| عزيزتـي الجزيرة
قال الله تعالى: وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت صدق الله العظيم.
فإن حكم الله لا محالة نافذ,, وأمره لاشك واقع,, ولقد فجعنا بوفاة عميد أسرتنا العم الوالد الشيخ علي بن محمد المنيف,, ولم يكن خبر وفاته يرحمه الله عادياً نتأثر له بعواطفنا بل كان حدثا مجلجلا هزّ قلوبنا وعقولنا.
رحل الوالد الشيخ علي بن محمد المنيف بعد حياة حافلة بالعطاء,, وبفقده فقدنا عميدا وأبا وموجها ولن تستطيع الكلمات إيفاءه حقه,, فالقلوب تحزن والعيون تدمع لفقده,, ولا يخفف الأسى ويرفه الحزن إلا ذكراه العاطرة.
معذور هو قلمي حين تتعثر خطاه، ومعذورة الكلمات عندما تقف مشدوهة أمام رجل يجمع جميل السجايا والصفات بين جنبيه,, ان من صفاته وسجاياه ومناقبه التي لا تعد ولا تحصى، وأشار الى موجزها الأخ الوالد الفاضل الشيخ صالح بن ابراهيم المنيف مدير عام فرع وزارة العدل بمكة المكرمة وفقه الله في مقال واف سابق بعنوان فقد الرجال الكبار في جريدة الجزيرة ، وكما قال يعجز القلم في مثل هذه العجالة في سردها والحديث عنها: لقد كان أقل القليل من هذه السجايا، لقد كان يقري الضيف، ويعطف على الصغير، ويحترم الكبير، محبا للقريب والبعيد، جوادا بماله وبكرم خلقه وإذا كانت صفات التودد الى الناس والأدب الجم وإنكار الذات تنطبق على البعض فإن والدنا الشيخ علي قد أخذ قسطا وافرا كبيرا منها,, إن احاديثه مع الجميع تحتوي دائماً على إشعاعات وضاءة تبيض مساحات معتمة في دنيا محديثه وإن ملامحه الوضيئة الصادقة تجذبك إليه.
ما من شك ان المصاب جلل,, والخطب عظيم,, غير أننا لا نملك إلا ان نتمثل بهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول: اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها .
لكل أجل كتاب,, والغزاء لنا جميعا ولمن عرفه وأحبه وهي كلمة بالتأكيد لا تفيه حقه ولكنها تستجيب للمفاجأة,, فطابت إقامتك في أنعم جوار وأكرم دار.
وإننا ونحن نودع والدنا وعميد أسرتنا الفاضل ونذرف عليه الدموع لنسأل المولى عزّ وجل ونبتهل إليه ان يتغمد الفقيد الغالي ووالدينا وكافة المسلمين بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم الجميع الصبر والسلوان وحسن العزاء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
رحم الله والدنا الشيخ علي بن محمد المنيف رحمة واسعة وأقر عينيه بجنات الخلد، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأمطر عليه شآبيب رحمته واجعل قصره في عليين وأنزله منازل الصديقين والشهداء وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ولا يفوتني هنا أن أتفاءل بقوله تعالى: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .
رائد/ عبدالله بن إبراهيم المنيف مساعد سمو مدير عام مكتب الحرس الوطني لدى الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن |
|
|
|
|