أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st May,2000العدد:10077الطبعة الأولىالأثنين 26 ,محرم 1421

متابعة

بعد زيارة للإمارات المتحدة عقب مشاركته في قمة مسقط التشاورية
سمو ولي العهد يبدأ اليوم زيارة رسمية لدولة قطر بدعوة أخوية من أميرها
السفير الطعيمي: سيتم خلال الزيارة توقيع ضمانات ترسيم الحدود البرية للبلدين
* إعداد: جاسر الجاسر
سعد العجيبان
يلتقي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أخاه سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال الزيارة التي يبدؤها سمو ولي العهد اليوم الاثنين لدولة قطر تلبية لدعوة أخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وبهذه المناسبة أكد سفير خادم الحرمين الشريفين بالدوحة حمد بن صالح الطعيمي على أهمية زيارة سمو ولي العهد، التي تأتي في اطار سعي قيادتي البلدين المتواصل لتبادل الزيارات بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والحرص علىالتشاور الثنائي لتحقيق المصلحة العامة للمنطقة.
وقال الطعيمي في تصريح لالجزيرة : ان العلاقات السعودية القطرية شهدت تطورا ملحوظا بفضل التشاور المستمر بين قيادتي البلدين والزيارات المتبادلة التي كان آخرها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لدولة قطر في العام الماضي.
وأضاف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى قطر أن آخر ثمار العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين كان الاتفاق على توقيع ضمانات ترسيم الحدود البرية التي توقع اليوم في الدوحة.
وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لدولة قطر مكملة لزيارة سموه لدولة الامارات العربية ومتواصلة مع ما بدأه سموه في سلطنة عمان حيث رأس وفد المملكة للاجتماع التشاوري الثاني لقادة دول مجلس التعاون وكحلقة جديدة من حلقات التواصل بين قيادتي البلدين الشقيقين وتأكيد لعمق العلاقات الأخوية المتأصلة والروابط العريقة بين الشعبين العريقين.
وتأتي زيارة سموه للدوحة تجسيدا للدور الكبير الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين في تعزيز المسيرة الخيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولاشك فان زيارة سمو ولي العهد لدولة قطر هي زيارة الأخ لأخيه حيث سيلتقي سموه مع أخيه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ويستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق وسبل دعمها وتعزيزها بما يحقق آمال ومصالح الشعبين الشقيقين وبحث المستجدات والتطورات في المنطقتين الخليجية والعربية وبالخصوص مسيرة السلام المتعثرة في المنطقة اضافة الى بحث السبل الكفيلة بتعزيز وتطوير آليات العمل الخليجي للدفع بمسيرة مجلس التعاون الخليجي نحو آفاق اوسع وأرحب نحو التكامل بين الدول الأعضاء.
وتظل العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ذات خصوصية متميزة اذ تعكس بصدق الرابطة العضوية لدول وشعب المنطقة كاقليم متجانس اجتماعيا وسياسيا وجغرافيا تعززه اواصر الدين الواحد واللغة والقرابة والتشابك في المصالح ولهذا فقد تميز مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انشائه قبل أكثر من ثمانية عشر عاما بالنجاح منذ لحظة اعلانه لامتلاكه مقومات التفوق والبقاء وهو ما اهله لتحقيق واحدة من أفضل مسيرات التوحد والتفاهم في التاريخ العربي الحديث.
من هذا المنطلق وضمن هذا السياق ننظر ونقيم الزيارات التي يقوم بها قادة وكبار المسؤولين في دول مجلس التعاون لبلدانهم والتي هي بمثابة تنقل بين وحدات البيت الواحد والتي ترفد دائما مسيرة التعاون والبناء التي يشهدها الاقليم الخليجي المتعززة باطراد ومنذ انشاء مجلس التعاون.
العلاقات السعودية/ القطرية راسخة الجذور
والعلاقات السعودية القطرية راسخة الجذور وتتسم دوما بالتميز شأنها شأن علاقات المملكة بباقي شقيقاتها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تعتمد أسس ضاربة في القدم تعتمد على التقاليد الأصيلة والتاريخ العريق.
ولأن علاقات المملكة ودولة قطر بدول الخليج العربية يجمعهما التراث الحضاري والتاريخ الانساني الواحد، فان العلاقات التي تربط المملكة بقطر هي علاقات أخوة حميمة، يدعمها القرب والجوار، وتعززها المصلحة العامة، وترسخهادعائم الحاجة الماسة المتبادلة للتعاون والتكامل في كل شيء، حتى تسير الدولتان في طريق واحد نحو الغد الأفضل المشترك، وحتى تثبت ركائز استقرارها من أجل التقدم والرخاء والارتقاء,.
ومن هذا المنطلق نجد ان المملكة توجه اهتماما بالغا لتنسيق أنشطتها مع الدول الخليجية ومن ضمنها قطر في كافة المجالات، من أجل الوصول الى صيغة واقعية وحضارية للتعاون المنشود في شتى قنوات الحياة,, وهي حريصة على التشاور مع كافة دول الخليج العربية في كافة القضايا المصيرية، ايمانا منها بوحدة الهدف وضرورة التقارب في ظل الظروف الراهنة للأمة العربية,, ونجدها دائما حريصة على المشاركة في كافة المؤتمرات والندوات والاجتماعات وحلقات الدراسة والبحث التي تقوم بدورها من أجل رفعة وازدهار دول وشعوب المنطقة.
اهتمام إعلامي
وقد اهتمت وسائل الاعلام القطرية المقروءة والمرئية والمسموعة حيث بثت وأذاعت العديد من المواد الاعلامية عن المملكة العربية السعودية ووزعت وكالة الأنباء القطرية تقارير تحدثت عن مسيرة التقدم في المملكة وثوابتها السياسية وقالت الوكالة ان المملكة العربية السعودية تحتل مكانة متميزة ومرموقة في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة العربية والاقليمية والدولية بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عاهل المملكة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني واللذين قاما بدور بارز ومتميز في تطوير المملكة والارتقاء بها وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة التي تنعم بها حاليا.
وترتكز سياسة المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز على مبادىء وثوابت مستمدة من مبادىء الدين الاسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة,, وتمثلت ملامح سياستها الخارجية في العمل على دعم التضامن العربي والاسلامي والدفاع عن القضايا العربية والاسلامية العادلة وخدمة الاسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمحافظة على السلام والاستقرار العالميين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وبالمقابل عدم السماح للغير بالتدخل في شؤونها,, كما كرست المملكة جهودها لتعزيز التعاون الدولي ضد سياسة العدوان واحترام سيادة الدول واستقلالها وحل الخلافات التي تنشأ بين الدول بالطرق السلمية.
وللمملكة دور كبير في معالجة كثير من القضايا العربية حيث زار خادم الحرمين الشريفين وكذلك سمو ولي عهده الأمين جميع الدول بحيث صارت المملكة وسيط خير ومحبة وسلام بين الدول العربية ووقفت الى جانب كل شعب عربي في قضاياه,, ويحفظ تاريخ القضية الفلسطينية للمملكة عملا متصلا للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه.
ولم تدخر المملكة جهدا في سبيل التوفيق بين الدول العربية الشقيقة وبذل مساعيها الحميدة لحل الأزمات الطارئة بينها وتقريب وجهات النظر ادراكا منها لواجبها في جمع الكلمة وتوحيد الصف من أجل قوة الأمة العربية وعزتها.
وعلى الصعيد الخليجي مثل انشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية بين المملكة وشقيقاتها الخليجيات دائرة فعالة داخل دائرة الجامعة العربية ونموذجا لما يجب ان يكون عليه التعاون بين الأشقاء العرب وليصبح دعامة قوية تقوي من جامعة الدول العربية ودرعا للعرب يصد الأذى ويعمق الأواصر.
كما عمل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على تعزيز الدعوة الى التضامن الاسلامي التي تعد من أهم ركائز السياسة السعودية وقد تبلور ذلك في مؤتمرات القمة الاسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي وعدد كبير من المؤسسات التي في طليعة أهدافها جمع كلمة المسلمين ,, كما دعمت المملكة الجمعيات والمراكز الاسلامية وانشاء المراكز العلمية والمستشفيات لخدمة الاسلام والمسلمين.
وقامت علاقات المملكة مع ايران على برامج وأسس لخدمة مصالح البلدين في ظل الشريعة الاسلامية والمنفعة المشتركة.
وتعد الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين أكبر دليل على السعي المشترك بينهما للتقارب وازالة كل ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين بل ودعم العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جانب وايران من جانب آخر خدمة للمجتمع الخليجي فضلا عن السعي لازالة سوء التفاهم والخلافات بين دوله.
كما حرصت المملكة على شرح وتوضيح سياساتها ازاء كافة القضايا العربية والاسلامية المتشابكة مع القضايا والمصالح الدولية ومن هنا انطلقت زيارات المسؤولين السعوديين الى مختلف أرجاء العالم وكان أبرزها الجولة التي قام بها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بالمملكة الواسعة والشاملة لعدد من دول العالم يوم 13 سبتمبر الماضي واستمرت شهرا ونصف الشهر وشملت بريطانيا وفرنسا والمغرب والولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية واختتمها بزيارة باكستان.
وقد شملت هذه الجولة غير المسبوقة ثلاث قارات تلعب أهم الأدوار في الاقتصاد العالمي خصوصا وبالتالي في صنع القرار السياسي الدولي وقوبل خلالها سمو ولي العهد السعودي بكل حفاوة وترحاب فضلا عن الاهتمام الاعلامي الواسع.
وحرصت المملكة العربية السعودية على التنسيق مع الدول المنتجة للبترول من أجل التوصل الى السعر المناسب له وهو الذي يمثل عصب التنمية في هذه الدول ولذلك جاء الحرص على انشاء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك وعلى استمرارها لدعم التنسيق بين هذه الدول.
وأثبتت المملكة مصداقيتها ومرونتها في التعامل مع منظمة الأمم المتحدة التي كانت المملكة من الدول المؤسسة لها وذلك في سبيل الأمن والاستقرار لصالح الدول والشعوب جميعا,, كما كانت ولا تزال في مقدمة المنادين بالحد من انتشار الأسلحة النووية وغيرها من الأسلحة الفتاكة التي تهدد الجنس البشري بالفناء والى جانب ذلك أثبتت المملكة مكافحتها للعنف والارهاب بجميع أنواعه حرصا منها على ان يسود الحب والتعاون والأمان بدلا من العنف والبغضاء والخراب.
ونفذت المملكة العربية السعودية على الصعيد الداخلي خططا تنموية ناجحة حققت فيها نهضة شاملة في جميع المجالات,, ففي مجال التعليم وفرت فرص التعليم الشمولي والمجاني لكافة المواطنين مما جعل التعليم يصل الى أعلى مستوياته من التطور والانتشار,, واهتمت بقطاع التدريب لكل مواطن يرغب في تعلم مهنة مفيدة,, اضافة الى تأمين المسكن اللائق وقدمت في سبيل ذلك القروض الميسرة للمواطنين فضلا عن توفير الرعاية الصحية المتكاملة لمواطنيها مجانا الى جانب انشاء عدد كبير من المستشفيات والمستوصفات الحكومية والأهلية.
وأوجدت الدولة نظاما شاملا للخدمات الاجتماعية من أجل رفع المستوى المعيشي للمواطن وزيادة رفاهية المجتمع,, وتتولى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ادارة نظام التأمينات على فرعي المعاشات لكبار السن وغير القادرين على العمل وفرع الاخطار المهنية ويقدم المعاشات خلال أوقات العجز المؤقت عن العمل.
وأقامت المملكة اقتصادا قويا مزدهرا ليس فقط لانه مدعوم بالثروة البترولية التي تعتبر عصب الطاقة والصناعة العالمية وانما لانه كذلك يقوم على أساس النظام الحر والاستثمار في قطاعات الانتاج المختلفة, ونفذت استراتيجية قوية لتنمية الموارد الطبيعية تمثلت في اقامة أضخم مدينتين صناعيتين في منطقة الشرق الأوسط هما مدينة الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين تشتملان على العديد من المصانع والمعامل البتروكيماوية.
وفي الزراعة بذلت الدولة بسخاء في سبيل تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من الغذاء وتجاوز ذلك الى تصديره الى الدول المجاورة بعد ان كانت دولة مستوردة للغذاء.
ونشطت حركة البنوك والأسهم والشركات الاستثمارية والتجارية الى حد كبير مما مكن القطاع الخاص من القيام بدور ملحوظ وفعال في مجالات التنمية وخاصة في مجالات العمران والاسكان والانتاج الزراعي والغذائي.
وهكذا نما الاقتصاد السعودي محققا ازدهارا صناعيا وزراعيا بدرجة كبيرة وأصبحت المملكة تحقق دخلا كبيرا قلل من الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للدخل الوطني.
وأصبح الاقتصاد في نماء وازدهار وتوسع مستمر نظرا لاستكمال الخطط التنموية الشاملة لأهدافها في بناء التجهيزات الأساسية لجميع القطاعات.
وبفضل هذه السياسة السعودية الخارجية والداخلية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تضاعف رصيد المملكة من الثقة والاحترام في المجتمع الدولي واحتلت منزلتها المرموقة وتمتعت بحضور ايجابي فعال على مختلف المستويات خاصة في ميدان التعاون والتضامن والالتزام بالمواثيق الدولية والسعي الدؤوب لتحقيق مبادىء الخير والسلام.

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved