أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th July,2000العدد:10162الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,ربيع الثاني 1421

عزيزتـي الجزيرة

من خصوصيات الوعي الاجتماعي
قناعة الأغنياء بترشيد أفراح الزواجات,,!
برزت في الآونة الأخيرة,, ومن خلال صيف هذا العام نماذج من شرائح المواطنين,, وفي مختلف مناطق ومدن وقرى مملكتنا الغالية تعمد هؤلاء المواطنون إلى ترسية وترشيد تكاليف المهور والمناسبات إلى أقصى حد من الواقعية والتعقل وتعتبر هذه الخطوة سابقة لعهدها,, ومع التأييد الجماعي المطلق لهذه الخطوة الجريئة فقد بدأها أول ما بدأها نماذج من الأسر الغنية، هذا الأمر الذي يعطي القناعة بالرجوع إلى الفضائل,, ومحاسن الرجولة والثقة بالأصالة والتاصل من لدن عموم تلك النخبة من أغنياء مجتمعنا الأفاضل الذين نعدهم من الأخيار لكون مثل تلك المبادرات جاءت منهم وإليهم وليس من غيرهم أقصد من متوسطي الأحوال المادية!
ومن هذا المنطلق أجدني أحد السعداء لأنقل أحد نماذج وقائع بعض الأسر الغنية التي أبت ذكر اسمها فقد زوجت أحد أبنائها من أسرة أخرى تماثلها في الغنى والجاه، وحددت الأسرتان المهر بآية من القرآن الكريم وأسرة أخرى شرطها أثناء العقد إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وأسرة ثالثة أرجعت المهر لتأثيث بيت العروسين وعن المراسيم والولايم طبقت العديد من الأسر الغنية الحديث النبوي الشريف أولم,, ولو بشاة وما أحسب فرحتي بعد التأكد من صحة تطبيق تلك الخطى المباركة والتي جاءت من أغنيائنا الكرام الذين يملكون الدنيار والدرهم وهم الذين أزاحوا بواسطة هذه الخطوة المباركة كابوس الإحراج والتخوف والتردد إذا ماكانت تلك الأسر غير قادرة على تحمل البذخ في جملة تكاليف الأفراح مما يعطل زواج البنات والشبان وهو القاعدة والركيزة التي انطلق منها هذا المبدأ من جانب الأغنياء,,!
إن الوعي المجدد داخل حدودنا وتضاريسنا بعد ظاهرة صحية، وحضارية لم يسبق لها مثيل من بعد وقبل الطفرة الاقتصادية المباركة التي غمرت بلادنا,,!
وأنا أستقرئ وقائع أحد نماذج ما تم من أفراح وزواجات خلال هذا الصيف ارى بأم عيني المجردة ألواناً وبأشكال وحروف مختلفة رقاعات الدعوات التي خصنا بها الأقارب والأحباب والزملاء التي عافتها سلة المهملات من كثرتها لو حسبنا قيمتها لوجدناها بمئات الريالات التي حُرمت بطن جائع ومجاهد، وعابر سبيل ومقعد وأرملة للعديد من الأطفال القصّر.
ولكنه وبعد شق هذا الطريق الذي كله عطاء,, ومن أجل الخير,.
فإن مجتمعنا اليقظ والكريم والحنون والعطوف تكيفه مثل تلك النماذج التي أعطت من واقعها وتبصرها مايوصي بأن جميع مواطني المملكة لديهم القدرة والفعل على أخذ العبرة والدرس من كل جوانب الرخاء والرغد المعيش الذي لايدوم ولا يستمر إلا بتطهيره ودفع زكواته وصدقاته لهؤلاء الفئة المعدمة من شعبنا، الذين كلفتهم متطلبات الحياة أن ينزووا في منازلهم مكتفين بما هيأه الله لهم من كفاف المعيش ومن ضيق الحيلة.
وأخيراً وليس آخرا بأن أحد المتوزجين شده الحماس كاستجابة منه ومن عروسه تجاه هذه الخطى المباركة فقد أعادوا ذهب العروسة إلى الصائغ الذي ابتاعوه منه، لإعادة ثمنه الذي وزعه العروسان على بعض الجمعيات الخيرية بالمدن والقرى والهجر قليل دائماً ولا كثير منقطع, كم تغمرنا السعادة تلو السعادة عندما يستمر هذا العطاء الذي نبعث انهاره من وسطنا الاجتماعي الذي يحس بإحساس الجميع ويجسد هذا الاحساس بأفعال الخير والعطاء.
محمد الرجيعي
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved