| الثقافية
قبيل توجهي مع بعض الأصدقاء إلى الباحة لحضور حفل تكريم المرحوم/ عبدالعزيز مشري الذي يقيمه فرع جمعية الثقافة والفنون هناك في بداية الموسم السياحي 30/2/1420ه وحضر هذه المناسبة جمع غفير من أصدقائه من مختلف أنحاء المملكة من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها.
نقل لي الزميل الأستاذ/ عبدالعزيز صالح الصقعبي رغبة الفنان طلال مداح في زيارة المشري تقديراً له على صموده في وجه المرض وعدم استسلامه له واستمراره في العطاء والإبداع رغم معاناته المستمرة,, وبالذات عند عودته من أمريكا بعد أن بترت ساقه الثانية, وقال الصقعبي إن الكاتب الفني/ يحيى مفرح زريقان صديق حميم لطلال مداح وأنه نقل رغبته بذلك.
عند مغادرتنا للفندق بالباحة مرافقاً للمشري وهو عائد لجدة بقيادة شقيقه وصديقه أحمد, كان الفندق يكتظ بالفنانين لإحياء أول أمسية فنية هناك، فكنت أتلفّت، أبحث عن أحد اثنين طلال مداح أو غازي علي لأنني أعرف مدى تقدير المشري لهذين الرجلين، للأسف سألت عنهما فقالوا إن غازي سيحضر في مساء الغد لحضور الحفل لتكريمه، أما طلال فلن يحضر قبل ثلاثة أيام.
كنا عائدين من الباحة، عبدالعزيز المشري يركب بجوار شقيقه أحمد قائد السيارة وأنا في المرتبة الخلفية.
عدنا من الباحة بعد الحفل الأدبي الذي شارك به إلى جانب المحتفى به كل من الأستاذ الدكتور/ محمد صالح الشنطي الأستاذ بالكلية المتوسطة بحائل، والدكتور/ معجب الزهراني الأستاذ بجامعة الملك سعود بالرياض، والدكتور حسن النعمي الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وكذلك الأستاذ/ معجب العدواني من الجامعة نفسها، والأستاذ الشاعر علي الدميني صديق الجميع، والأستاذ/ قينان الغامدي رئيس تحرير جريدة الوطن، وثلة من الأدباء والمثقفين الذين التف حولهم مجموعة من أدباء المنطقة على رأسهم الأستاذ الوالد/ علي صالح السلوك نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة وجمعان وعبدالناصر الكرت.
وقفنا بجوار محطة الوقود لتعبئة السيارة وكان أمامنا محل تجاري بالأطاولة وقد علق فوق الباب لوحة ضخمة تحمل اسمه الحرف الواحد كرأس الجمل فكنت أستفز عبدالعزيز وأتحداه أن يقرأ اسم المتجر، فكان يجهد نظره لقراءته دون أن يظهر عليه، فكان يتهجى الاسم فقرأه دون إكمال، وكنت أناكفه بين وقت وآخر وهو مستمر في رواية النكات والطرائف لتسليتنا، وقال هذه طريقتي عندما أكون مع شخص في سفر إذ ان السكوت أو النوم يدفع السائق للنوم.
قلت له إن الأخ الصقعبي ينقل رغبة طلال مداح في زيارتك وأن الأخ يحيى مفرح زريقان ينقل هذه الرغبة، وقد أعطاني تلفونه فيما إذا سنحت الفرصة للاتصال به لإتمام هذه الرغبة، فبدأ المشري يكيل المديح لطلال ويشيد بسمو روحه ومحافظته على فنه دون إسفاف أو ابتذال مثل غيره, فهو يحمل روحاً محبة للجميع، فهل سمعت يوماً بأحد ينتقده أو يشتمه؟ والتفت موجهاً كلامه لي, فأجبت إنني لا أعرف الرجل إلا من خلال سماعي له ومايقوله الآخرون, قال هذا ماأريد!!.
وانتهى حديثنا حول الموضوع بأن أنهاه المشري بكلمة (مرحباً به في كل الحالات فمكانته في القلب دائماً).
وهكذا رحل المشري في 22/2/1421ه وتبعه طلال مداح بعد نحو ثلاثة أشهر في 11/5/1421ه دون أن تتحقق هذه الرغبة، وكان هذا يذكرني بما كان من رغبة في اللقاء بين الأستاذ/ عبدالله عبدالجبار أمد الله في عمره وعبدالعزيز مشري يرحمه الله وكل واحد منهم يريد أخذ زمام المبادرة في الزيارة التي لم تُنجز رحمنا الله واياهم بواسع رحمته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
|
|
|
|
|