أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th April,2000العدد:10072الطبعة الأولىالاربعاء 21 ,محرم 1421

الثقافية

اثنينية الخوجة تكرم الجهيمان بجدة
المضيف: الجهيمان أول من وضع يده على كنز الأساطير الشعبية واغترف منه
* جدة متابعة: أحمد سعيد العمري
احتفلت اثنينية الاستاذ عبدالمقصود خوجة مساء الاثنين 19/1/1421ه بالأديب الاستاذ الكبير/ عبدالكريم بن صالح الجهيمان بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين.
وقد بدأت الأمسية بآيات من القرآن الكريم تلاها سجاد بن مصطفى كمال.
ثم أعقب ذلك كلمة للاستاذ عبدالمقصود خوجة رحب فيها بالضيف وجميع الحضور من الأدباء والمفكرين والمثقفين ورجال الصحافة والاعلام حيث قال :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي الخيرات، سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الأفاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرحب بكم أجمل ترحيب,, وباسمكم جميعا ارحب بضيفنا الكبير الأديب الموسوعي الشيخ عبدالكريم الجهيمان، وبصحبه الأكارم الاساتذة محمد عبدالرزاق القشعمي، وناصر محمد الحميد، وعبدالله محمد حسين,الذين تكبدوا مشاق السفر من الرياض ليمتعونا بهذا اللقاء الذي تطلعنا اليه منذ وقت طويل لتكريم استاذنا الجليل,, وللأسف لم تتهيأ الظروف المناسبة الا في هذه الامسية، التي نعتبرها مسك الختام، لموسم (الاثنينية) عن العام الهجري 1420/ 1421ه (1999/2000م).
إن التكريم في مجمله كفعل حضاري مطلوب في حد ذاته,,, غير ان له ملامح أعمق من ذلك بكثير,, فعندما نلقي من خلاله حزمة ضوء على أعمال المحتفى به، نستشف بذلك جانبا من عطاءاته ونبوغه,, كما أنه يتيح لنا فرصة حوار بناء مع رمز من روادنا الذين نعتز بهم,, ويفتح آفاقا اوسع نحو المستقبل المشرق,, ويشحذ همم الشباب ليتعلموا دروس الكفاح والصبر والعصامية في وجه مختلف المعوقات والتحديات.
إن ضيفنا الذي يخطو بإشراق وعطاء متجدد نحو التسعين من عمره المديد إن شاء الله قد بنى مع الرعيل الأول من رجالات هذا الوطن أساسا متينا للعمل الثقافي والفكري,, ويكفي ان نشير سريعا الى اولياته التي تشهد له بقصب السبق في عدة ميادين,, وكل واحدة منها حكاية جهاد,, ومتعة بحث ,, وعناء وقوف ضد تيار معاكس,, فأستاذنا الكبير.
* اول من وضع يده على كنز الأساطير الشعبية ,, واغترف منه ما يثري حياتنا بخمس مجلدات تركت بصمات واضحة في حياتنا الأدبية وفتحت آفاق البحث لمزيد من العطاء بالإضافة الى إمكانية إعادة الصياغة والتحوير والتعديل بما يخدم أي خط درامي جديد.
* أول من كتب للأطفال من جيل الرواد,, إنها لفتة بارعة من أديب كبير يعلمنا ان المستقبل لأبنائنا,, وابناؤنا هم أبناء المستقبل,, لذا يجب إعدادهم لتحمل العبء، وتسليحهم بالعلم ليكونوا على مستوى المسؤوليات التي سوف تجابههم.
* اول من اصدر جريدة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية وهي جريدة (أخبار الظهران) بتاريخ 1/5/1374ه الموافق 16/12/1954م، وكانت تصدر مرة كل اسبوعين,, واستأنفت نشاطها مرة اخرى الى ان توقفت نهائيا بصدور نظام المؤسسات الصحفية عام 1383ه (1964م).
* الجدير بالذكر ان والدي (رحمه الله) كان له السبق في مجال الدعوة الى تعليم المرأة، حيث كتب مدافعا عن ذلك التوجه قائلا: يجب على فتاتنا الحجازية ان تجعل نصب عينيها انها (أم) وفي يقيني أن هذه المهمة الجليلة تحتاج الى فتيات متعلمات، ليتمكن من القيام بإدارة مملكتهن الصغيرة (البيت) وتربية أبنائهن ليشبوا على مبدأ أساسي مقدس، وعلى الشعب والحكومة التضامن والتكاتف على العناية بالفتيات الحجازيات وإعدادهم إعدادا صالحا، وذلك بإنشاء مدارس ابتدائية يكون من ضمن برنامجها (التدبير المنزلي) والعناية الصحية، والحياكة والتربية، وغير ذلك مما يساعد فتياتنا على أن تخرج لنا أطفالا مهذبين صحاحا، وبعد عشرين عاما تقريبا .
رجل من ذوي العزم
وواصل خوجة حديثه قائلا: نشر ضيفنا الكبير في جريدة (أخبار الظهران) التي انشأها عام 1374ه مقالا يدعو الى تعليم الفتيات,, فكان بذلك من اوائل الذين طالبوا بتعليم الفتاة تعليما نظاميا كتعليم البنين,,, وبالرغم من وجود اساتذة كبار في ذلك الوقت الا ان التطرق لهذا الامر بقي في الظل زمنا طويلا الى ان تصدى له ضيفنا الكبير بعد صمت طويل في وقت لم يكن بعض المواطنين يوافقون على تعليم ابنائهم ناهيك عن البنات!! فأثبت بذلك انه من الرجال ذوي العزم الذين يسبقون عصرهم، ويستشرفون المستقبل بشفافية نادرة، ونظرة ثاقبة,, ولا أدري اذا كان قد قرأ ما كتبه والدي (رحمه الله) أم إنه توارد أفكار، وإن كنت أميل الى توارد الأفكار نظرا لعدم انتشار وسائل التوثيق في ذلك العهد.
إننا إذا نظرنا الى عطاء ضيفنا الكبير من كل زاوية من زوايا إبداعاته المتنوعة لوجدنا حافزا لتكريمه والاحتفاء بأي من ألوان عطائه الخير,, ولا أريد أن استغرق في سرد تفاصيل حياته وطفولته,, فبيننا اساتذة افاضل يعرفون اضعاف ما اعرف عن هذه الجوانب الخاصة,, غير اني لا أملك إلا أن احيي النبوغ المبكر الذي اتصف به ضيفنا الكبير، وتحمله مشاق السفر والترحال في وقت نعلم تماما ان مجرد الانتقال من جدة الى مكة المكرمة كان يسمى سفراً ! فكيف بطفل يجوب المسافات بين مسقط رأسه بمنطقة (الوشم) الى الرياض,, ثم مكة المكرمة,, ليس له من هم غير طلب العلم,, وفي ام القرى وجد نفسه قد افترق عن الأهل والعشيرة، ويحتاج الى مؤونة تقيم أوده وتلبي حاجته من مسكن ومطعم وملبس,, فاتجه للعمل بالهجانة,, وهو صبي لم يبلغ سن الشباب الغض,, ليعول نفسه,, ويكرس وقته وجهده ومكسبه الضئيل من اجل تحصيل العلم ولا شيء سواه.
إنها ذات الرجولة المبكرة التي اشرت اليها في مناسبة تكريم استاذنا محمد علي خزندار، طفولة مكثفة تمر كلمح البصر,, ثم رجولة مبكرة تتماهى فيها كل مراحل العمر,, إنه جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة,, نشأ كالحشائش البرية، بعيدا عن البيئة الاصطناعية الزجاجية، فكان لصيقا بالحياة,, عركها وعركته,, غير انه عرف سلاحه الوحيد وهو العلم، فاستغله أحسن استغلال,،, فأفاد أجيالا من أبناء وطنه,, واستفاد مجدا بلا حدود,.
قبل ثلث قرن تقريبا,, استوعب ضيفنا الكبير الموروث الشعبي من اساطير وقصص وحكايات,,, فنشرها وكأنه يعلم يقينا ان عمله هذا سيكون عرضة للنقد واختلاف الآراء,, واورد رأيا لا نزال نسمعه وهو (ما فائدة هذه الأساطير التي معظمها من نسج الخيال لتزجية أوقات فراغ الأطفال وأشباه الاطفال في تلك العصور التي لا مجال لملء الفراغ فيها إلا بأمثال هذه الخزعبلات من الأساطير الخرافية؟) هذا التساؤل المشروع أجاب عليه ضيفنا الكبير بكثير من الرزانة والصدق والعفوية,, إذ يرى أنها (تمكن الدارس الاجتماعي من دراسة أحوال المجتعات الماضية من خلال هذه الأساطير,,, ما هي مشاكل هذه المجتمعات,؟ وكيف يفكرون؟ وكيف يعالجون مشاكلهم,؟ وما هي أحلامهم وأمانيهم في الحياة؟ وكيف يتعاملون ويتخاصمون ويتصالحون؟ وما هي الأسس التي تقوم عليها علاقات بعضهم ببعض؟),, واسترسل استاذنا الكبير في تحليل منطقي يؤكد موسوعية علمه وإداركه لأهمية مثل هذه الاعمال في حياة الشعوب,, الى ان ختم مقدمته بحياد العالم واسلوب الواثق من نفسه قائلا (من شاء ان يمدحها فليمدحها,, ومن شاء ان يذمها فليذمها,, فإنها ان كانت تستحق الحياة فسوف تبقى رغم قدح القادحين,, وإذا كانت ليس لها مقومات الكائنات الحية فسوف تموت ولن يحييها مدح المادحين ولا ثناء المعجبين).
واسترسل الخوجة في الحديث قائلا: والجدير بالذكر ان ضيفنا الكبير قد اهتم اهتماما كبيرابتوجيه هذا العمل لكل العرب، فأكد من خلال اكثر من عبارة ان هذه الاساطير مفهومة لكل الشعوب العربية,, وهذه مفخرة لاستاذنا الجليل ان يأتي بعمل تنداح دائرته من المحلية الضيقة الى شمولية الاسرة العربية من الخليج الى المحيط,, وانني على يقين بأنه على حق في ما ذهب اليه,, فالأرضية المشتركة بين شعوب الأمة العربية في اللغة والدم والعقيدة والثقافة تكاد تكون وقفاً عليها دون سائر شعوب الأرض قاطبة,, وللأسف مع ذلك نرى التشرذم والانقسامات التي قد تكون مفروضة في اصلها وفروعها,, فمن باب اولى سد تلك الثغرات وفتح كل ما يمكن من آفاق الحوار والفكر وتوسيع مواعين الثقافة بين أبناء الوطن العربي الكبير لتحقيق حلم الوحدة الذي تنعم به الدول الاوروبية مع ان ما يفرق بينها أكبر بكثير مما يجمعها,, وكم اسعدني ما قرأته عن ترجمة عدد من حكايات هذه الموسوعة الى اللغة الروسية في إطار أطروحة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث الروسي شاه رستم موساروف، وصدرت عن مركز البحوث الاستراتيجية والسياسية في موسكو في كتاب بعنوان (حكايات شعبية عربية),, وما هذا الا دليل قاطع على ان الاعمال الكبيرة ولدت لتبقى وقد يتجاوز بقاؤها حدود المحلية الى آفاق العالمية لانها موروث إنساني في المقام الأول.
ولا شك ان الطفولة المتوهجة رغم قصرها قد ساعدت ضيفنا الكبير على خلق وشائج قوية مع تلك الفترة التي لا نستطيع ان نقول انها كانت عامرة بالسعادة والارتواء العاطفي بالنسبة له,, ولكنه استخلص أهميتها القصوى للطفل عموما,, فجاءت مجموعتاه القصصيتان تؤكدان ما ذهب إليه مبكرا، وفي وقت لم يتنبه كثير من المثقفين الى دور القصة في حياة الطفل وبالتالي في حياة الشعوب التي تبني وتخطط مستقبلها على نشأة وتربية الاطفال وفق منظور استراتيجي يعرف عناصر الحاضر ومتطلبات المستقبل,, ولا شك ان التلقائية التي تناول بها استاذنا الكبير قضية ادب الطفل قد منحت عمله البقاء والديمومة رغم تغير الزمان والمكان، ولكن تبقى عبقرية العطاء الأساسي مهيمنة على كل أوجه الخلاف,, فالباب مفتوح أمام جميع المبدعين,, ووسائل التطور والترقي متاحة لكل صاحب عطاء.
جهد يستحق الشكر
وواصل الخوجة: اما العمل الموسوعي الآخر الذي امتعنا به ضيفنا الكبير فهو كتابه القيم (الأمثال العربية في قلب جزيرة العرب) الذي صدر في عشرة اجزاء,, وهو جهد يستحق كل الشكر والتقدير والعرفان,, فقد بنى مجدا للأمة كلها لأن المثل كما تعلمون هو لسان الأمة,, يعبر عن ضميرها ويكشف مكنون نفسها وعصارة تجاربها,, فهو بهذا العمل الكبير قد فتح بابا واسعا للدراسة والتحقيق والتحليل في واحد من اعظم الابداعات الشعبية بالاضافة الى التواصل مع الشعوب العربية الاخرى التي قد تجد في امثالنا الشعبية موروثا يمتد عبر الحدود ويسهم في ترسيخ وجدان جميع أبناء هذا الكيان الكبير.
وأحسب ان كتابه القيم رسائل لها تاريخ من امتع ما قرأت,, فهو بجانب إيراده للصورة الزنكوغرافية للرسالة الأصلية (سواء كانت بخط يد كاتبها او مطبوعة على الآلة الكاتبة) عمد الى طبعها بالصف الكمبيوتري الحديث، ثم علق عليها تعليقا يتسم بالسلاسة التي تقع في اطار السهل الممتنع، فلم يسهب بإطالة مملة,, او يقتضب بما يخل بالمعنى,, فجاء الكتاب كما اشار استاذنا الجليل الى انه جزء من تاريخ هذا البلد الكريم,, فما احرى اساتذتنا الافاضل الذين اسهموا في قيام هذا الكيان الحبيب ان يحذوا حذوه ويمتعونا بما توفر لديهم من رسائل تلقي الضوء على جوانب مهمة من تاريخنا المعاصر، وقد يستنبط منها الباحث الحاذق الكثير من الدروس والافكار، ويربط بينها وبين بعض الاحداث الاخرى مما يشكل ارضية تأريخية لا يستهان بها.
الديوان الوحيد
وواصل الاستاذ عبدالمقصود خوجة قائلا: تكملة لصورة الاديب النابغة، ابى ضيفنا الكريم إلا ان يسرج ليله بقليل من الشعر، فجعل هذا الفن الجميل في آخر اهتماماته من الناحية العملية,, لأن ديوانه الوحيد ما زال مخطوطا,, في الوقت الذي نشر قائمة طويلة من الكتب الاخرى,, ولعله بهذا أراد ان يقول لنا ان الشعر يمثل هاجسا داخليا بين الشاعر ونفسه,, حيث نلاحظ ان كثيرا من الشعراء ينظرون الى قصائدهم نظرات نقدية يعتريها الكثير من الهواجس الى ان تحين لحظة المخاض والولادة,, ونحن في انتظار ذلك,.
هنيئا لضيفنا الكريم هذا العطاء الثر,, وهنيئا لنا علما بارزا اثبت ان كل بقعة من هذا الوطن الغالي كفيلة بطرح دررها لمن أراد ان يلتقطها ويشذبها ويهذبها ويجلوها للعالم,, فتبقى مفخرة على مر الأجيال,, ولعله استطاع بذلك ان يجعل حياته كلها أسطورة تضاف الى الاساطير التي حفظها من الاندثار.
أشكر لكم أيها الأحبة هذا التواصل الخير الذي سعدنا به بين الجوانح، ثم احتفظنا به توثيقا بالكلمة المكتوبة، وبالصوت والصورة,, يحكي للأجيال القادمة، قصص رجال حملوا الأمانة وأدوها على خير وجه وأكمل عطاء,, فلا نملك أمامهم إلا التحية والتجلة والشكر والعرفان والامتنان,, سائلين الله سبحانه وتعالى ان يجعل ما قدموا في ميزان حسناتهم، ويجزيهم عنا وعن امتهم الجزاء الأوفى,, إنه ولي ذلك والقادر عليه,, وعلى امل ان نلتقي مجددا بعد العطلة الصيفية لمواصلة المشوار,, لأداء شيء من واجب الشكر تجاه من يحملون مشاعل الإبداع لتجميل حياتنا ببصيرة العارف، التي كلما انبثقت، اضاءت دنيانا بالعلم والادب والفكر.
وختم الخوجة حديثه قائلا: أزف لكم سداد جزء من دين عليّ سبق ان صرحت به بإنهاء ما تبقى من فاعليات كتب سلسلة الاثنينية المتبقية في سنتنا هذه من اعوامها بعد الجزء الثاني عشر، وقد منّ الله بالانتهاء من طبع الجزء الثالث عشر قبل ثلاثة شهور، واليوم بحمده تعالى تم الانتهاء من طبع الجزءين الرابع عشر والخامس عشر وبإذن الله مع بدء موسمنا القادم سيكون بين ايديكم الجزآن السادس عشر والسابع عشر,, وبهذا اكون أكملت دينكم في عنقي، وأبرأت ذمتي من أمانة طالما شعرت بثقلها,, على أمل ان شاء الله ان نوالي طباعة فعاليات كل سنة بسنتها وأنتم بخير,.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمات متعددة
بعد ذلك كانت كلمة معالي الدكتور محمد عبده يماني والتي ألقاها نيابة عنه الاستاذ عبدالمقصود خوجة وأوضح الدكتور يماني ان الجهيمان مرجع للأمثال الشعبية وكتاباته تشهد بذلك واثنى عليه وعلى مشواره وجديته في الكفاح, ثم كانت كلمة الاستاذ عبدالفتاح ابومدين أمين النادي الادبي بجدة الذي أشاد بالاستاذ عبدالكريم الجهيمان وقال انه مناضل وصاحب رأي فهو صاحب أول جريدة تصدر بالمنطقة الشرقية
وقال عنه الدكتور عبدالله مناع انه ممن كان يحمل قلمه على كتفه دائما.
بينما قال الاستاذ عابد خزندار:
الزمان لن يجود بمثل الجهيمان وقد عرفت منه النبل والسماحة والوفاء.
كما تحدث الأستاذ محمد القشعمي عن الأستاذ عبدالكريم الجهيمان وقال: وأنا أشهد هذا التكريم لا يسعني إلا أن أشكر الأستاذ عبدالمقصود خوجة وقد عرفت عبدالكريم الجهيمان منذ عشرين عاما بأخلاقه المحمودة وحرصت على مرافقته ولم أر منه ما يكدر الخاطر.
وقد كتب الأخ ناصر الحميدي كتابا وصف فيه حياة عبدالكريم الجهيمان موضحا برنامجه اليومي وأسلوبه في الحياة.
بعد ذلك تحدث الأستاذ عبدالرحمن المعمر فقال: هو واحد من الأساطير ضرب بكل سهم, ثم تحدث المعمر عن وضعه وأسلوبه الاجتماعي.
أما ناصر الحميدي مدير النشر والثقافة بالرياض فتحدث عن اصدار كتابه عن سيرة وحياة عبدالكريم الجهيمان وجوانب حياته في الاصلاح الاجتماعي وقال: هو رجل صادق النظرة ثاقب الفكر يقول ما تربى عليه من الآباء والأجداد, أما عيناه فتتموجان بجروح مهموم للمواطن انه نشأ مع الصحافة وأول من دعا الى انشاء وزارة تهتم بشؤون البادية في مقالة صحفية بصحيفة القصيم ودعا الى جمعيات وطنية ودعا الى الاهتمام بالغذاء والكساء والدواء كما كتب مقالا دعا فيه الى المحافظة على ممتلكات البلاد ودعا وزير التجارة الى سن قوانين لحماية الباعة كما دعا الى التوسع في مراحل التعليم فلا يخدم الوطن إلا أبناؤه ودعا الى الاعتدال في المهور ودعا الى النظافة لأنها مظهر الحضارة ولعل شهرة قلمه دعت الناس الى مطالبته بالاصلاح.
منهجه في جمع الأمثال
أما عبدالله محمد حسين مدير مكتب الملك فهد للنشر بالرياض فتحدث عن دور الجهيمان ومنهجه في جمع الأمثال الشعبية.
وقال: اعتمد الجهيمان على الحكاية الشعبية من الأحداث اليومية وصاغها بايجاز بحكاية التفصيل، أما اللغة التي اعتمدها فهي فصيحة سهلة تتخللها تعابير ساخرة وتهكمية واستعان بلغة مهذبة وامتاز بصياغة جديدة وخيال مميز تمتع به وأثبت أن المثل الشعبي حدث مؤثر, واختتم حديثه قائلا: هل مازال موروثنا بحاجة الى رجل مثل الجهيمان؟.
وبعد ذلك القى الشاعر محمد سعيد عبدالرحمن قصيدة قال في مطلعها:
يا كريما في خلقه وذويه
طبت نفسا وطاب فيك بيان

كلمة الجهيمان
ثم كان دور الأستاذ الأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان ليلقي كلمته بهذه المناسبة فقال:
السلام عليكم أيها الأحباب ورحمة الله وبركاته, أما بعد.
فانني أشكر الله ثم أشكره على نعمائه واصلي وأسلم على أشرف رسله وأنبيائه واسمحوا لي أن أشكر الأستاذ عبدالمقصود خوجة على هذا التكريم وأشكر الله ثم أشكر هذا الشخص عبدالمقصود خوجة الذي جعل هذا المنتدى للترابط بينهم ثم أشكر هؤلاء الأخوة عن هذا الأخ وكل من وصفنا بأكثر من هذا الثناء وأشكر الذين حضروا ليسمعوا ما يقال عني وأتمنى في هذه المناسبة أن أكون شاعرا ليتحدث عنا من حضر أو لمن يحضر أو أكون خطيبا لأصدح ما أمكن بكلمات ساخرة صافية ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ولا أكتمكم سرا أنني أتكلم الآن من هذا المذياع وأنا أخشى أن يرتج عليّ ولو حدث ذلك لما كنت أول ولا آخر من أرتج عليه وأنني أكره الأضواء وأحاول الابتعاد عنها بقدر ما استطيع الى ذلك سبيلا لأن لها ضريبة قاسية، وأتمنى أن احملها نفسي وهي تكلفني أن أتحرك بحساب وأن اتكلم بحساب وهذه كلها لا اريد أن أحملها نفسي وهذا الشخص الكريم الذي بجانبي الأستاذ عبدالمقصود خوجة واتصل عليّ من قبل سنوات وعرض عليّ هذا الاحتفال فشكرته وحاولت أن أنجو بنفسي إلا أن كرم الأستاذ أبى إلا أن يعيد هذه الدعوة وهكذا كان.
واختتم كلمتي بتكرير شكري للأستاذ عبدالمقصود خوجة, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حوار مع الجهيمان
وبعد ذلك دار الحوار والأسئلة من الجمهور للجهيمان وقال الجهيمان: المفروض ان يكون الأدب وسيلة للنهضة والحضارة ونتمنى أن نصل الى مانطمح اليه.
وقال عن الصحافة: الصحافة في السابق كانت الى الفكر أكثر والاصلاح والتقدم في المعلومات أكثر والصحافة اليوم أكثر تنظيما وترتيبا وأكثر اخبارا والانسان الآن يقرأ الصحف بحذر ويسمع الأخبار بحذر فيجب عليه التحذير بحذر.
وعن الشعر قال الجهيمان: لدينا شعراء ولكن الى الآن ما اتسعت وسائل التوجيه لانتاجهم والتعريف بهم والشعر شيء ضروري وفيه من الفنون الجميلة التي تحكي الأمثال والحكم.
وعن أوائل الدعاة التنويريين قال: هذا سؤال واسع المجال وعلى كل التقدم يجب أن يكون من كل فرد ولا يقوم إلا بالتكاتف والمصلحة.
وعن كتاباته الاصلاحية والاجتماعية قال الجهيمان: سوف اجتهد وحسب قدرتي ونشاطي أكتب بعض الكلمات الاجتماعية والاصلاحية ونلفت النظر لبعض الجوانب لنسير في طريق التقدم والرقي.
وقال عبدالكريم الجهيمان عن الترجمة واختصارها ان من أبرز العلماء كان محمد بن ابراهيم ابوالمتعلمين والذي أنجب طلابا كابن باز وعبدالله بن حميد وله جهود وطلاب كثيرون وكان المنهج أن يتعلم الانسان القراءة والكتابة ثم يجلس أمام المشايخ بمختلف الدروس.
وتساءل الكاتب خالد أسعد قائلا: كيف نحول شباب الأمة الى جيل قارىء فرد الجهيمان: الطريقة ان تأتي بالشباب بالحاجة التي تغريهم بالقراءة والفهم وان يعتمد على المناهج المكررة والكتب المكررة وهذا يحتاج الى كثير من التجارب ويجب أن تأخذ منهم ما يتناسب مع محيطنا ومجتمعنا وهي تحتاج الى شيء من الوعي والاخلاص للوطن ومستوى الوطن.
وسأل أحمد العرفج وقال: هل كنا قبل 60 عاما أوسع فكرا؟ فقال الجهيمان:
لا هذه الرسالة كتبتها عندما طلعت لحيتي وكنت معجبا بهذه الشعرات فالعلم واسع جدا والعلماء كثير والشعر الشعبي كان هو الدعاية وكان هناك شعراء فحول ومعظم الأشعار التي تنشر في الصحف ليست على المستوى المطلوب.
وقد تكون بعض قصائد الشعر الشعبي أفضل من المنظور حسب تمكن الشاعر من البيان وصيغة الشعر.
وانما العمدة على الشعر العربي والذين يتخوفون على العربية من الشعبية فليس ذلك بصحيح لأن الله توعد بحفظ هذا القرآن ولن تستطيع العامية أن تؤثر على العربية وحتى من يقولون العربية ليس كلهم يجيدون ذلك من الشعراء يعطون الناس مالا يملكون.
لوحة الاثنينية,, هدية
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved