|
| عزيزتـي الجزيرة
يقول المثل الصيني (لا تعطني كل يوم سمكة علمني كيف اصطاد) لا يختلف المتخصصون حيال اهمية الرعاية اللاحقة (after cnre) التي تعتبر امتدادا جوهريا للرعاية المؤسسية بعد خروج نزلاء المؤسسات الإصلاحية ورغم الجهود التي تبذل في اعداد نزلاء المؤسسات الإصلاحية من خلال البرامج الدينية والثقافية والاجتماعية والمهنية الا انها ما زالت مجرد مسكن وليست علاجا في معظم الحالات,, حيث نرى النزيل في المؤسسات الاصلاحية يتصف بصفات حسنة مما يجعل المختصين والاسرة يثنون على هذا التغيير الايجابي الذي طرأ على سلوكه ولكن,, ما ان يرى النور هذا الفرح بصلاحه حتى ينطفئ بعد الافراج عنه من المؤسسة من جراء تعثره بصدمة الافراج ولعدم تقبله من افراد المجتمع وغربته الاجتماعية والمهنية وعودته لبراثن الانحراف ومن هنا تبرز اهمية برنامج الرعاية اللاحقة التي تولي الحكومات الغربية وبخاصة الامريكية هذا النوع من الرعاية اهتماما يفوق الاهتمام المؤسسي لأن معظم نتائج الدراسات المهتمة بجنوح الاحداث خصوصاً تشير الى مسئولية البيئة والاسرة والمدرسة تجاه ظاهرة العود للاحداث,, حيث تهتم المؤسسات الاصلاحية في معظم الحالات بالنزيل داخل المؤسسة وتترك على سبيل المثال (البيئة الاسرة العمل المدرسة) المحفزة للرعاية اللاحقة لذا فان تفعيل دور الرعاية اللاحقة من خلال ايجاد ادارات متخصصة ومستقلة في كل منطقة مدعومة بطاقة من الموظفين الميدانيين ووسائل نقل وصلاحيات لأعضائها وفق بطاقة متابعة تسهل المتابعة مع الاسرة والادارات ذات العلاقة مثل التعليم والتأهيل المهني والتوظيف والشرط والجمعيات الخيرية المختلفة اضافة الى الاستعانة بأئمة المساجد ومدرسي حلق الذكر والمختصين المتطوعين اصحاب الاهتمام لهو امر مهم في تحقيق الاستقرار النفسي والاسري والتعليمي والمهني للمفرج عنهم من المؤسسات الاصلاحية بصفة عامة وتفعيل هذا النوع من الرعاية سوف يحد من نسبة العود ويقف على القصور في البرامج المقدمة من داخل المؤسست الاصلاحية وذلك من خلال نوعية البرامج وتناسبها مع طبيعة النزيل بعد خروجه ومدى اتصالها بالبيئة والاسرة والمدرسة اضافة الى ان الرعاية اللاحقة تعمل على كشف بوادر الانحراف ومعالجتها عند باقي اعضاء الاسرة والوقوف كخط وقائي او منسق بين عضو الاسرة المفرج عنه وباقي اعضاء الاسرة الاسوياء, كما ان هذا البرنامج يقف ايضا على علاقة الاسرة بالمفرج عنه ووضع الاسرة المادي ومدى امكانية مساعدتها من الجمعيات الخيرية او ادراجها ضمن المستفيدين من الضمان الاجتماعي او توجيه المفرج عنه مهنيا ووظيفيا.
إبراهيم بن أحمد الضبيب بريدة
|
|
|
|
|
