| الثقافية
منذ فجر التاريخ وهذه الارض الطاهرة منبت لأفذاذ الرجال والعظماء، الذين سطرت لهم صفحاته بحروف من نور جلائل الأعمال، أمثال الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله الذي غاب عنا بجسده وبقيت لنا منارات من مآثره العلمية التي بذل فيها عمره من بدايته الى نهايته بكل صبر وجلد لايقدر عليه الا العمالقة امثاله، ضحى من اجل العلم والمعرفة بكل مباهج الحياة وزخارفها بعزيمة لاتلين.
مثل هذا العلم الفذ الذي جمع فضائل العلم والحلم، وتوجها بتواضع نادر المثيل، فكان تواضعه سجية غير مصطنعة، وبذلك أجمع على محبته كل عرفه او اطلع على ما سطره قلمه، مثل هذا العلم رحمه الله، يندر وجوده في الامم المتقدمة فكيف في بلاد كان قد عمها التخلف، والفراغ المعرفي الى حد ندر فيه من يفك الحرف في زمن مضى، وكان الشيخ حمد الجاسر من الرواد ومع ذلك كان في قمة التواضع وسمو الاخلاق,ومن توفيق الله له ولهذه البلاد ان نجمه بزغ في عهد المغفور له ان شاء الله الملك عبدالعزيز آل سعود الذي ساند العلم واهله، وجدد تاريخ الأمة بجمع الشمل وزرع بذور العلم واحتضان العلماء ورواد المعرفة، فتهيأ للعلامة حمد الجاسر المجال للعمل وتحقيق ماتصبو له همته الطموحة لنشر العلم والمعرفة بين افراد المجتمع السعودي وتشجيع سبل البحث في التراث التاريخي لهذه البلاد.
لقد كنت على تواصل بهذا العلامة الجليل منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما عندما كان يصدر مجلة اليمامة ويرأس تحريرها، حيث أرسلت له اول قصة قصيرة لي، وكنت طالبا بالمتوسطة، فنشر قصتي تشجيعاً لي في مجلة اليمامة حوالي عام 1383 1384ه، مما دفعني الى متابعة القراءة والاطلاع في مجال الثقافة والادب، فواصلت اتصالي به بالمراسلة وعبر الهاتف للاستفادة من علمه الجم، وقد وجهني رحمه الله الى المراجع الهامة التي أفادتني كثيرا أثناء بحثي في مجال التراث، مثلي مثل العدد الكبير من المثقفين الذين استفادوا من هذا العلم الذي ضرب لهم المثل الرائع في تحمل المشاق والمثابرة من اجل العلم رحمه الله وأثابه على كل حرف خطه قلمه,وبلا شك ان وراء هذا الرجل العظيم رحمه الله امرأة عظيمة هيأت له كل سبل الراحة لتحقيق الانجازات الكبيرة التي قام بها لخدمة العلم والثقافة في بلاده, جزاها الله خير الجزاء ولها كل التقدير والشكر لوعيها لمهمة زوجها تجاه امته فساندته وكانت خير معين له بعد الله.
رحم الله الشيخ العلامة حمد الجاسر وجزاه على ما قدم لأبناء هذا الوطن خير الجزاء إنا لله وإنا إليه راجعون .
|
|
|
|
|