أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd September,2000العدد:10201الطبعةالاولـيالسبت 3 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

أضواء
الحرب قادمة لا محالة إن لم تعد القدس الشرقية للمسلمين
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع اقتراب الموعد المحدد لاستحقاقات الحل النهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين الثالث عشر من شهر ايلول / سبتمبر الذي اصبح تاريخاً معروفاً حدّده الرئيس الفلسطيني موعداً لإعلان الدولة الفلسطينية ولأن الجميع انشغل بموعد إعلان الدولة، فقد تناسوا الموعد المحدد أصلاً لتحقيق استحقاقات اتفاقيات السلام التي توقفت، او لنقل تأجلت نتيجة عدم التوصل الى حلٍّ لقضية القدس,, القدس التي يريد الاسرائيليون ان تكون بديلاً لتمكين الفلسطينيين من بعض استحقاقات حقوقهم مقابل التنازل عن القدس الغربية التي يمتلك الفلسطينيون سبعين بالمئة من أراضيها، حتى ان كثيراً من منازل المسؤولين والوزراء الاسرائيليين والارض التي يعتزم الامريكيون بناء سفارتهم عليها أرض مملوكة للفلسطينيين، وليدهم وثائق صكوك الطابو التي تثبت ذلك,.
ولا يكتفي الاسرائيليون بذلك إذ يضغطون لإبقاء سيطرتهم الأمنية والسياسية على القدس الشرقية واقتسام ملكية ساحة المسجد الاقصى والوصاية على أساسيات المسجد القدسي، ولهم في ذلك هدفان، اذ عن طريق اقتسامهم ملكية ساحة المسجد الاقصى يسعون إلى إقامة معبد يهودي الى جانب المسجد الاقصى، ومن خلال الوصاية على أساسات المسجد يسعون الى البحث عن هيكلهم المزعوم، وطبعاً الموافقة على هذين المطلبين تسليم لهم بهدم المسجد الأقصى وإقامة معبد يهودي مكانه تكون نواته المعبد الذي يطالبون الآن ببنائه على ربع مساحة ساحة المسجد.
هذان المطلبان يعرف الفلسطينيون خطورتهما، ولذلك فقد أوضح كل الممثلين الفلسطينيين بدءاً من الرئيس ياسر عرفات الى اصغر ممثل فلسطيني تلك المخاطر على الدول العربية والإسلامية، وهذا ما جعل الدول الاسلامية وبالذات الدول العربية الكبرى ترفض رفضاً مطلقاً أي مساس بوضع القدس الشرقية او التفريط بالمقدسات التي تحويها المدينة المقدسة والشيء الذي يُجمع عليه الفلسطينيون والعرب والمسلمون هو ان كل ما يُطرح بشأن القدس يعتبر غير مقبول فلسطينياً وعربياً وإسلامياً وبالذات كل طرح لا يتطابق مع حدود الرابع من حزيران وعلى الاسرائيليين ان يقدروا للفلسطينيين عدم اثارتهم موضوع القدس الغربية التي يمتلك الفلسطينيون سبعين في المئة من أراضيها، وإذا كانت ظروف الامتلاك قد أرجأت هذه القضية فإن الفلسطينيين بإمكانهم فتح هذا الملف خاصة وان إيصالات الإيجار التي كانت تدفعها سلطات الانتداب البريطانية موجودة.
هذه الاشكاليات والتدخلات ليست بعيدة عن ذهنية كل اطراف النزاع والفلسطينيين إذا ما سُدّت امامهم السبل في سبيل إعادة عاصمتهم القدس الشرقية، وفقد المسلمون والمسيحيون الامل في عودة مقدساتهم، فإن فرص السلام ستتراجع حتماً، وتزداد فرص الصدام بل والحرب أيضاً، إذ لن يكتفي الفلسطينيون هذه المرة بإشعال انتفاضة سلاحها الحجارة، وإنما ستتصاعد الصدامات هذه المرة وستتحول الى اشتباكات بالاسلحة بعد أن أصبح السلاح متوفراً بيد الفلسطينيين والذي سيكون بديلاً عن الحجارة,, وإذا ما تمادى الاسرائيليون في تصعيدهم للمواجهات التي حتماً ستكون دموية، فإن العرب والمسلمين لن يتركوا الفلسطينيين وحدهم هذه المرة ، مما يعني اندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved