| تحقيقات
تحقيق روضة الجيزاني
عندما نتحدث عن مرتب الزوجة نخضع لعدة معايير هامة في الوقت الراهن، فمع متطلبات الحياة وعسر الحال يبدأ البعض من الشباب البحث عن زوجة موظفة ولعل فئة المدرسات هن الأكثر طلباً, فمهما كانت مواصفات العروس يقدم الرجل على الارتباط بها تحت غطاء مشاكل الحياة فيتزوج الوظيفة رغم عدم قناعته بهذا السلوك، فيما تقدم هي بقوة خوفاً من شبح العنوسة، وفي هذا التحقيق نطرح عدة تساؤلات هامة، وفي المقابل نطرح بعض النماذج التي تبين أخطاء الزوجات الموظفات اللائي يردن أن يؤكدن ذاتهن واستقلاليتهن فيتصرفن بالمرتب دون مراعاة للمسؤولية، فنجد مثلاً الاسراف غير الضروري بالمظاهر وإلى غير ذلك من العادات التي ترجع إلى سنوات مضت, لما قد يغلب عليه الظن أنهن بهذه التصرفات يكن متميزات عن غيرهن، ونتحدث إلى بعض المتزوجات والمتزوجين بالوظيفة.
له الراتب ولي الضرب
نبدأ المشوار مع أولى الحكايات الواقعية والتي عاشتها المدرسة ريم ع الحمد , وأسفرت تلك التجربة عن مأساة تنزف على الدوام ألماً ووجعاً، تقول ريم عندما نود شراء حاجة أو سلعة نجدنا نقوم بالبحث عنها والسؤال عن مصدرها ولكن عندما نقدم على الزواج نقدم بكل سرعة وقد لا نفكر بالأمر سوى ساعات وذلك خوفاً من شبح العنوسة, نعم نحن المدرسات نقدم على الزواج بلا تفكير ولهفة جامحة , فبعد أن نحقق النجاح ونحصل على الوظيفة ونضمن دخلاً جيداً نبدأ نفكر بالرجل ومن هنا أجزم بالقول إن الفتاة أيضاً لها دور فاعل في فشل زواجها وخصوصاً إذا كانت مدرسة حيث تسهل أمام الخاطب كل الطلبات بحكم أنها موظفة وتتنازل عن حقوقها ليقف هو موقف الرجل القوي المتسلط ويبدأ من هنا التحكم بها وبدخلها مهما كان، ومن ثم تبدأ المشاكل وتتعقد, ولن أذهب بعيداً فتجربتي أنا شخصياً كانت تحمل الكثير من الأخطاء حيث بدأت المشكلة منذ أول يوم زارتنا فيه والدته لخطبتي عندما قالت بكل جراءة ولدي يريد أن يتزوج بمدرسة! لم آخذ حديثها في تلك اللحظة بكثير من الاهتمام حيث قناعتي أن الزوجة لا بد أن تساهم في بيتها لكن كنت مخطئة لقد أخطأت بحقي كثيراً حتى أنه أصبح يضربني من أجل الراتب وأنا أحمل جنينا بين أحشائي فبعد أن كان يمنحني ثمن اللموزين من مرتبي أصبح لا يعطيني شيئاً لقد انهار كل شيء أمامي ورحلت من عنده وأنا ما زلت حاملا واليوم أنجبت بنتا ولم يكلف نفسه حتى بالسؤال بل أرسل لي ورقة طلاقي وقال إنت لديك مرتب جيد تستطيعين العيش به أنت وابنتك وهذا صحيح فلله الحمد أنا لدي مرتب أستطيع العيش به أنا وابنتي.
بسذاجتي حقق فيلا وزوجة
وتحدثناالأخت نورة العتيبي (مدرسة) قائلة: إن الحديث عن مرتب الزوجة أمر حساس للغاية فالرجل اليوم أصبح مهمشاً يستند كلياً على مرتب زوجته مهما كان دخله الشهري ولعل تجربتي أكبر برهان حيث عانيت الأمرين من هذا الشيء، لقدعشت معه سنوات من الحرمان والصبر لكنه لم يقدر لي كل ما فعلت لأجله ولأجل بناته فبعد أن استطاع أن يبني لنا منزلاً يحمينا من تقلبات الأيام على حد قوله كانت النتيجة أن يتزوج بأخرى ويأتي بها لتسكن معنا في نفس (الفيلا) سنوات مضت بخلت فيها على نفسي وعلى بناتي وساهمت بأكثر من نصف القيمة في بناء الفيلا.
فكانت النتيجة أن كتب المسكن باسمه حتى تكون له السلطة الكاملة فيه, وفي الحقيقة لم أكن أتصور أن زوجي الذي عاش معي أكثر من خمسة عشر عاماً كما يقولون على الحلوة والمرة يتحول فجأة إلى رجل قاسي القلب يمارس معي كل الطرق الملتوية حتى أطلب الطلاق أو أصمت وأرضى بالزوجة التي جاءت تبني لها مستقبلاً من صنعي أنا وأبنائي.
لقد كان له ما سعى إليه - الطلاق - فهو يعيش برفقة عروسه الجديدة في حين أسكن أنا وأطفالي في شقة متواضعة تحت وطأة الحرمان والقهر.
سرقني بإرادتي
أما الأخت بدرية فاكتفت بالاسم الأول لتحكي لنا قصتها وتقول: قد تكون قصتي معه غريبة الاحداث وقد تكون من صنعي أنا، فمنذ السنة الأولى من الزواج بدأ زوجي يسلط كل اهتماماته على مرتبي لكن لم أكن أعرف أن كل هذا الاهتمام من اجل سلب كل ما أملك, فحديثه لي وعباراته كانت تدل على أنه إنسان شهم وخلوق ولا يسعى سوى إلى تأمين مستقبلي المادي فبدأ يجمع مرتباتي جميعها بالبنك ولان المرأة تحتاج دائما إلى الرجل ومساندته في شتى الأمور, منحته توكيلاً بنكياً بحيث لو احتجت لبعض المال يقوم هو بهذه المهمة لم أكن اراجع وأدقق حسابي في البنك ولم أعر هذا الأمر اهتماماً ومرت الأشهر والسنة الأولى كان رصيدي قد بلغ أكثر من خمسين ألف ريال، وقتها فكرت بإقامة مشروع صغير خاص بي فعرضت عليه الأمر لكنه ثار وغضب ولم يرض بالفكرة لم أكن ادري أن وراء كل هذا الغضب أمراً مهماً؟؟ ناقشته بالموضوع وأصررت على أن يوضح لي الأمر وفي النهاية اعترف لي أنه أخذ الرصيد وتصرف به، عرفت بعد ذلك أنه أنفق المال في إحدى سفرياته التي كان يقوم بها بغرض العمل,, أنفق المال الذي جمعته سنة كاملة وحرمت نفسي من أبسط الأمور ليقوم هو بصرفه هنا وهناك,, لم أقاوم كل هذا الظلم منه صرخت في وجهه طلقني وتم الطلاق خرجت من بيته لا أملك سوى حقيبة ملابسي وتجربة مريرة لا أستطيع نسيانها مهما مرت عليها السنون قد يكون مخطئا ولكني أنا أيضاً مخطئة بحق نفسي فقد كان من الاولى لي أن أكون إمرأة حازمة حتى يحسب لها حساباً، وأنا أدعو كل امرأة موظفة أن يكون لها استقلالية من البداية حتى لا تقع فيما وقعت فيه أنا شخصياً.
زوجي ووالدي يتقاسمان مرتبي
وتروي لنا الموظفة ن س تجربتها المريرة والتي لم تقتصر على طمع الزوج بل أيضاً طمع الأب بمرتبها قائلة : عندما تزوجت كان لوالدي شرط أساسي كان ينفر منه كل خاطب يأتي لخطبتي وهوأن يحصل هوعلى نصف مرتبي الشهري ورغم أن والدي ميسور الحال ولا يحتاج لنصف المرتب الذي يأخذه مني شهرياً، عندما تقدم زوجي لخطبتي عرض عليه والدي الأمر وفي البداية وافق فهو لم يتزوجني من أجل مرتبي على حد قوله ولكن بعد مرور السنة الأولى من الزواج بدأت المسؤوليات تكثر على زوجي ومن هنا بدأ يطالبني بالنصف المتبقي من المرتب وفي الحقيقة قد أجد له العذر في ذلك فهو الذي يذهب بي يومياً إلى الدوام وقد يضطر أحياناً للخروج من عمله حتى يعود بي إلى المنزل انها رحلة يومية مليئة بالمتاعب والجهد وفي النهاية لا يشعر هو بالنتيجة وأمام واقع آلامه بدأت أعطيه الجزء المتبقي من الراتب والمشكلة هي أنني لا أستفد من جهدي ومعاناتي شيئا سوى رضاء والدي وزوجي اللذين أصبحت المادة لديهما أهم من إنسانيتي.
للأزواج رأي آخر
وننتقل إلى الجانب الآخر في الموضوع لنتعرف على رأي الزوج وموقفه من مرتب الزوجة ونبدأ مع المواطن عبدالله النفيص والذي يرى أن من حق الزوج أن يتقاسم مرتب زوجته في ظل المتغيرات الحياتية والتي تفرض على الزوجة أن تساهم بجزء من المسؤوليات،ويوضح بقوله: عندما ارتبطت بزوجتي كانت تعلم بأن مرتبي ضئيل جداً ولن يفي بكل ما تريد وترغب لأنها قد اعتادت على حياة معينة ثم أن راتبها ضعف مرتبي وقتها قالت لي بأنها سوف تساهم معي ولكن بعد الزواج اكتشفت أن مرتبها لا يكفي حتى ثمن عطور وأدوات زينة لها بالإضافة الى فاتورة جوالها التي تأتي بمبالغ كبيرة, في البداية تحملت وحاولت أن أقدم لها بعض النصائح بأن تقنن من الأشياء التي ليس لها ضرورة وخصوصاً أني أعاني معها كل يوم صباحاً وظهراً وقد اضطر أحياناً للخروج من الدوام حتى أعود بها إلى المنزل وهكذا,, وعندما رأيت زوجتي إنسانة لا تأخذ بنصيحتي مارست معها أسلوباً آخر وهو أن ألزمها بدفع نصف مرتبها شهرياً لي حتى أستطيع أن ألبي طلبات المنزل وخصوصاً أن مرتبها يذهب سدى دون أية فائدة حتىوصلت الأمور إلى بعض الخلافات بيننا لكني استطعت أن اجعلها تعتاد الوضع وهذا أنسب حل مع إمرأة لا تعي قدراً للمسؤولية,.
ويحدثنا المواطن محمد س عن تجربته في هذا الاتجاه بقوله:
زوجتي إمرأة هامشية لا تحسب للمستقبل أي حسابات، مسرفة متفاخرة بكل شيء بتصرفاتها وسلوكياتها وهذا كله جعل منها إنسانة هامشية ورغم أنها تملك دخلا جيدا يمكننا أن نستثمره للأبناء في بناء مسكن لهم يحميهم من تقلبات الأيام إلا انها تنفق شهرياً أكثر من ثلاثة آلاف ريال على هدايا وولائم لصديقاتها وهذا كله بلا فائدة تذكر, في حين انفق أنا كل مرتبي على طلبات المنزل وخلافها وحاولت جاهداً أن أحد من تصرفاتها اللامسؤولة ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل وما زالت تمارس ما تريد وتدعي أن دخلها يخصها هي دون غيرها.
لقد أثر ذلك على حياتنا الخاصة سلباً وجعلها مشحونة بالانتقادات والخلافات الدائمة فضلاً عن توتر الأبناء الدائم وأمام بعض الامور أجد نفسي صامتا مستسلماً خائفاً على مستقبل أبنائي من أن تأتي لحظة قاتمة وينفد صبري فأجد أبنائي قد دفعوا ثمن تصرفات أمهم الهوجاء.
فيما يروي المواطن عبدالله العيدين قصته مع التجربة الزوجية فيقول:
زوجتي موظفة منذ أكثر من عشر سنوات ولم تدخر قرشاً واحدا طيلة هذه الفترة الطويلة وكيف تستطيع ذلك وهي تنفق دخلها على أشياء غير ضرورية في حياتها إني أحياناً أحدثها عن تعبها ومعاناتها اليومية والتي لا تقتصر على تعبها بل وعلى أبنائها الذين يعانون غيابها المستمر لفترتين، وأنها يجب أن تدخر بعضا من دخلها للزمن وأنا أقول ذلك خوفاً عليها وليس لي أية مصلحة في ذلك لكنها لا تستوعب حديثي المستمر لها وتقول دائماً إن الحياة تغيرت اليوم وبجب عليها أن تظهر بالمظهر اللائق امام زميلاتها بالعمل ان مرتبها يذهب على الألبسة والاكسسوارات والحقائب وخلافها وبطريقة مبالغ بها حتى صارت محل انتقاد وسخرية الأسرة وزميلاتها لانها تجاوزت حدود المعقول في المباهاة والمظاهر ولم تدرك أن جمال العقل والخلق والاتزان سيظهرها بمظهر المرأة المحبوبة القريبة من قلوب الآخرين ولم تستوعب أن المبالغة بمظاهر الزينة قد تكون غالباً منفرة وتظهر المرأة بالمظهر السطحي الساذج.
ولكن الزوجة قد تكون أحياناً في حالة مجابهة فتضطر لتسلم مرتبها للزوج لتتحاشى المشاكل عنها وعن أسرتها, وحول هذا الجانب نستضيف الاخصائية الاجتماعية فادية العبد الواحد من مستشفى الملك خالد الجامعي لتحدثنا عن مرئياتها حوله:
تقول في البداية ان مرتب الزوجةيعتبر حقا من حقوقها الخاصة وليس لزوجها أي حق بالسطو عليه مهما كانت الوسيلة فهو الرجل الذي اسند له الله هذه المهمة كالنفقة وغيرها ومن هنا لا يجوز له أن يقاسمها اياه إلا في حالة واحدة وهي ان تفعل ذلك برضاها بل وتكون راضية كل الرضى حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتها فتعيش بقلق دائم وقد تكون صامتة لا تبوح بأي شيء وهذا الامر اصعب الحلول بالنسبة لها.
وحول ما قد يحدث من مشاكل أسرية حيال ذلك تقول قد تقوم الزوجة في اكثر الاحيان على إعطاء زوجها مرتبها لكي تتفادى المشاكل ولكن مثل هذا التصرف لا يحل المشكلة بل سوف يعقدها لان السبب قائم وهو المال، وأود أن اذكر بعض الجوانب الهامة المتعلقة بالأمور المالية بين الزوجين إن احد أسباب المشاكل الأسرية تكون بسبب المال أو مرتب الزوجة، وأنا كاخصائية اجتماعية واجهتني العديد من المشاكل بين الزوجة والزوج بسبب مرتب الزوجة أو ارثها أوأي مدخرات مالية لها.
فنجد أن الزوجة تقابل مجابهةكبيرة مع زوجها حول حريتها في التصرف فيما يخصها من مال أما بالخلافات المستمرة أو الضرب أوحرمان المعاشرة والهجر أحياناً والتهديد بالطلاق والزواج بأخرى إلى غير ذلك من تصرفات استبدادية من أجل الحصول على مالها وفي النهاية نجد أنفسنا أمام اسرة محطمة بسبب مرتب الزوجة.
وترى أنه يجب على العلماء أن يتطرقوا إلى هذه المشكلة الهامة بالتنبيه على أن الزوجة من حقها أن تحتفظ بمرتبها لوحدها كما اهيب بالزوجات وأقول لهن أن الحياة الزوجية مشاركة أي مناصفة فإذا رغبت الزوجة أن تساعد بجزء من مرتبها فيجب أن تحتفظ بالجزء الآخر لها وهذا انسب الحلول إذا لم يكن هناك بد من ذلك كما يجب على الزوجة أن تحمي نفسها من اية خسارة وأن تحمي ممتلكاتها بكتابة الوثائق وأن تتصرف بعقلها لأن مثل هذه الأمور تحتاج إلى مرجع موثق.
المحررة :
عندماتفكر بالمستقبل يجب دائماً أن يكون المستقبل مغايراً للحاضر وربما للماضي نأمل أن يكون في حياتنا شيء ملموس نسعد بالاقبال عليه والتعايش معه، ومن هنا يتطلب منا أن نحسن التفكير عندما نقبل على بناء حياة جديدة وتكوين أسرة ليصبح حاضرنا مبتسماً بعيداً عن ذواتنا فالإنسان قادر على أن يعيش حياة هادئة من صنعه هو مهما كانت الظروف.
|
|
|
|
|