أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th July,2000العدد:10162الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

حدث في هذا المبنى الرخامي
عزيزتي الجزيرة
في ذات ليلة صيفية كانت نسمات المساء تتسلل بلطف من خلال شرفة نافذة إحدى غرف مبنى رخامي تشير لوحته الغربية ترتيبا انه مستشفى الملك سعود بعنيزة حيث يرقد على أسرَّته من كان يستجدي بياض العافية عن عتمة المرض، كانت أم حمد مرافقة لابنها الصغير الذي كان واحدا من هؤلاء المرضى ممن تحفهم عناية الله سبحانه ثم بمتابعة الاطقم الطبية والكادر التمريضي بالرغم من عدم ثبات رواتبهم الشهرية واستقرارها!!
ولن اتطرق الى عياداته التي تنبعث منها رائحة المطهرات والمضادات الحيوية، ولن اتناول الحديث عن ممراته التي تجول فيها من تتدلى من عنقه سماعة طبية ورداء ابيض يعطي لمن حوله إشارة بانتمائه الى سمو مهنته لن يكون لذلك سبيل في حديثي ابدا!! وموضوعي تبتدىء أحداثه في إحدى غرف الاطفال في هذا المستشفى,, الليل يعطي لمن يجاوره ويلازمه إيحاءات بالهدوء وأحيانا ترتسم أمارات الملل على الوجوه ويتنامى هذا الشعور بالذات على من لم يعتد الجلوس في غرفة قدِّر له ان يكون رهينا لتداعيات المرض يقوى هذا الاحساس لدى أم حمد فهي لم تكن بأقل حالٍ ممن حولها!! يقطع هذا الهدوء دخول ممرضة مناوبة واستئذانها بإعطاء الدواء لإحدى المريضات في موعده,, يعاود هذا السكون الغرفة مرة اخرى ولا سيما وان اضاءتها الخافتة تهمس في آذان المريضات بلزوم النوم والاسترخاء فلا مجال لزيارة او حتى مكالمة!! وفجأة يرن هاتفي على احدى الغرف التي تحتضن قسم الاطفال!! امر غريب بالفعل,, رنين هاتف في هذا الهزيع الاخير من الليل، وفي تلك الساعة المتأخرة وأين في غرفة اطفال!! وفي ظل ظرف مكاني وزماني يحتم الهدوء والسكينة,, من ياترى؟! تبدو علامات الاستفهام هذه اجابة على الاتصال الغريب فاذا به من كانت به لوثة من الذات,,وفضلات الطبائع وعفن اخلاقي يسعى للعبث بأمن وراحة المنومين يقفل الخط الهاتفي في وجهه فاذا هو يصر مرة اخرى على معاودة الاتصال حتى يصل اتفاق ممن في هذه الغرفة على فصل السلك الموصل لحرارة الهاتف تجنبا لشره!! تساؤل يطرأ على المرافقات لأطفالهن من يجرؤ على هذا الاتصال في وقت كهذا ولاسيما وان تحويل المكالمات الخارجية عن طريق السنترال يتوقف عند وقت معين حرصا على راحة المنومين تحوم الشكوك ويصبح الظن اهلا للاعتقاد بأن مثل هذا لا ينبع الا من داخل المستشفى والعاملين في هذا المستشفى بشر وطبيعي ان توجد الاختلافات في اخلاقياتهم وسلوكياتهم, ومن هذا المنطلق فإن لدي رسالة ارغب في ان تصل الى المسئولين في ادارة هذا المستشفى وهي اذا كان الحرص يتجه الى سعودة العناصر في قسم الأمن والسلامة فإن توخي الدقة في الاختيار لهذه العناصر مطلب ضروري جدا باعتباره يمس امن وراحة المرضى والمنومين.
إن هذا الجانب يعتبر من الخطورة بمكان اهماله والتقاضي عنه من جانب ادارة المستشفى، وهذه ملاحظة أقدمها الى المسئولين في الادارتين الاشرافية والتنفيذية املا ان تلقى العناية والصدق في التحري والملاحظة, والله الموفق
سعد بن محمد الطيار
عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved