أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th April,2000العدد:10072الطبعة الأولىالاربعاء 21 ,محرم 1421

عزيزتـي الجزيرة

تعقيب على د,الهميل
العاقل من يدرك أهمية التخطيط
عزيزتي الجزيرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
اطلعت على ماكتبه د, خالد آل هميل في زاوية (في الصميم) من العدد رقم (10064) والتي كانت بعنوان (مطامح الإنسان) وقد تحدث عن اهمية التخطيط لامور حياتنا المستقبلية وحذر من العشوائية في هذه الامور، وانا هنا ومن خلال الميدان الأرحب (عزيزتي الجزيرة) استميح الدكتور خالد وقراء الجزيرة بان اعلق على تلك المقالة من ثلاث نقاط:
النقطة الاولى: لاشك أن الإنسان العاقل الطموح يدرك اهمية التخطيط السليم لمستقبله ودوره في الحياة، فبالتخطيط نحقق أهدافنا في هذه الحياة ونسلم من الحزن والتحسر عند عدم تحقيقها، فمثلاً من يرغب في كلية الطب عليه ان يخطط للوصول إليها من خلال الجد والاجتهاد وزيادة الإلمام باللغة الانجليزية والمواد العلمية والحصول على التقديرات المرتفعة وفي النهاية إما أن يتحقق هدفه في دخول تلك الكلية التي أحبها وهذا هو الأقرب، وإما أن يرد فلا يُقبل لظروف أخرى وهنا لن يشعر بشديد الندم ولن يلوم نفسه ويقول: لو اني اجتهدت ولو أني فعلت وفعلت لدخلت الكلية لأنه أدى ماعليه والباقي ليس من مسؤوليته وهو فوق طاقته ثم إنه وكما ذكر د,خالد سيستفيد من تقديره المرتفع للدخول في كلية اخرى لاتقل عن الكلية التي حُرم منها ولعلنا هنا لاننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت، كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان رواه مسلم حيث وجه صلى الله عليه وسلم الى التخطيط وفعل الاسباب التي تنفع العبد في الدنيا والآخرة وان يضيف لذلك الاستعانة بالله تعالى ليتم له ما يريد لأن الله تعالى هو الذي خلق السبب والمسبَّب، ثم نهاه عن العجز وهو عدم فعل الاسباب النافعة ثم أرشده إذا فعل السبب وحرص على كل ما ينفعه فوقع له خلاف مايحب ألا يتأسف ويلوم القدر.
النقطة الثانية: إذا كان التخطيط لأمور الدنيا مهماً فلاشك أن التخطيط لأمور الآخرة أولى وأهم لأن المقصود الأعظم من خلق الإنسان ووجوده في هذه الحياة هو عبادة ربه سبحانه وتعالى والهدف الاول والاهم في حياته هو دخول الجنة والنجاة من النار، فلايليق بالمسلم أن يكون حريصاً على ما يزول ويفنى متساهلاً فيما يدوم ويبقى قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد,,, قال ابن كثير في تفسيره: (أي حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لانفسكم من الاعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم أ,ه (4/299).
وقال الحسن البصري: (المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا انفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا الأمر من غير محاسبة) أ,ه.
النقطة الثالثة/ ختم د, آل هميل مقالته بقوله: (فكل عمل يحتاج لتخطيط، وكل تخطيط يحتاج إلى مراحل للإنجاز فهكذا هي الحياة وهكذا هي الدنيا، يقول الشاعر العربي


اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً
واعمل لآخرتك كانك تموت غداً

وحقيقة لما قرأت ذلك تملَّكني العجب لأن مانسبه د, خالد للشاعر العربي ليس من الشعر في شيء وإنما هو كلام نفيس نثره الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولكن حتى أتاكد من ذلك واجزم به كان لزاماً علي أن أرجع الى الكتب المختصة بذلك حتى عثرت على تلك المقالة في (سلسلة الاحاديث الضعيفة) للعلامة الشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى حيث قال عن تلك المقالة ما نصه: (لا اصل له مرفوعاً وإن اشتهر على الالسنة في الازمنة المتأخرة، وقد وجدت له اصلاً موقوفاً رواه ابن قتيبة في غريب الحديث 1/46 ثم ساق السند إلى عبدالله بن عمر أنه قال فذكره موقوفاً عليه إلا أنه قال: (احرث لدنياك,, الخ) ورواه ابن المبارك في الزهد من طريق آخر فقال حدثنا محمد بن عجلان ان عبدالله بن عمرو بن العاص قال: فذكره موقوفاً وهذا منقطع) أ,ه (سلسلة الأحاديث الضعيفة ج 1 رقم 8 ص20) وختاماً/ أشكر د,آل هميل على مقالته تلك وأشكر (عزيزتي الجزيرة) التي فتحت المجال لقرائها للتعليق على ما يكتبه فرسانها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
احمد بن محمد البدر
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved