| الثقافية
لايغرنك - أيها القارىء الذي أرجو أن يكون كريماً - أن فنانا كستار يعيش في سواد الهامش، وظلام الأضواء، قرأته وأنا أعرفه، فأحضرته، لأن الأسماء الكبيرة لا تخيفني، في حين أن أسماء صغيرة تخيف الجبال والجمال!!
حسناً، هذا رسام يُسمى (ستار) يُصنف أنه (تشخيصي) يعول كثيراً على تقنياته الحديثة، ولايولي العتمة إلا جزءاً يسيراً من اهتمامه, ثار عليه القوم، شأنهم في استقبال كل جديد، لكنه راهن على نجاح مشروعه، ويكفي هذا!!
لاتهمني لوحاته الزيتية، ولارسوماته التشكيلية، بل يهمني الطرح الفكري الذي ينطلق منه هذا الرسام (البعيد القريب).
تميز عن أقرانه ونظرائه لأنه وقف على متن اللوحة مستشرفاً ضوءاً زيتياً يتجاوز بألوانه إضاءات بيكاسو، وارتعاشات فان كوخ,.
ضاع في رائحة الأرضية,, ودخل في عبق الشوارع، ووهج اللوحات الإعلانية، الصارخ منها والبارد، فجاءت رسوماته مستنيرة بضوء الواقع، ومستحمة بفضاضة النور استوقفته الباصات الحمراء، وواجهات المحال التجارية نافضاً من ذاكرته غبار الماضي، وبقايا أطلال خولة، لأنه عرف أن المرء ابن بيئته!!
قال ذات حوار: (أنا كائن مديني، انبثقت من المدينة، وهي بمعنى آخر يوتوبياي التي أدهشتني، وسحرتني بإيقاعها اليومي النابض إلى الدرجة التي أصبحت فيها أسيراً لهذا الانبهار المستمر، الأمر الذي دعاني إلى رصد العلاقات اليومية التي تشكل الهيكل الداخلي للمدينة، فلهذا رسمت الشارع والرصيف والسيارة الحديثة والإعلان الضوئي، وما إلى ذلك من مؤثرات بصرية لاتجدها إلا في المدينة المعاصرة.
ربما هناك فنانون لاتثيرهم المدينة، وهذا من حقهم، أنا لاتثيرني الطبيعة، وهذا من حقي أيضاً، فالباص الأحمر يثيرني أكثر مما تثيرني رسوم روفائيل ألبرتي، لأنني معني بالأشياء المحيطة بي أكثر من عنايتي برسوم روفائيل ألبرتي على الرغم من عظمته المعروفة,,,, وللحوار صلة.
AL- ARFAJ@ HOTMAIL. COM
|
|
|
|
|