أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd September,2000العدد:10220الطبعةالاولـيالجمعة 24 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

سادن تراث الجزيرة
ناصر بن محمد الحميدي
تقدير عربي وتكريم سعودي
*أنتخب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله عضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية في دمشق وعضواً في المجمع العلمي العراقي كما انتخب كعضو عامل في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
*حاز مع الشيخ احمد السباعي رحمه الله والشيخ عبدالله بن خميس امد الله في حياته على جائزة الدولة التقديرية في الأدب.
يمثل رحيل رائد مشروع الثقافة السعودية في القرن العشرين الشيخ العلَّامة حمد بن محمد الجاسر خسارة فادحة ليس على الصعيد المحلي فحسب بل وعلى سائر الفعاليات الثقافية والادبية والتاريخية في وطننا العربي الكبير من المحيط الى الخليج.
من سيرته الذاتية
* ولد الشيخ حمد الجاسر عام 1328ه (في العقد الاول من القرن العشرين تقريباً) في البرود التابعة للمنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية والبرود تتبع إدارياً لمنطقة الرياض وهي احدى قرى السر في جنوب القصيم وإلى الغرب من الوشم.
*التحق بكُتاب القرية في الثامنة من عمره بعد ان كان قد فقد والدته وهو لم يتعد سن السادسة.
*وفي الكُتاب حفظ بعضاً من كتاب الله الكريم وتعلم مبادىء القراءة والكتابة في قرية خرمية المجاورة للبرود.
*سافر في مطلع العقد الثاني من حياته الى الرياض وهناك لازم المشائخ واستفاد من حلقات التعليم التي سبقت التعليم النظامي, وكان أن حفظ الاجرومية والثلاث اصول للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب عليهما رحمة الله.
*اضطره موت والده إلى العودة الى القرية التي نشأ فيها ليكفله جده لأمه، والذي كان اماماً وخطيباً لمسجد القرية, وقد أفاد كثيرا من جده واخذ بتوجيهاته للقراءات المفيدة والتي كان من اهمها لطائف المعارف والتبصرة للامام ابن الجوزي، وغيرهما من امهات العلوم والمعارف.
*عاد في عام 1345ه الى الرياض وكان عمره آنذاك حوالي ثمانية عشر عاما, فبقي في الرياض ثلاث سنوات تلقى خلالها دروساً على يد عدد من المشائخ امثال سعد بن محمد بن عتيق والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ.
* توجة عام 1348ه الى مكة المكرمة فأدى فريضة الحج وقرر مواصلة تعليمة في ام القرى حيث التحق بالمعهد العلمي السعودي الذي تخصص فيه بالقضاء الشرعي وتخرج من المعهد في عام 1354ه.
*رحل الشيخ حمد الى مصر متطلعاً مواصلة الدراسة الجامعية فالتحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة الآن) لكن قيام الحرب العالمية الثانية حال دون تحقيق رغبته فعاد الى الوطن عام 1358ه.
*اصدر في الرياض صحيفة اليمامة وكانت اول صحيفة تأسست في العاصمة السعودية وذلك عام 1372ه.
* أنشأ عام 1386ه مجلته العلمية الرصينة (العرب) ولاتزال رغم كل الصعوبات التي واجهت مؤسسها تصدر منذ ربع قرن, في الوقت الذي احتجب فيه عن الصدور عشرات الصحف والمجلات الرصيفة لمجلة العرب.
حياة أدبية زاخرة
ليس من اليسير على مقال صحفي موجز ان يغطي كل العطاء ويلم بكل ذلك التراث الضخم الذي تركة شيخ ادباء العربية وعماد مؤرخيها استاذنا الراحل حمد الجاسر.
ولعل الدراسة المرجعية الهامة، والجادَّة والتي تكاد أن تكون الوحيدة التي أعدها الاستاذ الدكتور يحيى ساعاتي عن الشيخ حمد الجاسر وفق منهج رصد ببليوجرافي لاعمال وإسهامات الشيخ حمد في المكتبة العربية والدوريات وابحاثه ودراساته وملاحظاته الهامة عبر مسيرة امتدت لاكثر من سبعين سنة في مختلف الدوريات العامة والمحكَّمة هي المرجع الشافي ولا نقول، الوافي لسائر نتاج الشيخ ونجزم بان الابن الوفي الأستاذ يحيى بن محمود بن جنيد لن يكتفي بكتابيه اللذين اصدرهما عن الشيخ حمد الجاسر ابان حياته والذي طبع الاول منهما عن طريق نادي الرياض الادبي، والثاني الذي صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية لا لأنهما صدرا في وقت كان فيه الشيخ الراحل في اوج حضوره وتعدد مشاركاته واصداراته، بل لانني متأكد بان لدى ابو حيدر أبعاداً أخرى، وجوانب متعددة لم يتعجل في جعلها في الطبعتين السابقتين, ولا أخال الاستاذ بن جنيد إلا مؤيداً للرأي القائل بأن من الظلم ان نحصر حديثنا واعترافنا لفضل الشيخ حمد برصد اعماله المطبوعة والمنشورة لان ذلك طبيعي، ولعله من صميم اختصاصات دار الكتب الوطنية، والمراجع المكتبية، ومراكز البحث العلمي، وعمادات المكتبات في جامعات المملكة وخارجها.
واننا لنتمنى على الاديب المخلص والرجل الوفي وهو القادر ان يواصل هذا الاهتمام، ويمد الاجيال العربية بما يختزنة من جوانب كلها تشرف العلم الراحل، وجميعها مما يشرف به هذا السفر الخالد عن تاريخ امة، وذكريات شعب وشعاب!! وإن كنت على يقين بان رسائل الشيخ وسوانح ذكرياته، وما تخلل حياته الحافلة لاكثر واكبر من ان يلم بها كاتب، او يحتوي عليها جميعها كتاب!!
كلمة أخيرة
ما أقسى وما أمر ساعة الفراق وحين يكون الذي نودعة اليوم علماً ساطعاً وقمة شامخة في افق الوطن كالشيخ حمد فإن الحسرات تتوالى والكمد يزداد في الصدور والدموع,, كل الدموع تجرح المآقي وتنطق عن مآسيها الأحداق,, لك الله أيها العلم الكبير,, فقد كنت ولاتزال,, وستبقى طوداً شامخاً، وسناماً زاد وكرس في مشهدنا الثقافي في الداخل والخارج ملاحم المجد، وتسنمنا نحن تلاميذك واجيال اخرى سبقتنا، وتالية ستعقبها وستتوالى مراتب الحضور والكبرياء، عليك رحمة الله يا بدوي نجد الذي اختارها واحبته كيف لا وانت الذي حملت صحراءها وراهنت على تفوق ونبوغ انسانها ونبت عن شعبك واهلك ووطنك بكل هذا التراث الخالد الذي سافرت بحثاً عن مجاهيلة، وافتخاراً بماضيك المجيد وقلمك وفكرك وعقلك الخلّاق,, لقد كنت ياشيخنا الراحل حاضراً وشاهداً للحقيقة ومنافحاً عن المنطلق السماوي الخالد و اللغة العربية والهدي الاصيل الذي كنت تستند عليه، وترفع لواءه عالياً، في كل الملتقيات وعلى صفحات سائر الجرائد والمجلات وبعد,, ماذا نقول,, وقوله الحق ابقى إنا لله وإنا إليه راجعون وهل تكفي لرثائك ايه السطر الخالد كلمات التأبين,, لا أظن هذا، لكن عزاؤنا يبقى رهنا لهذا الوهج المخلص الذي صاحب رحيلك، مما وعدنا به ابناؤك واحفادك العرب والسعوديين الذين تسابقوا للكشف عن مكنونات معطيات جديدة ولك ان تنتظر معنا وانت في دارك الابدية لتعلم كم انت في قلوب شعبك كبيراً حياً كنت أو ميتا,, إن إعادة النهل من نهرك العذب ستبقى ذكراك وملحمتك امام كل قلب ينبض، ومادمنا بحاجة لهذه الحياة والتي لايمكنها أن تستمر دون ماء فإننا نعاهدك ما حيينا بان نحفر اسمك الذي ستذكره الجبال والصحاري والرمال والوهاد والاجيال تقرنه مع كل كشف حضاري جديد، بان نحفره في عقول الصغار وفي ذاكرة الوطن الشامخ ناصعاً في افق التاريخ والثقافة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved