في عدد سابق لجريدة الجزيرة قرأت احصائية بعدد الحوادث ومجمل المصابين والوفيات خلال العشرة أعوام الماضية والتي بلغت اكثر من 35 الف متوفى واكثر من مائتي الف مصاب ومعاق، ولك ان تتخيل أخي الكريم هذه الاحصائية الهائلة المبكية بما تحملها من آثار خطيرة على مجتمعنا السعودي فكم من عائلة تيتم أطفالها وترملت نساؤها وكم من شاب في عمر الزهور فقد شبابه ونعاه أهله وكم من اجسام تعيبت واصيبت بالعاهات المستديمة؟! كل ذلك في نظري بعد تقدير الله سبحانه وتعالى بسبب السرعة الزائدة على تلك الخطوط السريعة التي تتمتع بها بلادنا، حيث شكلت خطوط المواصلات شبكة مترابطة بين المدن والمحافظات حسب نظام عالمي متطور ولعل العاقل اللبيب يدرك بجلاء ان هذه الخطوط السريعة لم توجد ليتمتع السائق بها في مسابقة الريح ودفع عجلات القيادة الى اقصى سرعة ولكن الغرض من ايجادها هو فتح المجال امام سائق المركبة وإفساح الطريق له بقدر كبير ليتمكن من النظر والتركيز في القيادة وعدم مضايقة المركبات الكبيرة له حتى يسلم بنفسه ويسلم منه غيره، ولكن سوء الفهم أدى ببعض السائقين الى التهور في القيادة مما نتج عن ذلك هذه الحوادث الأليمة التي نسمع بها صباحا ومساء بالرغم من الوعي المروري الذي يتمتع به مواطنو هذه البلاد من خلال ما يبثه الاعلام السعودي بجميع صوره وأشكاله.
وكذلك ما يقوم به المسئولون عن الطرق والمواصلات ورجال المرور من حملات توعوية وحملات أخرى لمعاقبة المخالفين لأنظمة السرعة وغيرها,, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين هيئة المواصفات والمقاييس من التدخل الجاد نحو وضع سرعة محددة لكافة السيارات الصغيرة، فالجميع يشاهد تلك السيارات الصغيرة في حجمها تسير بسرعة البرق دون ان توضع فيها وسائل السلامة التي تعادل حجم السرعة المصممة على أساسها, فجميع الدول التي تقع فيها مصانع السيارات قد صممت سرعة مركباتها بما لا تزيد عن 120 كم بالساعة وهي بنفس الموديل والتصميم تأتي الى بلادنا بسرعة أكثر من 180 كم في الساعة, وهذا بلاشك سلاح فتّاك سيقضي على شبابنا ويورث جيلاً معاقاً تعج به مجتمعاتنا ويكونون عالة على اهليهم وذويهم فلماذا لا تكون هناك شروط وأنظمة محددة للسرعة بحيث لا يتجاوزها السائق حتى يختفي ذلك الردار من خطوطنا السريعة، كما أن من الواجب علينا ان نسعى دائما الى توعية أولادنا وشبابنا من خلال بيان أخطار السرعة والتسبب في قطع الإشارة وغير ذلك من المخالفات، كما ان على رجال الدعوة الى الله مسئولية عظيمة في بيان عظم هذا الخطر الداهم الذي حصد الانفس وأبقى المعاق، والله نسأل ان يحفظ لهذه البلاد قيادتها ورجالها وشبابها وأن يرزق الجميع التوفيق والسداد.
عبدالعزيز بن صالح العبدالرحيم
القصيم بريدة