية تعمل حسب بنية تشفيرها لكل فرد.
* ماذا يميز البرمجة النفسية أو الهندسة النفسية لتأخذ كل هذه الشهرة؟
لقد أصبحت البرمجة النفسية مشهورة بالتقنيات التي تقدمها لاحداث تغيير مؤثر وطويل الأمد في النفس البشرية, فعلى سبيل المثال يوجد تقنية تدعى العلاج السريع للخوف المرضي، التي بواسطتها نستطيع بإذن الله شفاء مرضى الخوف في أقل من عشر دقائق بعد أن كان يعالج المريض لعدة سنوات, ولقد تم استخدام هذه الاجراءات لعلاج الخوف من المرتفعات والمصاعد الكهربائية والتحدث أمام العامة والسفر بالطائرات,, الخ، وهذا العلاج يمثل واحدا فقط من عدة تقنيات للتغيير.
كما أن هناك خط الزمن المستخدم في ازالة تأثير الكثير من الأحداث التاريخية من الذهن التي تسبب الكثير من المعوقات وتعمل ككابح في طريق الانتاج والابداع, كما يستخدم خط الزمن رسم الخطط المستقبلية بدلا من جعلها على الورق والرجوع اليها من وقت لآخر, فالبرمجة النفسية تضع خططك المستقبلية في عقلك الباطن ليسير عليها وفق برمجتك لها, اضافة الى عدة تقنيات أخرى مثل تحويل المناط اعادة التشكيل Reframing ، وswishing، والاقتران,, الخ، وعلى أية حال فإن البرمجة النفسية تضم أكثر بكثير من مجرد صندوق أدوات من التقنيات.
* كيف لنا أن نتحكم في نفسيتنا ونبرمجها لتحقيق أهداف معينة؟
للتحكم في النفس وضبطها والتخلص من مشاكل الماضي والاستعداد للمستقبل يجب أولا وآخراً التعرف على شيئين الممثلات الداخلية والفسيولوجية.
يقول بعضهم:البيئة والظروف لا توجد الرجال، ولكن الرجال هم الذي يوجدون البيئة، والظروف المناسبة لحدث ما ,فعندما تتعرف على ممثلاتك الداخلية السمعي والصوري والشعوري والفسيولوجية علم وظائف الأعضاء للحالة الصحية، والجوع، والعطش، والوضع الجسماني، والحركة,, الخ لأي حالة، فسوف تملك عندئذ زمام أمورك، تملك الأجزاء المركبة للحالة التي تعيشها,والحالات النفسية، عندها تأشيرة دخول وخروج، إن صح التعبير، متى أرادت جاءت وتغادر متى شاءت, وبعض هذه الحالات يقوي عزائمنا وشعورنا بالنشاط والحيوية والقوة، وبعضها الآخر يضع سدودا لحياتنا ولقدراتنا فلا يجعلنا ننظر أبعد من أرنبة الأنف، ومن ثم يجعلنا حبيسي مشاكلنا وحالاتنا ثم يشعرنا بالاحباط,وذلك لأن كل حالة من الحالات التي نعيشها لها تمثيل داخلي وفسيولوجي معين,
فالخوف والغضب والجوع والأمن والرضا والشبع له تمثيل داخلي وفسيولجي.
فالغضب مثلا يخزنه الشخص بصورة معينة وصوت معين وكذلك احساس معين وله وضعية تختلف مقارنة بوضعية الخوف والجوع والأمن والرضا والشبع, فكل حالة لها ممثل داخل جسم الانسان ووضعية تختلف.
* هل يمكن أن نتنبأ بالحالة النفسية وتغييرها؟
نعم يمكنك أن تلاحظ الحالة قبل الدخول بها وتغيرها, ولو كان غير ذلك لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات كما قال الغزالي في الاحياء، ولما قال صلى الله عليه وسلم لشخص لا تغضب ولأبي بكر لا تحزن, ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .
إننا ندعو ادارة الحالة في البرمجة النفسية على أنها السيطرة على الحالة.
فليس الشديد بالقوة الجسمانية والعضلية وانما الشديد والقوي الذي يملك زمام نفسه ويعرف كيف يوجه نفسه القوي هو الذي يستطيع أن يغضب متى شاء ويحلم متى شاء, ولا يصل الى النجاح ويحقق الأهداف إلا من كانت نفسه طوع أمره مجتمعه على أمره, كيف لا والنفس قد تتردد وقد تتبضع، فأنت تجلس في محاضرة في مدرج الجامعة أو الصف، تريد أن تسمع المحاضر ما يقول وتريد الخروج وتريد الحديث مع زميلك وتريد أن تتنزه في الحديقة وتريد,, وتريد, أليس هذا صحيحا؟, ألا يصف هذا حقيقة الفرق بين أولئك الذين يحققون أهدافهم والذين يفشلون في تحقيق أهدافهم؟ إن الاختلاف يكمن في المرونة والمقدرة على أن تضع نفسك في حالات تحفزك لانتاج تصرفات تساعدك في الوصول الى الهدف الذي تريد.
* ما الذي يُنشئ أية حالة نجد أنفسنا بها أو نعيشها؟ وإذا أدركنا حالة ما فما الذي تستلزمه كنتيجة؟
للحالات مركبان أساسيان هما: الممثلات الداخلية والفيزيولوجية.
الممثلات الداخلية: تصف كيفية تمثيل الأشياء في الذهن، أي كيف شُفر الحدث هل شُفر كصورة أو كصوت أو كشعور وهذا يشكل مصدر العديد من اعتقاداتنا وسلوكنا وقيمنا وفهمنا الذي بدوره يشكل ويصيغ الممثلات الداخلية التي نستخدمها, وتتضمن الممثلات الداخلية ما تتصوره وكيف تتحدث عنه في دماغك, وهذا ما يهم بشكل جوهري في أي خبرة أو تجربة, فعندما نتعلم كيف مثلت حالة ايجابية ما وكيف أن هذا التمثيل بهذه الطريقة يمنحك القوة، عندئذ فقط تكون قد تعلمت قيمة الممثلات، وبامكانك تمثيل الأشياء بطريقة تضعك في حالة ايجابية, وتتضمن الفيزيولوجية ما تأكله، وما تتنفسه، ووضعية الجسم، والمستوى الكلي للعمل الوظيفي الكيميائي الحيوي، والطاقة العصبية، والاسترخاء، والحركة، ووضعية الجسم,, الخ, وهذه كلها تؤثر أيضا بشكل أو بآخر على حالتك, فهل ترى إنسانا مهموما واقفا صدره الى الأمام وعيناه الى الأعلى؟ أبدا لن تراه كذلك، بل منحنيا ورأسه متجها الى الأرض مغبر الوجه, وهذه حقيقة يشاهدها الجميع بل انه اذا كان يتحدث مع نفسه فإن اذنيه مغلقة لا يسمع, ولذلك ترى من يدخل في حوار مع نفسه لا ينتبه لما حوله بل يحتاج ليرجع الى حالته السابقة في كثير من الأحيان أن تقول له: هيه اصح يا نايم وتحرك يديك أما عينيه لينتبه لك، أليس كذلك؟
* وهل لإدراك العالم من حولنا علاقة بحالاتنا النفسية؟
إننا جميعا ندرك العالم من خلال حالاتنا وإن هذا يشرح لماذا نشعر بالسعادة في أوقات بينما هذه السعادة تتحول مثلا الى تعاسة في أوقات أخرى, لماذا نشعر في أوقات بحالة التعلم المثلى أي أن درجة الاستيعاب، للمحاضرة أو الدرس أو أثناء الحفظ، كان عاليا بينما في أوقات أخرى نعيش نوعاً من البلادة, وبما أننا نعمل دائما نتيجة للحالات النفسية التي نعيشها، فكان من الواجب قبل اتخاذ أي قرار أن نكون في أحسن الحالات فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى القاضي أن يقضي بين اثنين وهو غضبان, وقاس العلماء على ذلك الجوع وما يجري مجراه من كونه حاقنا أو حاقبا.
كما أننا عندما نشعر جسديا بالحيوية والنشاط ندرك العالم بشكل مختلف عن الوقت الذي نكون فيه متعبين أو مرضى، ولذلك فإن أوضاعنا الفيزيولوجية تغير الطريقة التي نمثل ونحس بها العالم, وبهذه الطريقة فإن عالمنا الداخلي يؤثر دائما على عالمنا الخارجي, ومع ذلك فإن ممثلاتنا الداخلية التي تصف كيفية احساسنا بحادثة ما لا تصفه بشكل دقيق، بل مجرد تمثيل عنه.
يقول لاوتسو: من يعلم الكثير عن الآخرين يكون متعلما، أما من يفهم نفسه فهو الذكي الفطن, ومن تكون له الكلمة المسموعة عند الآخرين يكون قويا، أما من يملك نفسه هو الأقوى دائما .
إن بعض الحالات تمنحنا قوة لفعل الأشياء والتفكير بوضوح واظهار العواطف بدقة والشعور الجيد واتخاذ اجراءات فعالة,, الخ, فمثل هذه الحالات تشد من عزائمنا بينما حالات أخرى تثبط عزائمنا وتشعرنا بالاحباط, فعندما نقع في حالة تجعلنا لا نعرف كيف نتصرف فهذا لا يعني أننا أصبحنا بلداء، بل إنها تعني أننا نعيش حالة من حالات الاحباط فلا نملك من أمرنا شيئاً, وكما تسير الحالة يسير السلوك، لأن السلوك يعبر ببساطة عن كيفية تفكيرنا وشعورنا في تلك اللحظة.
* هل يمكن أن تذكر لنا بشكل دقيق كيف نغير حالتنا النفسية من الأسوأ إلى الأحسن مثلاً؟
افحص الممثلات الداخلية وفسيولوجيتك,
لاحظ أجزاء مركباتها ثم قم عندئذ بتغيير تلك الأوجه في تجربتك, وقارن بينها وبين تجربة سابقة قادتك الى حالة من السعادة والثقة بالنفس و,, الخ, لاحظ أوجه التشابه والاختلاف بين الثقة بالنفس وعدم الثقة بالنفس ودون ذلك على ورقة، ماذا تلاحظ؟
في حالة الغضب يوصى الغضبان مثلا إذا كان واقفا أن يجلس أو يتوضأ وبهذه الحالة فأنت تغير فسيولوجيتك وبذلك تغير حالتك.
وقس على ذلك باقي الحالات.
استخدام قواك للتغيير والتوصل الى الحالات يصف قوتك في السيطرة على زمام أمورك وهذا معنى أن تملك نفسك, اذا أردت أن تقوم بأمر ما ودعتك نفسك لأمر غيره أو لأمور غير ما أردت فما العمل؟
فقط استدع الصورة التي تريد أن تكونها والفسيولوجية التي تصاحبها تجد نفست تخوض نفس التجربة.
وهذا يشير أيضا الى استطاعتك تطوير القدرات التي تجعلك تستدعي أي حالة تريد أن تعيشها وتحياها وتحتاجها، فأنت تحتاج الثقة بالنفس وتحتاج الصبر وتحتاج الطمأنينة وتحتاج حالة الابداع وحالة التعلم المثلى وتحتاج حالة التركيز ,, الخ من الحالات فما عليك إلا استدعاء الحالة التي تريد، وعندئذ ستحس أن الحياة أكثر من قضية اختيار.
|
|
|
|
|