أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd September,2000العدد:10201الطبعةالاولـيالسبت 3 ,جمادى الثانية 1421

المجتمـع

الأسابيع الأولى تحدد علاقته بالمدرسة طوال حياته
باحثة اجتماعية: حذار أن يشعر الطفل أن البيت يريد التخلص منه
* حوار : رياض العسافي
الاسابيع الاولى في المدرسة هي الاهم في الحياة الدراسية لكل طالب وطالبة فإذا احس بالسعادة والامان والثقة في هذه الايام فسوف يحب المدرسة طوال حياته الدراسية شرط ان يتم اعداده لذلك من قبل البيت والمدرسة على حد سواء.
فيجب ألا يشعر الطفل كما تقول الباحثة الدكتورة سعاد احمد ان البيت يريد ان يتخلص منه او يلقي بمتاعبه في المدرسة، كما يجب ألا يشعر الطفل بأن المدرسة فترة نفي بعيدا عن البيت، وانما تصبح المدرسة مكانا اجمل من البيت واهدأ وتتوافر فيها عناصر الراحة وأدوات اللعب والمرح والمعلومات الشيقة بشكل متدرج.
الصدمة الأولى
الصدمة الاولى في حياة اي طفل هي رؤية زميل له وان كان اكبر منه يتعرض للعقاب البدني ولذلك فالوصية الاولى كما تؤكد د, سعاد عدم تعرض الطفل لرؤية حالة عقاب يتعرض لها اي طالب,, خاصة ان العقاب البدني ممنوع اصلا.
واذا كان الطفل يعاني من مشكلة خاصة كأن يكون بدينا مثلا او يرتدي نظارات طبية او يعاني من اعاقة او لعثمة في الكلام فالمطلوب ايضا مشاركة البيت واسرة المدرسة في العناية الخاصة بهذا الطفل وسرعة استيعابه وسط زملائه وملاحظة اي انتقادات او محاولات للسخرية منه ومنع ذلك في الحال.
ويمكن كما تقول د, سعاد ان يتم توجيه زملاء الطفل في غياب الطفل الخاص بعدم السخرية منه ورعايته لأن كل طفل يمكن ان يكون معرضا للسخرية منه في أي موقف والتأكيد على ان الدين ينهى عن ذلك ويحرمه.
ويمكن رفع الثقة والروح المعنوية لدى الطفل الخاص من خلال الثناء عليه وتشجيعه في المسابقات الرياضية والمهارات الخاصة مثل الرسم والاناشيد فاضافة اي موهبة للطفل الخاص الذي يعاني من مشاكل خاصة تعتبر الشرط الموضوعي والضروري لتنمية شخصيته وتشجيعه.
التخطيط المسبق
وتقدم د, سعاد هذه الوصفة لكل ام قائلة: ليس من السهل على الطفل تقبل الذهاب الى المدرسة وانفصاله عن امه واسرته ومنزله ليواجه شيئا مجهولا بالنسبة له والخوف والانفصال هما اخطر ما يمكن ان يواجهه أي طفل فهما السبب في شعوره بالفزع والتوتر لذا يفضل ذهاب الطفل الى رياض الاطفال في سن مبكرة قبل الدراسة فشعور الطفل يشبه شعور المسافر بما فيه من رهبة، لذا علينا تعريف الطفل بما هو مقبل عليه ونكون صريحين معه ونجيب عن جميع اسئلته وهي غالبا ما تدور حول ما سيفعله بالمدرسة وعلى الام معرفة البرنامج الدراسي من المدرسة قبل بداية الدراسة لتخبر طفلها به بشكل مبسط فتقول له: ستتوجه مع زملائك للفصل ويتعرف المدرس على اسمائكم ثم تغنون بعض الاناشيد ثم تلعبون في ملعب المدرسة وهكذا.
واذا سأل الطفل عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة فعليك برسم ساعة على ورقة بيضاء ولونيها ثم حددي عليها موعد الذهاب وموعد انتهاء اليوم الدراسي حتى تكون بجانبك واضحة حتى وان كان لا يعرف تحديد الوقت من خلال الساعة بدلا من ان تقولي له ثلاث ساعات ويشعر بطول اليوم فينتابه القلق والفزع طوال الساعات الثلاث, وعليك ايضا اخباره بكيفية العودة وما اذا كان والده سيذهب لاحضاره للمنزل او ان أي شخص آخر سيذهب اليه.
وقد يسألك طفلك عما ستفعلينه في غيابه وهو بالمدرسة ليعرف هل ستفعلين شيئا يشعره بالأسف لكونه بعيدا عنك ام لا؟ وقد يكون السؤال بسبب قلق طفلك عليك وهو منفصل عنك فعليك ان تعرفيه بما ستفعلينه وهو بالمدرسة فتقولين له على سبيل المثال : سأعد الطعام بالمنزل حتى تأتي وتتناوله,
وهنا يعرف انك ايضا ستكونين مشغولة مثله بعملك.
كوني هادئة
شعور طفلك بالخوف والقلق في المدرسة شيء طبيعي، بل طبيعي للوالدين ايضا ان يقلقا على طفلهما لذا فعلى كل أم اخفاء مشاعر القلق عن طفلها حتى لا ينعكس عليه وكوني دائما هادئة ولا تفارق الابتسامة وجهك.
ولا تترددي عند وداع طفلك بالمدرسة بل اتركيه بهدوء وثقة وابتسامة ثم انصرفي ولا تعودي مرة اخرى اليه لتهدئته حتى لا يشعر ان بكاءه يعيدك اليه فيستمر في البكاء ولا تطلبي من طفلك التوقف عن البكاء او القلق عند وداعه ولكن عليك ان تتركيه يعبر عن خوفه بالبكاء وتعلمي على تهدئته بقولك: أنا أعرف انك خائف وغاضب لفراقي ولكنك ستعود بعد ساعات قليلة مرة اخرى, فبهذا يشعر انك تتفهمين مشاعره وعندما يعود سوف يندفع اليك وهو يبكي او يظل هادئا ويتماسك، وهما امران طبيعيان وعليك مقابلة الامر بهدوء ايضا وبابتسامة هادئة لتشعريه بان الانفصال امر عادي وركزي في حديثك معه على ايجابيات المدرسة ومتعة اللعب مع الزملاء وتجنبي مقابلة طفلك بعد نهاية اليوم الدراسي بلهفة زائدة ودموع حتى لا يشعر ان الانفصال عنك شيء خطير فلا يستطيع التأقلم في المدرسة.
هذه الوصايا هي الطريق المباشر لحياة دراسية سعيدة، فالمدرسة رحلة تمتد لسنوات طويلة ويجب ألا تبدأ بأي مشاكل تجعل بدايتها حزينة وتعيسة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved