| تحقيقات
تحقيق غازي القحطاني وفارس القحطاني
رغم جمال العاصمة الرياض وازدهارها في شتى الميادين إلا أن هناك ما يعكر صفو ذلك الجمال ومن ذلك تلك المنغصات القائمة في بعض الأحياء والتي تقلق ساكنيها دون مساع جادة من قبل أصحاب الشأن لمعالجتها في اطار التعاون بين المواطن والمسؤول للوصول الى الأهداف المنشودة, ولتحقيق رفاهية وراحة المواطن كما يحث على ذلك ولاة الأمر حفظهم الله.
ومن هذه المنغصات وجود سوق الأغنام في جنوب الرياض والأضرار التي يتكبدها المواطن والمقيم والمستثمر على حد سواء خصوصا أن السوق يقع في منطقة مزدحمة بالسكان ومصالح الأفراد المواطنين والمقيمين وخلال هذا الموضوع نتحدث الى المسؤول وعدد من المواطنين لاستطلاع آرائهم بحثا عن حلول مناسبة لوجود هذا السوق في ذلك الموقع وما يحمله من روائح كريهة تخنق أنفاس سكان الأحياء الجنوبية للعاصمة الرياض على مدار العام.
بداية كان لقاؤنا بشيخ السوق صالح العبدالله الحصان الذي له أكثر من ثلاثين عاما في هذا المجال وفي هذا الموقع جنوب الرياض له عشر سنوات, وهو يرى بأن هذا الموقع يعتبر مناسبا لممارسة هذه المهنة وهو لا يرى أضرارا تلحق بأصحاب العقارات والأحياء المجاورة له, وفي رده على سؤال حول الموقع المناسب لمثل هذه التجارة قال: اذا كان الموقع بعيدا فإن المواطن سوف يشعر بالكسل وعدم القدرة على الذهاب اليه لذلك فإنه لن يذهب الى هناك لشراء ما يحتاج من مواش.
وبأن الحظيرة التي له قد كلفته أكثر من أربعمائة ألف ريال ولم يظل فيها لأكثر من عشر سنوات, وفي رد على سؤال حول ما اذا قامت الحكومة بتعويضهم عن هذه الخسائر وبأن ينتقل من هذا الموقع بأنه لا يرى ذلك بل يضع اللائمة على مصلحة المياه والصرف الصحي وبأنها هي التي أدت الى مثل هذه المشاكل، فالروائح كما يقول تنبعث من مصفاة المصلحة وليست من سوق الأغنام.
إزعاج السكان
أحد السكان في حي العزيزية المواطن أحمد ناصر القحطاني أشار الى أن السوق يسبب مشكلة للأحياء بالقرب منه خصوصا الروائح التي تنبعث منه.
وأكد أن جميع المواطنين يتفقون بأن موقع السوق الأفضل هو على طريق الحائر بسبب عدم وجود أحياء سكنية وبأن هذا الموقع مجرد خبوت وصحراء جرداء وهذه الاقتراحات تشكل رأي أغلبية سكان الأحياء بالقرب من السوق.
لا شأن للبلدية بذلك
بعد ذلك عرضنا الموضوع على رئيس بلدية جنوب الرياض الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الحقباني والشكاوي المقدمة من المواطنين في الأحياء المجاورة لسوق الأغنام، فأجاب بأن البلدية في جنوب الرياض لا شأن لها بذلك لا من قريب ولا من بعيد وأن هناك ادارة مركزية يطلق عليها ادارة الراحة والسلامة هي المسؤولة عن هذه الأسواق والمشاكل الناتجة عنها.
وقال بأن البلدية لم تصلها أي شكاوي من قبل المواطنين بخصوص السوق، وذلك لأن سكان حي العزيزية يقعون في الشرق وأن الرياح حركتها تكون الى الجنوب والشمال وبذلك لا تصل الرائحة الى سكان هذا الحي, وكان هذا أفضل حل في رأيه للمشكلة هو أن الرياح شمالية أو جنوبية ويتم الاعتماد عليها لأبعاد الرائحة عن الأحياء السكنية من وجهة نظره.
العريض أنسب
والتقينا بالمواطن علي آل عايض القحطاني أحد سكان حي العزيزية ومستثمر عقاري في الحي وقال: إن البلدية لم توفق في اختيار الموقع وكان الاقتراح بأن يكون في العريض وبأنه يقع بالقرب من النقل الجماعي وشركة الرياض للانشاء والتعمير ويفترض بأن يكون موقعا تجاريا راقيا واستثماريا, ويشير بأن موقع السوق بالقرب من النقل الجماعي هي فكرة غير لائقة لأن النقل يأتي اليه من كل دول المجاورة ويشاهدون هذه المناظر غير الحضارية وكذلك قربه من الدائري الجنوبي ومستشفى الايمان الطبي بالقرب منه.
وكانت المواشي في السابق ترعى في البراري ولم يكن يصدر منها مثل هذه الروائح المزعجة.
ولكن بعد أن أقيم هذا السوق انحصرت الماشية وصدرت هذه الروائح بسبب الاستقرار في موقع ثابت.
ويرى بأن الموقع الأنسب في العريض وبأن موقع السوق يساوي مبالغ كبيرة لو أشغل في الاستثمار واقامة المنشآت السكنية والأحياء, ويرى بأن الزبون اذا أراد أن يشتري الماشية فإنه يحملها على السيارة لذلك سواء كان السوق قريبا أو بعيدا فانه بالتأكيد لابد من وسيلة نقل لذلك يفضل نقل السوق خارج الأحياء السكنية على الرغم من أنه أقيم سوق في العريض وقد أنشأته البلدية ولكن أعادوه الى موقعه الحالي.
وفي رد على سؤال حول أصحاب المنازل والفلل وتأثرها بسبب السوق وكذلك العقارات أجاب المواطن علي القحطاني بأن هذه المشكلة أدت الى نزول أسعار الأراضي بحيث تمر السنة دون ارتفاع في سعر المتر المربع وكذلك فإن أقاربه وجيرانه لم يشجعوه على البناء في الحي رغم وصوله الى المراحل النهائية في البناء التشطيب وقالوا له لو أنه انشأ في شمال الرياض لكان أفضل له, وأن المواطنين لا يرغبون في شراء الأراضي رغم قربها من جميع المصالح الحكومية والبلد والخدمات متوفرة من هاتف وكهرباء والمياه,, ويذكر بأن له أقارب انتقلوا الى أحياء أخرى شمال الرياض واشتروا فيها هربا من هذا السوق.
سبب انتشار الربو
وأكد المواطن أحمد محمد الداود أحد سكان حي العزيزية أن أطفال المنطقة يعانون من الربو بسبب الروائح الخانقة من السوق.
وأضاف بأنه ذهب الى المستشفى لعلاج طفله الذي يعاني من الكحة أخبره الطبيب أن سبب الكحة هو الجو والغالب الهواء والروائح التي تنتشر في الهواء، واستمر في شرح معاناته بأن سوق الأغنام في شهر ذي الحجة موسم مزدحم ويشكل خطرا على المرور وبعض أصحاب المواشي يبيعون في وسط الطريق وبذلك يتسببون في اغلاق مدخل حي العزيزية الوحيد.
وأشار الى أنه علاوة على الروائح المنبعثة من السوق فإن مصلحة المياه والصرف الصحي تزيد المشكلة تعقيدا أكثر وأنها تسبب مشكلة للسكان في الأحياء الجنوبية وبأن أفضل موقع للمواشي هو في الحائر بجانب سوق الإبل، وأنه توجد مساحات واسعة لجميع المواشي والحظائر.
شكاوى مزمنة
كما أكد أحد سكان حي العزيزية هذال الدوسري بأن السوق له مشاكل على الصحة والمواطنين المقيمين ولقد تقدم بشكوى للبلدية فأجابوه بأن البلدية سوف تنظر للشكاوى المقدمة من المواطنين على السوق في أقرب فرصة ولقد مر على هذه الشكاوى ست سنوات دون أي تقدم في حل المشكلة المزمنة.
وأضاف بأن أحد جيرانهم كان ولده مصابا بالربو فاضطر للنقل من حي العزيزية الى حي الروضة وبعد مضي فترة وجيزة تحسنت صحة الطفل بشكل ملحوظ.
غير مناسب
أما أحد المتضررين من سوق الأغنام وأحد سكان الحي المواطن مترك محمد فقال بأن موقع السوق غير مناسب ويسبب أضرارا صحية وبيئية على الحي والسكان وأفاد بأن أحد أقاربه لديه طفلة مصابة بمرض الربو وأحد أسبابه القرب من أسواق الماشية والروائح التي تكتم الأنفاس للكبار والصغار.
ويذكر لنا بأنه قد تقدم بشكوى للبلدية ولكن لم تعمل البلدية أي دراسة أو خطة لنقل السوق من موقعه الحالي الى موقع مناسب له ومريح لكل الأطراف المتضررة من جهة الزبون والسكان وصاحب الحظائر.
|
|
|
|
|