نادى السراب فلبت كل بلقعةٍ
آلو بها الجدب واستشرى بها العدمُ
غنى الهباء على أصقاعها حقباً
وظل يختال فيها سيله العرمُ
وللهواجر فيها سطوة هزمت
إطلالة الماء أنى تهافو الديمُ
حصىً تبلّد فيه الصمت عوسجة
ظلالها الفجُّ للإملاق معتصمُ
عجفاء تنثر في الآفاق خيبتها
ويستقرُ على أغصانها الندمُ
نؤي تهدم بئر عاقر أسنت
في قعرها أمنيات الورد تنجذمُ
ياصانع الوهم كم أججتها سفهاً
وكم تباهت بما تستنه النقمُ
أملت أن تسلب الأيام رونقها
وإن تضاحك منك الشيبُ والهرمُ
ياصناع الوهم مادربُ يضيق بنا
إلا وتعبره الآمال والهممُ
سنسكب النور في عين الدجى ولنا
حصن النهار إذا ما أشتطت الظلمُ
فربما عانقتنا روضة أنفُ
وربما تقتفي آثارنا الديمُ