يا سراييفو
هذا السؤالُ,.
وتلك بعضُ إجابةٍ,.
هُزِّي إليكِ بنخلهِ وتبسَّمي,.
***
أجل سراييفو البوسنة,.
حين هطلت عليكِ وابلات النار,.
وحلَّ بكِ الدَّمار,.
وحين شقَقتِ عن صدركِ,,، وأطلَقتِ الزفراتِ,,، وجرجَرتِ ذيولكِ تقطر دماً، وتنفّستِ الفجيعة,, رعباً,, وخوفاً,, ووحدةً,, وضياعاً,.
وحين تشتَّتتِ بعد وئام,, وكُسِرتِ بعد التئام,.
كان السؤال: مَن لي,,؟! ,, ومتى؟!,.
وكبر السؤال في صدركِ، وأنتِ عارية أمام كل الذين فتحوا نوافذ الإطلال عليكِ,,، وهتكوا حجب الفضول عنكِ، واستقرَّت محاجرُهم لا تلوب بعيداً عن كل اللواقط من الأصوات، والصور، كي يسمعوا، ويروا ما بكِ,.
حتى بكى البكاءُ عليكِ,.
وحتى فُجعت الفجيعةُ من أجلكِ,.
وحتى تفطَّرت النياط,, وهُتكت الأوردة، والشرايين لكِ تمزَّقت,.
كنَّا معكِ,, كنَّا معكِ,.
***
ومنكِ كان السؤال: من لي,,؟,, ومتى,,,؟,, وكيف,,,؟
***
وجاءكِ سلمان,.
يحمل السلام,, والثَّمَرَ,, وبذورَ الأمل,,.
وشجرَ الظلال,,.
فأورفي,, واستتري,, ولِّمي إليكِ أطرافكِ,.
جاءكِ سلمان وقد كان يمدُّ إليكِ القناطر والجسور,.
يبني إليكِ الطريق والقافلة,.
يشحذ إليك الفتيلَ والشمعدان,.
ذلك لأن الفجيعة التي لا تلتئم,,، تأكل في الفتيل الذي لا يُشحذ,,.
وما كان في الصدر من إيمان,,، وما استقر في العقل من قيم,, إنما هي وقدةُ الفتيل، ودواءُ الفجيعة,.
وبهما جاءكِ سلمان,.
وفي ههنا,, مصنع الدواء,, والقيم,.
وفي ههنا,, نوافذ الاطلال إليكِ ليس للفُرجَة، والفضول، وانفعال اللحظة، ومشاركة التأوّه، ومن ثم إغلاق النوافذ والمنافذ والنوم على الحرير,,، وإنما كل الذي جاءكِ به سلمان,.
في ههنا نوافذ الإطلال إليكِ للتأهب، والإقدام، والعطاء، والعلاج,.
***
ذلك لأنَّ
السلام الذي لا يحوِّل الكلام إلى عمل,.
والانفعال إلى مشاركة,.
والمقدرة إلى تنفيذ,.
لا تتحقق له فرص الانتشار أجنحةً بيضاءَ تلمُّ وتواسي,,، وتَبني، وتُذهِبُ، كدرَ الدَّمِ، وسوادَ الدَّمار، وغيابَ البسماتِ,.
السلام,.
جسورٌ، وقناطرَ,.
عملٌ، ودأبٌ,.
عطاءٌ، وبذلٌ,.
قصدٌ، وفعلٌ,.
ويدٌ تمتدُّ لتبني، وترمِّمَ,,، وتفردَ أجنحةً بيضاءَ,,.
جاءكِ بها سلمان,.
***
كان السؤالُ,,.
وتلك بعضُ إجابةٍ,.
هاكِ الثمارَ تناولي وتبسَّمي,.
* من قصيدة للكاتبة .
|