| العالم اليوم
ليس جديداً القول بان الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل اللتين تضغطان بشدة على الرئيس ياسر عرفات والفلسطينيين عموماً للقبول بالمقترحات التي تقدمانها لما يسمونه حلاً لقضية القدس، فالأمريكيون والاسرائيليون يعون ومتأكدون بأن لا عرفات ولا أي فلسطيني يستطيع أن يبدي أي تنازل عن القدس، سواء فيما يخص المسجد الأقصى أو المقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى أو أحياء القدس الشرقية، فالقضية أبعد من أن يقدم عليها زعيم أيا كان هذا الزعيم فلسطينياً أو عربياً أو اسلامياً، وعرفات نفسه أبلغ كلينتون وباراك في مباحثات كامب ديفيد بأنه سيدفع حياته ثمناً لأي اتفاق لا يعيد القدس للسيادة الفلسطينية، والرئيس ياسر عرفات على حق في هذا، وهو ما يجب أن يصدقه الأمريكيون والإسرائيليون إلا ان أرادوا التخلص من عرفات باجباره على التوقيع,, وهو ما لم يحصل بتاتاً لمعرفتنا بعرفات ومدى التزامه شخصياً بالقدس، فهذا المقدسي الذي يتوجه إلى الضفة الغربية بالطائرة الطوافة الهليكوبتر قال لي شخصياً وأمام الوفد السعودي الذي زار غزة في نهاية السنة الماضية، انه حينما تكون الطائرة فوق القدس يغمض عينيه لانه لا يريد ان يرى القدس وهي تحت الاحتلال.
مثل هذا الرجل هل يوقع صك احتلال واذلال للقدس؟، الجميع يشكك في ذلك وعلى الأمريكيين والإسرائيليين ان يكفوا عن ضغوطهم ويرضخوا للحل الدولي الذي يفرض اعادة القدس الشرقية للفلسطينيين مقابل موافقة الفلسطينيين على بقاء القدس الغربية عاصمة للإسرائيليين، وهذا بحد ذاته تنازل من الفلسطينيين لأن القدس لم تكن مشمولة بقرار التقسيم الدولي، وسوف يكسب الإسرائيليون كثيراً بمثل هذا الحل لأنه يلغي القرار الدولي باعتبار القدس محتلة ويسمح للإسرائيليين باتخاذ القدس الغربية عاصمة لهم، مثلما يسمح للفلسطينيين باتخاذ القدس الشرقية عاصمة لهم.
أما أن يحصل الإسرائيليون على كامل القدس الغربية ويشاركوا في السيادة على القدس الشرقية وتمنح لهم السيادة الادارية كما يحاول الإسرائيليون ذلك، فان ذلك من المستحيلات التي لا يمكن أن تتحقق حتى وان طرحت هذه الاقتراحات من بعض الشخصيات الإسلامية فأصحاب القضية الأساسيون من فلسطينيين وعرب ومسلمين والأقرب لها مثل الرئيس عرفات الذي يقول بوضوح ان من يتنازل عن القدس سيقتل والرئيس المصري حسني مبارك يقول لا أحد يقبل أن تكون القدس أو الحرم القدسي الشريف تحت السيادة الإسرائيلية .
ونحن نقول وكل المسلمين موضوع القدس موضوع مقدس وكل من يفرط به، وكل من يقبل ببقائه تحت سيطرة الإسرائيليين من بعيد أو قريب، كافر ويعمل ضد المسلمين أياً كان منصبه ومركزه.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|