| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
كتب الاستاذ عبدالله عمر خياط قائلا: ان جامعاتنا لم تستطع سد حاجات بلادنا خلال 30 سنة هي عمر الخطط الخمسية للتنمية ولم تستطع حتى قراءة حاجاتنا المستقبلية لقد تغير الوقت واصبح من الضرورة الملحة اعادة النظر في اهداف هذه الجامعات وذكر في مقاله عدة تخصصات يشغلها كليا او جزئيا متعاقدون، ومقاله ذكرني بقول للاستاذ عبدالفتاح ابو مدين في لقاء له بمدينة الطائف بأن معظم الوظائف في صحفنا مشغولة بغير السعوديين, فقبل حوالي سبعة وثلاثين عاما استغنت صحفنا عن الفنيين من احدى الدول العربية ورغم مرور هذه الفترة الطويلة وحتى الآن لم تتمكن صحفنا من ايجاد البديل من السعوديين فما هو عذر جامعاتنا وكلياتنا التقنية؟!!الذي يطلع على اهداف جامعاتنا وكلياتنا التقنية يجد العديد من الاهداف التي من ضمنها تلبية احتياجات المجتمع من الكفاءات السعودية والوطنية، ولكن السؤال هو هل التزمت الجامعات او الكليات التقنية بأهدافها؟! والجواب هو ما نلمسه ونعايشه ميدانيا, وهو كثرة الخريجين الذين لا يحتاجهم المجتمع,ولو طرحنا السؤال الثاني، هل الجامعات والكليات مسؤولة عن ايجاد وظائف لخريجيها؟ الجواب هو المسئولية نوعان: مسؤولية مباشرة ومسئولية غير مباشرة.
فجامعاتنا وكلياتنا مسئولة مسئولية غير مباشرة لايجاد وظائف لخريجيها، فكيف يكون ذلك؟ يكون بدراسة احتياجات المجتمع والدولة حاضرا ومستقبلا, والتنسيق مع الغرف التجارية والصناعية والشركات والمؤسسات, واجراء الدراسات والبحوث للقوى العاملة، فالجامعات والكليات مسؤولة عن ايجاد مقاعد لكل طالب وطالبة لاعدادهم للحياة, وبعد تخرجهم حتما سيجدون وظائف لهم في القطاعات الحكوميةوالأهلية ومنهم من يعمل لنفسه مشروعه الخاص, لقد وصلنا الى القمة في كثير من امورنا ولكن المشكلة هي كيف نحافظ على بقائنا في القمة؟! لقد وصلت دول الخليج الى القمة بسرعة ولذلك فهي تعاني نتائج ذلك، فمشكلة القبول في الجامعات والكليات ومشكلة نقص الوظائف هي من نتائج السرعة في الوصول الى القمة, ويمكن لنا التغلب على كل المشاكل بالاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا سواء الدول المتقدمة في مجالي ايجاد الوظائف او توزيع حملة الثانويات على الجامعات والكليات والمعاهد بحيث لايبقى طالب او طالبة إلا وقد قبل في الجامعة او الكلية او المعهد, وعندما يتخرج يتوجه الى ادارة خاصة بالقوى العاملة ليسجل اسمه او تسجل اسمها وينتظر دوره في الحصول على وظيفة (أو حصولها على وظيفة) العالم حولنا مليء بالخبرات والتجارب الناجحة, ولكننا حتى الآن نعيش في جدل بيزنطي من المسئول عن ايجاد مقاعد في الجامعات أو الكليات ؟ ومن المسئول عن ايجاد وظائف؟ وهل نحن في حاجة الى جامعات وكليات اهلية أم لا؟ بل ان البعض لا يسمي ما نعانيه بالمشكلة ولا ادري متى ندرك اننا في معضلة ومشكلة خطيرة جدا جدا, فأبناؤنا وبناتنا جزء كبير منهم في المنازل وجزء آخر يدرسون في خارج البلاد فالجالسون في المنازل يتعرضون الى خطر الفراغ والدارسون في خارج البلاد يتعرضون الى خطر الافكار والتوجهات التي تخالف ما نشأنا عليه وتعلمناه.
نسأل الله العون والسداد لخدمة الدين ثم المليك والوطن.
محمد صالح الداود الشرقية
|
|
|
|
|