أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st May,2000العدد:10077الطبعة الأولىالأثنين 26 ,محرم 1421

الطبية

التشنج الحراري عند الأطفال
حركات تشنجية للأطراف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة
كم هي كثيرة تساؤلات الأمهات والآباء عن أولادهم ومستقبلهم عندما يصابون بالتشنج الحراري وتبدو مخاوفهم من احتمالية رجوع التشنج مرة أخرى، ويكثر المفتون وأطباء وطبيبات المجالس ويدلي كل بدلوه دون حقيقة علمية يبنى عليها تخمينهم أو اعتقادهم مما يثير الفزع لدى الوالدين عندما يكون احد الأولاد مصابا بهذا المرض، لذلك كان لزاما علينا معشر الأطباء توضيح الحقائق وشرحها بطريقة مبسطة مبنية على الحقائق العلمية والخبرات الطبية، وهذه مشاركة بسيطة وهي أسئلة طرحت علينا في المستشفى من قبل أمهات الأطفال.
* ما المقصود بالتشنج الحراري؟
هو عبارة عن حركات تشنجية للأطراف تحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل فوق 38,5 درجة ويصاحبها فقدان للوعي وربما حركات للعين الى الأعلى وخروج لعاب من خلال الفم وتكون الحركات في كل الأطراف، وتستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين وقد تزداد الى عشر دقائق أحيانا ينام بعدها الطفل لمدة نصف ساعة ثم يفيق ويكون طبيعيا تماما.
* كم نسبة حدوثه ومتى يحدث؟
نسبة حدوثه 5% تقريبا، فاذا كان عندنا 100 طفل درجة حرارتهم عالية فان نسبة 4 الى 5 منهم قد يحدث لهم تشنج, وهو يحدث للأطفال من 6 أشهر الى 6 سنوات وأكثر حصوله ما بين سن 10 سنوات وسنتين، كما انه قد يحدث مبكرا عند سن ثلاثة أشهر.
* ما سبب ارتفاع درجة حرارة الجسم؟ ولماذا يحصل التشنج؟
غالبا ما تكون أسباب ذلك هو الأمراض العامة التي تصيب الأطفال مثل التهاب الأذنين والحلق وأعلى الصدر والتهابات الصدر وأيضا المسالك البولية، ولكن غالبا ما يكون المسبب هو الالتهابات الفيروسية, ويعزو بعض العلماء حدوث التشنج الى عدم نضوج المخ المؤقت نتيجة نقص حمض معين هو GABA والذي تكتمل وظيفته ونشاطه بعد بلوغ الطفل سن الرابعة من عمره وحتى يبلغ الطفل هذه السن يكون معرضا للتشنج اذا ارتفعت درجة حرارته.
* عندما حدث لابني تشنج حراري طلب مني الطبيب التوقيع على موافقة أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي، فما الداعي لذلك وما العلاقة، وما خطورة هذه الابرة؟
الحقيقة ان هناك علاقة بين التهاب السحايا أو الحمى الشوكية وبين وجود التشنج الحراري اذ ان نسبة 30% من مرضى التشنج الحراري يكون عندهم التهاب الحمى الشوكية، ولأنها لا تتضح علاماتها في الأطفال تحت سن سنتين لذلك عندما يحضر الوالدان الينا في الاسعاف طفلهما بتشنج حراري ولم يجد الطبيب سببا كافيا مقنعا لارتفاع درجة الحرارة، فانه يفضل ويستحسن أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي خصوصا للأطفال لمن هم دون السنتين، وهذه الابرة تؤخذ من أسفل الظهر بعيدا عن الحبل الشوكي وليس لها أضرار ولله الحمد اذا عملت بالطريقة الصحيحة المناسبة، أما ما يردده أطباء المجالس من العامة عن هذه الابرة فليس صحيحا، والعجب ان الوالدين يقومان بكي طفلهما حتى تشوه خلقته ويعرضانه للنار ويرفضان أخذ هذه العينة السهلة وهذا جهل منهما فهما لا يدركان حرص أبناء المجتمع من الأطباء على أطفال الوطن، يحدث هذا خصوصا عندما يقدر لك العمل في اسعاف مستشفى الملك فهد للحرس الوطني.
* هل سيعاود التشنج لطفلي؟
هذا سؤال مهم وكثير ما يطرحه الوالدان والجواب عنه ان احتمالية حدوث التشنج مرة أخرى تعتمد بدرجة كبيرة على عمر الطفل عندما حدث له التشنج لأول مرة، فعندما يكون عمره أقل من سنة فان نسبة معاودة التشنج هي 5% وعند الأطفال بين عمر سنة وثلاث سنوات تكون النسبة 30% واذا كان عمره أكثر من ثلاث سنوات فان النسبة تقل الى 15% وهذا يؤيد ما ذكرناه سابقا ان الطفل عندما يصل الى عمر 4 سنوات تقل احتمالية اصابته بالتشنج الحراري، كذلك اذا كان أحد أفراد العائلة مصابا بالتشنج الحراري فان الاحتمالية تزيد عند هذا الطفل.
* هل سيصبح طفلي مريضا بالصرع؟
عموما هذه كلمة لا نحب استخدامها حفاظا على مشاعر الأهل وهذا سؤال مهم وهو في مكانه وخصوصا في مجتمعنا فما ان يسمع الناس عن طفل حدث له تشنج حراري الا ويتهم بأنه مصروع وانه مريض بالصرع وهذا ليس صحيحا، وهنا أحب أن أزف البشرى للأهالي بأن معظم الأطفال الذين يحدث لهم تشنج حراري يكونون أطفالا طبيعيين سالمين من أمراض الجهاز العصبي ومشاكله, كما ان نسبة حدوث صرع مزمن بعد حدوث التشنج الحراري لا تتجاوز 1% في حالات الأطفال العاديين الذين لا توجد عندهم أي من العوامل التي سأذكرها بعد قليل, وهذه العوامل قد تزيد من نسبة حدوث مرض الصرع وهي تختلف من طفل الى آخر وهي:
عمر الطفل خصوصا اذا حدث له قبل اكمال السنة الأولى فهو أكثر عرضة لاصابته بالصرع.
نوعية التشنج: عندما يكون جزئيا في بعض الأطراف ويمتد لأكثر من خمس عشرة دقيقة فعندئذ يسمى تشنجا حراريا معقدا قد يزيد من احتمالية حدوث مرض الصرع وهذا يتطلب اجراء فحوصات أخرى.
التاريخ العائلي: كأن يوجد عند الوالدين أو الاخوة أو الأقارب مرض الصرع أو تشنجات.
حالة الطفل العقلية: فالذين عندهم قصور في النمو العقلي تزداد نسبة اصابتهم بالصرع.
تخطيط المخ: وان كان عند الأطفال صعبا نوعا ما قراءة التخطيط والحكم عليه بأنه طبيعي أو غير طبيعي نظرا لطبيعة مخ الطفل.
عندما تجتمع هذه العوامل كلها في طفل فان نسبة حدوث مرض الصرع عنده تزداد من 1% الى 15 25% تقريبا, ولكن أفضل طريقة لمنع مرض الصرع هو منع حدوث التشنج الحراري أو تكراره وذلك بمراقبة حرارة الطفل واعطاء المخفضات حتى لا ترتفع درجة حرارته ويحدث له تشنج حراري مرة أخرى.
* اذاً ما هو علاج التشنج الحراري؟
هذا يختلف حسب حالة المريض ومن الأفضل أن يترك القرار بين الطبيب المعالج ووالدي الطفل, لكن الغالب ان التشنج الحراري البسيط لا يحتاج الى علاج ولكن عندما يكون المريض من الفئة القليلة التي توجد عندها العوامل السابقة كصغر السن ووجود المرض في أحد أفراد العائلة ويكون التشنج من النوع المعقد فان الطبيب قد يصف علاجا لهذا المريض لمدة سنتين الى أربع سنوات حسب حالة الطفل.
* ماذا أفعل اذا حدث التشنج لطفلي وأنا في المنزل؟
الزمي الهدوء ثم ضعي طفلك على جنبه الأيمن وأبعدي عنه الأشياء القريبة حتى لا يضعها في فمه واجعلي فمه مفتوحا ليساعده على التنفس واذا استمر التشنج اكثر من خمس دقائق يفضل احضاره للمستشفى.
* هل معنى هذا ان التشنج الحراري مرض بسيط؟
كما ذكرنا سابقا ان معظم المصابين من النوع البسيط فهم لا يعانون من أمراض عصبية أو تخلف في النمو بل عقولهم سليمة، وكذلك ان نسبة حدوث تشنج دائم لا يتجاوز 1 4% في الحالات العامة ولكن ان يحدث له تشنج حراري مرة أخرى قد يصل الى 40%.
د, معاذ التريكي
اخصائي أطفال قسم الأطفال مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved