أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 1st May,2000العدد:10077الطبعة الأولىالأثنين 26 ,محرم 1421

الثقافية

الغربال
أ,د, عبدالله بن محمد ابوداهش
قال الشاعر


لقد دفن الأقوام أروع لم تكن
بمدفونة طول الزمان فضائله
سقى جدثا هالت عليه ترابه
أكفهم ظل الغمام ووابله
ففيه سحاب يرفع المحل سيبه
وبحر نداه استغرق البر ساحله
يمر على الوادي فتثني رماله
عليه وبالنادي فتبكي أرامله
سما نعشه فوق الرقاب وطالما
سرى جوده فوق السحاب ونائله
أفاض عيون الناس حتى كأنما
عيونهم مما تفيض أنامله (1)

قلت: احسن هذا الشاعر في هذه الأبيات، فالممدوح قمين بهذا الثناء، اذ يصدر عن هذه المعاني بمكارمها المختلفة، وحسن الخلق، وتمامه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول انما بعثت متمما لمكارم الاخلاق,, او كما قال عليه السلام.
قرر الشاعر في بيته الاول تمام دفن هذا الممدوح الذي لم تدفن فضائله ومضى الشاعر في بيته الثاني فدعا بالسقيا على قبره الرمز ذي المكارم، وزاد بخيال بعيد يستوعب هذه المكانة، فقال:


ففيه سحاب يرفع المحل سيبه
ويحر نداه استغرق البر ساحله

الا ترى وقع الالفاظ في دلالاتها، ومدى حسن استخدامها، مثل: الفاظ يرفع، استغرق ، يمر، فتثني، فتبكي .
والمحصلة تمام المكارم، وألم الفوات، وعظيم الحزن، حمل نعشه على الرقاب، فسما عليها.
ولكنه في حقيقته المعنوية اكبر من ذلك ، اذ علا صيته من قبل فطاول السحاب وتجاوزها، وعندئذ فاضت عيون الخلق، فهي كثيرة البكاء حزينة شأن جوده الفياض.
الحواشي:
(1)نيل الوطر 1/413.

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved