أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th April,2000العدد:10072الطبعة الأولىالاربعاء 21 ,محرم 1421

منوعـات

يارا
شق الفنيلة يا مبارك
عبدالله بن بخيت
بفضل من الله ثم بفضل التشهير الذي قادته بعض الصحف بدأت الصدقات والهبات والتفضلات تنهال على لاعب الهلال والمنتخب السابق مبارك عبدالكريم, فقد تذكر نادي الهلال (مشكورا) ان هناك لاعبا اسمه مبارك عبدالكريم حيث كان الهلاليون في حاجة لكل هذا التشهير بكرامة انسان حتى يتذكروا اول يد هلالية صافحت يد ملك من ملوك هذه البلاد الكريمة وأول لاعب سعودي في تاريخ المملكة يحمل أول كأس لبطولة المملكة, ولا اعرف هل هذه ستكون قاعدة يسير عليها اللاعبون الذين تصادفهم ظروف صعبة ولكن الذي يقرأ الاحداث والحوارات التي تجرى هذه الايام مع اللاعبين القدماء سيعرف ان هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن ان ينال بها إنسان ساهم يوماً ما بشيء لفريقه ولبلاده شيئا من العطف الإنساني, وان كانت حالة مبارك عبدالكريم أقساها الا انها ليست المرة الاولى التي نشاهد فيها مثل هذا التشهير المبالغ فيه, فقد واجه الاستاذ صالح النعيمة تفضل الصحف بالتشهير به مما حدا بواحد من اهل الخير التفضل عليه بالعلاج في الخارج كما تم التشهير بلاعب الهلال المجايل لمبارك عبدالكريم (رجب خميس) الذي بقي (كما جاء في الصحف) في ثلاجة الموتى ستة اشهر لم يجد من يدفع ثمن نقل جثته الى حيث يجد من يصلي عليه صلاة المسلمين ويدفن في مقابرهم, ويمكن ان اضع قائمة بعدد كبير من اللاعبين الذين شهرت بهم الصحف من باب العطف المشوب بالإثارة الصحفية, فهذا مهدد بدخول السجن وتفضل عليه المحسن الفلاني وهذا يرقد في المستشفى وتفضل محسن آخر وسدد نفقات علاجه, اما الآخر فقد تشرد أطفاله ولا نعرف هل تم التصدق عليه ولكنه بالتأكيد حصل على حقه من التشهير.
هؤلاء قبل ان يكونوا لاعبين وقبل ان يكونوا مشاهير في زمن من الازمنة هم بشر ومن حق كرامتهم ان تصان فليس من العدل ان ارى إنسانا يوضع اسمه وصورته في واجهة الجريدة ليكون مادة للمحررين والصحفيين ثم نهبا لمن يرغب التصدق سواء من الشرفاء الطيبين او من هؤلاء الذين يفضلون التصدق على صفحات الجرائد.
الكورة مستمرة والأجيال تكبر وتترك الملاعب ولا يوجد أي ضمانة لأي إنسان في هذه الصنعة تحميه من التعرض لما تعرض له مبارك عبدالكريم أو أحمد الدنيني أو رجب خميس: بيت بلا ايجار وأولاد بلا طعام وجثة بلا دفن.
فإذا كان مبارك عبدالكريم قد مزق فنيلته في زمن المجد القديم (شق الفنيلة يا مبارك) فقد جاء الزمن الرديء الذي يمزق فيه مبارك عبدالكريم ثوبه على صفحات الجرائد, والله المستعان.
لمراسلة الكاتب
Yara 4 me @ yahoo. Com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved