أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th April,2000العدد:10072الطبعة الأولىالاربعاء 21 ,محرم 1421

محليــات

مستعجل
سعودة,, أسواق الخضار,,!
عبد الرحمن بن سعد السماري
** غرة محرم الحالي 1421ه كان موعداً محدداً لسعودة أسواق الخضار,, وكان الناس يترقبون هذا اليوم ليروا,, ماذا سيحصل؟,, وأين سيذهب هؤلاء العمالة الباعة؟,,ومن الذي سيحل محلهم؟,, وكيف ستكون الأمور؟!
** إلا أن الموعد,, مر بسلام وبهدوء,, ولم يحدث شيء مما توقعنا,, فالوجوه هي الوجوه,, والباعة هم الباعة,, والمباسط هي المباسط,, ولم يتفاجأ أحد,, لا الباعة,, ولا المشترون بأي غريب أو جديد أو بديل,.
**ولو حاولت استقصاء الأمور من أصحاب الشأن,, سواء من الشباب الذين لم يذهبوا هناك أو من الباعة الأجانب أو ممن يتعامل معهم من المزارعين,, لوجدت أن أبرز الاسباب هي.
**أولاً,, استمرار حالة التستر على هؤلاء الباعة الاجانب,, فهناك من لايزال يمارس هذه اللعبة البشعة,, ويكتفي بأن الامور واضحة,, والاوراق سليمة,, مع أن الاجنبي له كل شيء ,, وهذا يكتفي بِطِفِسِه فكيف سيجد البائع السعودي مجالاً,, مادام هؤلاء المشترون,, هم الذين مكنوا لأولئك الأجانب ومنحوهم الشرعية والوجود النظامي,, وحالوا دون وصول المواطن إلى هذه الاعمال المربحة الناجحة؟!
**ثانياً,, أن هؤلاء الاجانب البائعين,, بينهم من التنسيق وترتيب الأوراق والتفاهم,, مايجعلهم يطيِّرون اي شخص غريب جديد بينهم,, وبالذات المواطن,, فحتى لو لزم الأمر أن يبيعوا بخسارة لمدة شهرين أو ثلاثة أو خمسة.
المهم,, أن يطفش هذا الغريب من بينهم ثم يرحل إلى غير رجعة,, بعد أن تأدب وأدرك أن اللعبة,, أو أن العمل,, غير مربح أساساً,, وأدرك ايضاً,, أن في البسطة رجّال .
**ثالثاً,, عدم قدرة شبابنا على الصمود وسط هذا الموج المتلاطم من التستر والدسائس واللعب والتنسيق بين هؤلاء الباعة من أجل تطيير كل من تسوِّل له نفسه,, دخول هذه الأسواق,, فالشباب يريدون فلوساً جاهزة تنتظرهم هناك منذ اليوم الأول,, وكل ما عليهم,, هو عدّ هذه الفلوس وإدخالها أقرب بنك فقط.
** هم - أي ربِيعنا - لا يريدون أي مشقة أو تعب,, ولا يريدون الدخول في مشاكل,, ولايعرفون شيئاً اسمه,, الصبر.
**رابعاً,, هناك من الشباب,, من هو مشغول فيما هو أهم,, من كشتات وبشكات وسهرات بلوت وزَرقات ولهذا,, فالعملية بالنسبة له,, مرهقة شاقة تأخذ كل وقته,, والوقت بالنسبة له,, صعب,, وضيق جداً,, فهو,, إما أن يترك هذه الشغلة المزعجة التي تأخذ كل وقته وتتعبه وتقضي على وقته,, وإما يضع عاملاً يأخذ كل شيء,, ولايترك له إلا الفتات,, وتبقى المشكلة مرة أخرى,, تستر واضح,, والمستفيد هو الاجنبي,, ويستمر صاحبنا يتسدح في الاستراحات والمخيمات والملاحق,, ويستمر مع الشلة,, و من هو معزِّبنا يوم الخميس؟! و ما وِدكم نزرق آخر الاسبوع؟!! ثم يقول أين العمل؟! أين الوظيفة؟,, أين الدخل؟,, أين المجالات؟! وهناك أمور أخرى,, لايتسع المجال لإيرادها هنا.
**إلا أن قضية سعودة اسواق الخضار,, تحتاج إلى أكثر من وقفة,, وإلى دراسة وتشخيص المشكلة قبل أن يتخذ مجرد قرار سريع بسعودتها هكذا ,, دون ان يتم تفحص المشكلة,, وكيف حال هؤلاء الأجانب؟,, ومن الذي وراءهم؟,, وكيف يمكن استبدالهم؟

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved