أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الاولـىالطبعةالثانيةاختر الطبعة

Wednesday 17th May,2000العدد:10093الطبعة الثـالثةالاربعاء 13 ,صفر 1421

منوعـات

الجزيرة ترصد وقائع ودوافع قاتل النساء باليمن
السفاح السوداني يعترف بقتل 16 طالبة في صنعاء و11 في أم درمان
هوايته قتل النساء وتشريح أجسادهن وبيعها خارج اليمن
يستدرج الطالبة للتطبيق في المشرحة ثم يرتكب جريمته
* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري:
أعلن مسؤول في الشرطة اليمنية في صنعاء امس الثلاثاء ان السوداني المتهم بقتل ما لا يقل عن 16 طالبة في اليمن، اعترف للسلطات بأنه قتل ايضا 11 امرأة في السودان.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان الموظف السوداني في مشرحة كلية الطب في صنعاء محمد نوح الذي اعتقل الاسبوع الماضي في صنعاء اعترف خلال التحقيق معه بأنه قتل 11 شابة او امرأة في أم درمان.
واضاف ان نوح اعترف بقتل 27 شابة او امرأة وان التحقيق معه سينتهي خلال الاسابيع المقبلة.
وأوضح ان المتهم كان توجه قبل اليمن إلى إسرائيل في عام 1994 وأمضى ثلاثة اشهر في السجن.
وقال ايضا ان نوح أقام في الكويت والأردن ولكنه طرد منهما.
وأكدت مصادر مطلعة لالجزيرة ان توجيهات عليا صارمة صدرت لاجراء تحقيقات مع المسؤولين والعاملين في كلية الطب بجامعة صنعاء وذلك في اعقاب الكشف عن تلك الجرائم المروعة التي ارتكبها خبير التشريح السوداني محمد آدم في قتل عدد كبير من الطالبات.
وأوضحت المصادر بأن التوجيهات قضت كذلك بحاسبة مسؤولي الامن وعزل عدد من الاشخاص في عمادة كلية الطب بجامعة صنعاء من مناصبهم,, ولم تستبعد محاكمة بعضهم بعد ان اتضح تقصيرهم في اداء مهامهم وعدم تحمل مسؤولياتهم في ادارة شؤون الكلية ومتابعة القضايا كما ينبغي.
جاء ذلك في الوقت الذي سادت في اوساط الشارع اليمني حالة من الاستياء والغضب الشديد لما حدث داخل اسوار أهم وأعلى مؤسسة تعليمية في اليمن,, وأخذ الناس يطالبون السلطات الرسمية بسرعة تقديم السفاح كما اطلق عليه الى المحاكمة والاقتصاص العاجل منه بالاضافة إلى معاقبة المسؤولين في كلية الطب.
وأفادت مصادر الجزيرة ان التحقيقات في القضية يمكن ان تكتمل في غضون ثلاثة الى اربعة ايام وأشارت إلى ان السلطات الامنية وسعت من نطاق تحرياتها بهدف الوصول إلى بعض الحقائق والملابسات التي ماتزال غامضة، على ضوء وجود بعض المؤشرات حول امكانية وجود جهات او اشخاص داخل اليمن او خارجها متورطين في القضية,, وذلك بعد ان ثبت من خلال اعترافات فني التشريح مرتكب الجرائم محمد آدم ان اعضاء من اجساد الضحايا كانت تباع في دول خارج اليمن.
وحتى يوم امس الثلاثاء لم يتم الاعلان بشكل رسمي عن عدد الطالبات او النساء اللاتي قتلن على يدي السوداني منذ بدأ يعمل بجامعة صنعاء قبل ما يقرب من ستة اعوام,, لكن بعض المصادر توقعت ان يزيد عددهن على ال16 كما تردد في وسائل الاعلام,, منوهة الى ان هناك الكثير من الاسر فقدت بناتها اللواتي يدرس معظمهن في كليات جامعة صنعاء لكن تلك الاسر لم تتقدم ببلاغات بذلك إلى السلطات الرسمية خشية العار وتشويه السمعة، للاعتقاد بأن اختفاء بناتهن قد يكون وراءه علاقات غرامية او ما شابه ذلك، ولم يكن أحد يتصور ان الامر سيكون كما حملته الاخبار بعد القبض على السفاح محمد آدم الذي كان قد عمل في عدة دول قبل مجيئه إلى اليمن مطلع عام 1995م.
وقال مصدر مطلع لالجزيرة : ان الفريق الفني في جهاز التحقيق في القضية عثر اثناء التفتيش على اربع جثث شبه كاملة داخل ثلاجة المشرحة اضافة إلى قطع مختلفة كالجماجم والايدي التي فصلت من جثث اخرى كان بعضها ملقى في قنوات المجاري وتصريف المخلفات.
