| مقـالات
الأحداث الكبيرة في تاريخ الشعوب والجماعات، هي التي تترك أثرا ساطعا في سجل مهامها ووقائعها، وتبقى ذكراها متجددة في القلوب، لما لها من مكانة، وما تركته من أعمال، غيّرت مسيرة التاريخ,, والبنية الاجتماعية.
وتاريخ الدولة السعودية، المقترن بأحداث جزيرة العرب، وبروز دورها في المحافل الدولية، يقترن بحدثين مهمين.
الأول: ميثاق الدرعية، في عام 1158ه، عندما تصافحت يد الامامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب على نصرة دين الله عز وجل، وتنقيته من الشوائب المدخلة عليه، وأفسدت بذلك نقاوته التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، من عند ربه وجاهد لتبليغها حتى أظهر الله دينه ودخل الناس في دين الله أفواجاً بعدما فتحت على يديه الكريمتين مكة المكرمة, فقامت بذلك الميثاق الدولة السعودية في دورها الأول مجاهدة لتجديد دين الله، على درب رسول الله صلى عليه وسلم، وسلفه الصالح,, فأيقظ الله بها قلوبا نائمة، وجدد الله بها منهجا كادت تندرس معالمه.
والثاني: فتح الرياض على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله صباح يوم 5 شوال عام 1319ه، لاستعادة ما سُلب من ملك آبائه وأجداده, حيث استقبلته القلوب المتلهفة لمن يعيد للبلاد وحدتها، ويقضي على النزاعات التي توسعت نارها في البلاد، من أطرافها المتعددة,, وفتحت الصدور له المكانة، التي تجدد الولاء، لتسير معه في درب الوحدة الوطنية، الذي هدف اليه، فكانت زعامته رحمه الله تختلف عن الزعامات المفروضة بالقوة أو الاغراءات,, لأنه واحد من الأمة، يحس بإحساسهم، ويتألم لما يؤرقهم.
وفي يوم غد السبت يبزغ نجم الميزان، للعام الهجري الشمسي 1379ه الموافق 23 سبتمبر عام 2000م، وهذا التاريخ يعني تحولا كبيرا، في سجل أحداث هذه البلاد، بعد أن بذل الملك عبدالعزيز، ورجاله الأشاوس جهدا عظيما، في مسيرة التوحيد، والقضاء على النزاعات التي ضربت بجرانها على الجزيرة العربية، بخلافات وشحناء بين أبنائها ردحا من الزمن,, وسايرها الفقر وقلة ما في اليد، لأن المال جبان، لا ينمو الا مع الأمن والاستقرار.
فهيأ الله بطلا من أبنائها، أرقته الأحداث التي تدور في مرتع صباه، وأضناه، ما وصلت اليه الديار، من خلافات وفرقة، جرأت الطامعين، وفتحت مجالا للمتسلطين والناقمين,, تحرك حمية لدين الله، ورأفة بأبناء شعبه لما في مخيلته من أهداف يريد تحقيقها,, وكأن الشاعر عناه باستشرافه ليكون هو القائد الذي ترتقبه الجماهير، ليسير بها في سفينة النجاة، الى مرفأ السلامة، بعد تسلمه دفة القيادة، وليكون هو الذي يسوق الله على يديه، وبجهوده وتدبيراته لم الشتات وتوحيد الشمل، وذلك عندما قال
اذا ما راية رفعت لحرب تلقاها عرابة باليمين |
سار عبدالعزيز في درب التوحيد والبناء، المحفوف بالمخاطر، على صهوة جواده، ورجاله الأوفياء خلفه يؤازرونه فجال بهم أكثر من ربع قرن في القفار والصحاري، ليضم البلاد بعضها الى بعض، حيث قال فيه المارك: إن البلاد قبل ان يوحدها عبدالعزيز، كان يكتنفها: انقسامات اقليمية، وتجزئة قبلية، وحروب أهلية، وغزوات قبلية، وحسب ما وسعه علمي، فانها أولا بتقسيمها الاقليمي، قد كانت اثنتي عشرة وحدة اقليمية، ثم عدد هذه الأقاليم ثم قال بعد ذلك: ومن هنا يتضح لنا الأمر، بأن ما يسمى الآن المملكة العربية السعودية، كان يشمل اثنتي عشرة وحدة اقليمية، كل وحدة لا يقال انها: مستقلة عن الأخرى، استقلالا سياسيا واداريا واقتصاديا فحسب، بل متناحرة بينها تناحرا مريرا، يُباح فيه نهب الأموال، بل وسفك الدماء وقتل الأبرياء من شيم الملك عبدالعزيز 3:166 169.
ان أول يوم من الميزان، يعني سجلا جديدا في وحدة هذه البلاد، قد فتحت صفحاته، ودورا جديدا للعمل والبناء لمصلحة الوطن قد اهتم بها الملك، وشعورا وطنيا في أقطاب البلاد، بأن البلاد بعد أن وحّد أجزاءها الملك عبدالعزيز، وأمات الله بمساعيه، ضغائن القلوب، بأنه لا بد أن يجمعها اسم واحد، وان تصدر لوائح التنظيم للحكم فيها، لتبقى مستقرة بإذن الله في أمنها، مترابطة أطرافها، موحد شعبها ليمضي في البناء والاصلاح، خلف قيادته لا فرق بينهم، الا بقدر الاخلاص، وحسن الانتاج.
وعن مبدأ فكرة توحيد الاسم للدولة، التي تعني هذه المناسبة، وتتجدد كل عام، ليشعر معها المواطن، بأن مسيرة التوحيد قد حققت له رخاء وأخوة، وتنظيما ومكانة,, وبأثر الجهود التي بذلت في مسيرة عبدالعزيز ورجاله، المدة الطويلة، لتنضم الأمة: أفرادا وجماعات بعد ذلك اليوم الذي وحدت فيه الدولة تحت مسمى جديد له اعتباراته ومفاهيمه.
عن ذلك يقول العطّار في تاريخه صقر الجزيرة: والحوادث المتتابعة التي قامت في أطراف البلاد، نبهت الأذهان الى أن هناك نقصا يجب تلافيه وان هناك بابا للشر مفتوحا يجب تغليقه، الا وهو عدم توحيد المملكة في اسمها، فلا حجاز ولا نجد، ولا ملحقات أمام أمة واحدة، تتفق في العادات والتقاليد، وفي الدين والوطن واللغة، وفي المنازع والأهواء والأماني بل الى متى يجابه أهلها الفتن، لاسم يشعر بالتفريق، فعزموا عزما صادقا على أن تكون الوحدة عامة شاملة في الاسم وفي كل شيء، ونظروا الى ان نظام الحكم في البلاد ملكي شرعي، فاشتقوا لفظ المملكة من ذلك.
ثم رأوا أن هذه الأمة عربية صحيحة، لها تاريخها المجيد ولغتها الشريفة، التي أنزل الله بها القرآن فوصفوها بأنها عربية ,, ثم رأوا ان من الواجب تخليد من كان السبب في نهوض هذه الأمة، ومن كان السبب في الدفاع عنها، والسير بها في طريق التقدم، بأن يشتقوا من اسمه، نسبة تكون وصفاً ثانيا للمملكة، اشارة الى العمل الضخم الذي قام به ابن سعود وحده، فرأوا أن يصفوها بأنها سعودية .
فاجتمع لهم بعد ذلك اسم جميل الا وهو المملكة العربية السعودية .
واجتمع أقطاب البلاد في مكة، وقرّ رأيهم على ذلك رغبة في الوحدة العربية التي ينشدونها، وأعلنوا في جميع بلدان المملكة مقصدهم النبيل، فتسابق أهل كل بلد الى الاجتماع، وضم الصوت الى صوت مكة حرسها الله، وكتبوا الى الملك ابن سعود يخبرونه برغبة الأمة التي فداها بروحه وماله وأبنائه وأعز الناس عليه، فأرادت الآن أن تظهر أمام العالم بمظهر الوحدة الجميل، فلا يكون للمسميات الجغرافية والحدود الاقليمية أثرها، الذي لا يتفق مع الوحدة العربية المنشودة، ولا يعبر عن الحقيقة، ولا عن روابط أفراد الأمة المتضامنين الملتفين حول زعيمهم الأكبر العظيم عبدالعزيز .
وطارت البرقيات من كبراء البلاد، ومن أفراد الأمة ومن المدن والقرى، ومن الحواضر والبوادي، الى الملك الكريم، فأجابهم الى ما طلبوا، وأصدر مرسوما ملكيا تحت رقم 2716 في 17 جمادى الأولى سنة 1351ه 18 سبتمبر 1932م أمر فيه بتحويل اسم المملكة القديم، الى هذا الاسم الجديد، الرائع القوي المملكة العربية السعودية ,, ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه,, وهذا هو نص المرسوم الملكي:
بعد الاعتماد على الله:
1 بناء على ما رفع من البرقيات من كافة رعايانا في مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها.
2 ونزولا على رغبة الرأي العام في بلادنا.
3 وحبا في توحيد أجزاء هذه المملكة العربية,, أمرنا بما هو آت:
مادة أولى: يحول اسم المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها ، الى اسم: المملكة العربية السعودية ويصبح لقبنا بعد الآن ملك المملكة العربية السعودية .
مادة ثانية: يجري مفعول هذا التحويل اعتبارا من تاريخ إعلانه.
مادة ثالثة: لا يكون لهذا التحويل أي تأثير على المعاهدات، ولا الاتفاقات والالتزامات الدولية، التي تبقى على قيمتها ومفعولها، وكذلك لا يكون له تأثير على قيمتها ومفعولها، وكذلك لا يكون له تأثير على المقاولات والعقود الافرادية,, بل تظل نافذة.
مادة رابعة: سائر النظامات والتعليمات والأوامر السابقة والصادرة من قبلنا تظل نافذة المفعول بعد هذا التحويل.
مادة خامسة: تظل تشكيلات حكومتنا الحاضرة، سواء في الحجاز ونجد وملحقاتها، على حالها الحاضر مؤقتا الى ان يتم رفع تشكيلات جديدة للمملكة كلها، على أساس التوحيد الجديد.
مادة سادسة: على مجلس وكلائنا الحالي، الشروع حالا في وضع نظام أساسي للمملكة، ونظام لتوارث العرش، ونظام تشكيلات الحكومة، وعرضها علينا لاستصدار أوامرنا فيها.
مادة سابعة: لرئيس مجلس وكلائنا، أن يضم أعضاء مجلس الوكلاء، أي فرد أو أفراد، من ذوي الرأي، حين وضع الأنظمة السالفة الذكر، للاستفادة من آرائهم والاستفادة بمعلوماتهم.
مادة ثامنة: اننا نختار يوم الخميس في 21 جمادى الأولى سنة 1351ه، الموافق لليوم الأول من الميزان، يوما لاعلان توحيد هذه المملكة العربية,, ونسأل الله التوفيق.
صدر في قصرنا في الرياض، في هذا اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1351ه.
بأمر جلالته,, نائب جلالته
التوقيع: فيصل التوقيع عبدالعزيز
ثم قال: ما كاد هذا النبأ يصل الى الأمة، حتى استعدت لاقامة مهرجانات استقبالا ليوم الخميس تعبر فيه عن سرورها بهذا اليوم التاريخي المجيد، الذي نالت فيه رغبتها، وظهرت بمظهر الوحدة، أمام الأمم الأخرى، وخطب الخطباء، وكتب الكاتبون، ونظم الشعراء، حتى انقلبت المملكة الى مهرجان عظيم 5: 1065 1098 .
وقد ذكر الزركلي: ان من صفات الملك عبدالعزيز: انه كان يعمل ليومه وغده، ويقيم الدعائم لملكه في حاضره ومستقبله، وهو لهذا كان لا يفتأ يهيئ كبار أبنائه للسير على منهاجه، في الادارة والاصلاح وسياسة الداخل والخارج,, فقد أمر بوضع نظام لتوارث العرش من بعده، فانعقد مجلس الوكلاء، ومجلس الشورى، وأبرما قرارا في 6محرم 1352ه 11/5/1933م ، بمبايعة كبير أبنائه الأمير سعود ولياً للعهد.
وأبرق الملك الى سموه على الأثر برقية رقم 275 تاريخ 18 محرم 1352ه يوصيه بالرعية وبعلماء المسلمين خيرا, انظر شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز 2: 567 568 .
في ذلك اليوم اعتبر أول يوم من الميزان، هو يوم يشعر بالوحدة الوطنية، حيث أزال الله العداوة والشحناء من القلوب، وتوحّدت أجزاء البلاد التي كانت متناثرة، تحت قيادة عبدالعزيز الموحدة، كما التفت قلوب أبناء الأمة وراء قائدها، الذي تفرغ لوضع الأنظمة، والاهتمام بالشعب تعليما ورقيا، وبمشروعات البلاد الكثيرة: تشييدا وتسهيلا ومتابعة,, وسار على توجيهاته أبناؤه من بعده في حماسة واهتمام,, فتآلفت القلوب، وتصافت النفوس: وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم الأنفال 63.
ان مفهوم اليوم الوطني، لا يعني اتخاذه عيدا، كما يظنه من يتوهم ذلك، أو كما هي الأعياد الوطنية عند بعض الدول حيث يحتفلون بذلك، وتعطل الأعمال,, فذلك مما لم يدر بخلد عبدالعزيز، ولا أبنائه من بعده,, لأنهم جميعا ينطلقون في جميع أمورهم، وفي تنظيم الدولة وتعاملها، من النظرة الشرعية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحكِّمون تعاليم الاسلام في كل صغيرة وكبيرة,, ويستنيرون مسترشدين بآراء العلماء الذين لهم مكانة في نفوسهم وفي ميزان أعمالهم.
وكلهم يدركون من ثوابت الاسلام، انه لا عيد الا ما حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، هما اثنان: عيد الفطر، وعيد الأضحى.
وانطلاقا من قول الله جل وتعالى: وأما بنعمة ربك فحدث فإن كل فرد عندما تمر به هذه المناسبة، فانه أولا: يحمد الله على ما وصلت اليه هذه البلاد، من أمور في مجالات الحياة، هي لذوي الرأي البصير، فوق توقعات البشر ودراساتهم، وتتعالى على تخطيط المهتمين، حيث حرصت قيادة هذه البلاد على استثمار مواردها الطبيعية التي أفاء الله بها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لما فيه مصلحة البلاد والعباد ولم تدخر شيئا من الجهد والعمل,, الا حرص عليه قادتها لمصلحة الأمة، وافادة فئات الشعب.
فالتعليم بدأ من درجة الصفر، واذا به في خلال سبعين عاما، يرتفع الى قفزات عالية، وبكفاءات جيدة في المجال التعليمي والتربوي، والصحي، وأساتذة الجامعات: بنين وبنات، علاوة على المجالات الفنية المتعددة بحسب اختصاصاتها، والعسكرية والطيران,, كل تلك المجالات أخذ بالقيادة فيها والبروز شباب من أبناء هذا الوطن، حيث ارتفع مستوى التعليم وتعددت فرصه، منذ تسلم القيادة التعليمية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، في أول وزارة للمعارف, حيث كان التوسع واتاحة الفرص: للابتعاث في الجامعات.
ومرور مناسبة اليوم الوطني تعطي مفاهيم كثيرة فكل ما تحقق للوطن، فانما هي نعمة يجب أن تذكر فتشكر، وبالشكر تدوم النعم، فالدولة مناصرة لدين الله، ومؤيدة للمسلمين في قضاياهم ومعينة لهم في بناء مساجدهم ومساعدة لفقرائهم وفي داخل البلاد، الحدود تقام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يناصر ويؤيد، وصاحب الحق يأخذه عند القضاء الشرعي,, وفق حكم الله.
من ذكاء النساء:
كان أوس بن حارثة بن لأم الطائي، قد اشتهر بأمه سُعدى، لكرمها وفطنتها، قال عنه المبرد في الكامل: كان سيدا مقدّما، فوفد هو وحاتم الطائي عمرو بن هند، وأبوه المنذر بن المنذر بن ماء السماء، فدعا أوسا فقال له: أأنت أفضل أم حاتم؟ فقال: أبيت اللعن لو ملكني حاتم وولدي، ولُحمتي، لوهبنا في غداة واحدة، ثم دعا حاتما فقال له: أنت أفضل أم أوس؟ فقال: أبيت اللعن انما ذكرت بأوس، ولأحد ولده أفضل مني.
وكان النعمان بن المنذر قد دعا بحلة، وعنده وفود العرب من كل حي، فقال: أحضروا في غد، فاني ملبسٌ هذه الحلة أكرمكم.
فحضر القوم جميعا الا أوس بن حارثة، فقيل له: لم تخلّفت؟ فقال: ان كان المراد غيري، فأجمل الأشياء، أن لا أكون حاضرا، وان كنت أنا المراد، فسأطلب، ويُعرف مكاني، فلما جلس النعمان، لم ير أوسا: فقال: اذهبوا الى أوس، فقولوا له أحضر آمناً مما خفت.
فحضر فأُلبس الحلة، فحسده قوم من أهله، فقالوا للحطيئة: أهجه ولك ثلثمائة ناقة فقال: الحطيئة: كيف أهجو رجلا، لا أرى في بيتي أثاثا، ولا مالا إلا من عنده؟,, ثم قال
كيف الهجاء وما تنفك صالحة من آل لأم بظهر الغيب تأتيني |
فقال لهم بشرى بن خازم، أحد بني أسد بن خزيمة: أنا أهجوه لكم.
فأخذ الابل وفعل,, فأغار أوس على الابل، فاكتسحها فجعل لا يستجير حيا، الا قال: قد اجرتك الا من أوس,, وكان من هجاء بشر في أوس انه قد ذكر أم سُعدى، فأتي به، فدخل على أوس ذليلا خائفا، فلما رآه أوس: دخل على أم سعدى، فقال لها: قد أتينا ببشر الهاجي لك ولي، فما ترين فيه؟ فقالت له: أو تطيعني فيه؟ قال: نعم.
قالت سُعدى لابنها أوس بعد ذلك: أرى أن ترد عليه ماله تعني الإبل التي استاقها منه وعددها ثلثمائة ناقة وتعفو عنه، وتحبوه أي يزيده من العطاء والتقدير وأفعل أنا مثل ذلك، فانه لا يغسل هجاءه الا مدحه، فخرج أوس الى بشر وقال له: ان امي سُعدى التي كنت تهجوها، قد أمرت فيك بكذا,, وكذا,, فقال: لا جرم والله لا مدحت أحدا حتى أموت غيرك,, وكان مما قال فيه
الى أوس بن حارثة بن لأم ليقضي حاجتي فيمن قضاها وما وطىء الثرى قبل ابن سُعدى ولا لبس النعال ولا احتذاها |
* الكامل 1: 136
|
|
|
|
|