وتوقعت بعض المصادر الامنية ان يكون من ضمن الضحايا فتيات لسن من طالبات كلية الطب لكن في الوقت ذاته افادت بأنه لم يوجد لدى عمادة الكلية ما يمكن الاعتماد عليه في تحديد محتويات المشرحة فيما يتعلق بالاعضاء البشرية الخاصة اصلا بعمليات التشريح والتطبيقات العملية للدارسين، وهو ما أخر فريق التحقيقات عن انجاز مهمته بالسرعة المطلوبة.
ووفقا لما أكدته مصادر مختلفة فإن الدور الاكبر في كشف جرائم السفاح السوداني يعود إلى والدة الطالبة العراقية زينب مسعود عزيز التي اختفت في منتصف شهر ديسمبر الماضي حيث كانت الام تصر على ان مسؤول المشرحة هو الذي يقف وراء اختفاء ابنتها,, وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة فإن الطالبة الضحية زينب خرجت يوم اختفائها مع احدى صديقاتها التي رافقتها حتى مبنى كلية الطب حيث اخبرتها زينب بأنها ستدخل الى المشرحة وتعود وطلب منها الانتظار خارج المبنى، بعد ساعتين من الانتظار لم تخرج زينب من المشرحة فما كان من صديقتها إلا الانصراف ظنا منها بأن زينب ستتأخر اكثر في حصة التشريح الخاصة التي وعدها بها استاذ المادة اي القاتل وحصلت الام على هذه المعلومات من صديقة ابنتها وتوجهت إلى مباحث امانة العاصمة للابلاغ عن اختفاء زينب ووجهت الاتهام إلى ثلاثة سودانيين، الاول استاذ التشريح واثنان من اقربائه، لكن المتهم الرئيسي محمد آدم استطاع بما لديه من دهاء تتويه المحققين الذين لم يتمكنوا من الحصول على أية اعترافات أو ما يمكن ان يدلل فعلا على أنه هو الجاني وأفرج عنه بعد ثلاثة اسابيع من التحقيقات التي جرت في شهر فبراير الماضي, لكن والدة زينب كانت مصممة على اتهامه واتجهت بعد ذلك إلى مباحث محافظة صنعاء بدلا عن امانة العاصمة، وهناك وجدت ضالتها واثبتت التحريات التي قام بها فريق من المحققين في مباحث المحافظة ان اتهامات الام كانت في محلها والقي القبض على محمد آدم واتضح في النهاية ان زينب ليست وحدها التي قتلت على يديه بل إلى جانبها يوجد عدد من الضحايا اللاتي لم يتم الكشف سوى عن اسم واحدة منهن حتى الان وهي الطالبة حُسن عطية يمنية من محافظة صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن من بين الدوافع التي تقف وراء اقدام محمد آدم على ارتكاب تلك الجرائم هو انه يهوى قتل النساء والاستمتاع في تقطيع اجسادهن حسبما أفاد في اعترافاته,, حيث يقول انه قرأ احدى القصص الاجنبية وعنوانها قاتل النساء وتأثر بها كما كان احيانا يعمد إلى اصطياد الكلاب والقطط ثم يقوم بتقطيعها وتشريحها من باب المتعة ليس أكثر.
وتؤكد بعض الروايات ان محمد آدم كان يستدرج الطالبات ممن يرغبن في الاستفادة من دروس تطبيقية داخل المشرحة، وكان يطلب منهن الحضور بصورة انفرادية في اوقات معينة يحددها هو، حيث يشترط على الطالبة التي يقع عليها اختياره ان تأتي بمفردها إلى المشرحة، وهناك يقوم بتخديرها وقتلها بقطع الرأس أولاً ثم تشريحها واستخراج بعض الاعضاء من جسمها، وبالنسبة للاجزاء الرخوة من الجسم فيقوم باحراقها وإذابتها بواسطة المواد الكيماوية ثم خلطها ببعض السوائل التي من ضمنها المياه وبالتالي صبها داخل انابيب المجاري.
وأكدت المصادر ان المسؤولين عن كلية الطب تركوا مهمة ادارة المشرحة بشكل كامل للسفاح محمد آدم منذ بدأ عمله في الكلية ولم يحدث ان قام أحدهم خلال كل هذه الفترة بزيارة المشرحة او الاطلاع على ما يجري بداخلها وهو ما سهل له ارتكاب كل تلك الجرائم,, موضحة بأنه أي محمد آدم عادة ما كان يستخرج تراخيص من عمادة الكلية للتخلص من الجثث الخاصة بالتشريح بين فترة واخرى ومن خلال ذلك كان يتخلص من جثث ضحاياه إلى جانب تلك الجثث.
ومع تزايد ردود الافعال وتداعيات القضية في اوساط الشارع اليمني مازال الجميع في انتظار الاعلان رسميا عن نتائج التحقيقات النهائية لمعرفة ما ستحمله من حقائق وأبعاد للقضية وملابساتها التي لم تتضح بعد بشكل كامل ودقيق.


أعلـىالصفحةرجوع





[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved