اليوم أُحدثكِ عن رقمين، الأول بدء زمن جديد,,.
والثاني يذكرني بكِ,,, كلما عبر بشكل خاص,,.
تذكرين كيف يأتي الثامن عشر من كلِّ شهر؟! ومن شهر واحد في العام؟! وأنتِ ترفلين في الأمل، وأنا أتطلع إلى ما سيأتي؟!
تذكرين كيف يكون أول يوم، في أول شهر، في أول العام من كلِّ عام؟!
تتفكَّرين أنتِ، أما أنا فأفرح بكِ,,.
أنتِ أيامي الماضية والقائمة والآتية,,.
زمنيَّةٌ، متداولةٌ، مُوَحَّدةٌ، مُتَوَحِّدَةٌ,,.
ولكِ أنتِ وحدكِ أن تقرئي خطوط الزمن، وحدوده، وترسمين أُطره، ومضامينه، ألا تدرين أنكِ من يشكِّلها؟! هذه المضامين صُنعُ واحدةٍ هي أنتِ,,.
ياسيدتي,,.
لاتتوقفي عند نقطة زمن,,.
لأنكِ نهر يمضي، ويجري، وينساب، و,,, يفعل كلَّ شيء: يغسلني مما علق بي في رحلة المتاهات الطويلة، ويُلِّونني بما يعلق بي في رحلة السير الذي بدأتُه معكِ,,.
آه يابدئي ونهايتي,,.
ألوانكِ ثرية، شهية، جاذبة، عطرية،تباهي في المدى كلَّ المدى، وتستوي فوق ألق الفضاء بياضاً مثل قلبكِ,,.
أنتِ من أعطيت الزمن معناه,,.
وعندما كنَّا نعبر معاً في مسالك الفرح,,,، كنتِ تقولين لي: نبدأ,,,، وكنتُ اقول لكِ لن ننتهي:
هذه خطوة واحدة تأتي,,,، والثانية تأتي,,,، والثالث تأتي,,.
أيام واحتفى بكِ,,, في زمن بهي يتنامى بكِ، وفوق كتفيك تحملين وهَج البقاء,,.
أود أن أبسط بين يديك بقائي,,.
كنتِ تقولين لي ذات العبارة,,.
كنتِ تحلمين وأنتِ تمرين معي في مسالكِ الفرح، ننتقل من بقعة لأخرى,,.
حتى أكوام الرمل، ومسحة الرخام، ومدى الخضرة، وانبساط المسافة، لم نكن نجهل الاحتفاء بها,,.
طويتِ في نقائكِ بكلِّ ذرةِ رهجةٍ للومٍ أو عتاب,,.
وأدري أنكِ تلقين في طيات البياض في صدرك بكلٍّ ماعدا انشغالكِ بالبياض,,.
آه وقد كوَّنتِ في داخلي كياني,,.
وآه وقد كوَّنتِ في خارجي عالمي,,.
وآه وقد كوَّنتِ مابينهما جسور الربط بينهما,,, حتى تناسقت الأوقات، ومحتواها، وأصواتها، وألوانها، في منظومتكِ الأبدية,,.
أنتِ قد لفظتِ هذه العبارة شفاهةً لي، وأنتِ قد عشتِها حقيقة لي,,, ثم
وأنتِ تغادرينني آخر مرة قلتها بعينيكِ، بيديكِ، بكلِّ جوارحكِ وأحاسيسكِ,,.
ورأيتكِ تغمضين عينيكِ بعد أن مررتها تنظر فيَّ كلِّي,,.
ذهبتِ ودمعة حيرى كانت تحوم في داخلِ هذا الكون في وجهي لأنه كونكِ الذي تعيشين فيه وتمنحينه نوره,,.
صدقيني أن الحديث معكِ لا يملُّ,,.
وأنني لا أفتر أبداً دون مناجاتكِ,,.
وبأنني لا أتصور لحظة تمر بي بدونكِ,,.
ولا أعتقد أنني قادرة على ذلك,,.
إني أغادر اللحظة مكاناً كنتُ فيه إليكِ,,.
إلى مكان سوف أكون فيه إليكِ,,.
أنتِ تملئين كل الأمكنة بمثل ما أنك تشكلين كل الأزمنة,,.
ولأنكِ كذلك,,.
فلتهنئي بما هو أنتِ,,.
ستقولين: أنتِ,,.
وسأقول: أنتِ
وبين إني التي هي أنتِ، وأنتِ التي هي إني
ستكون آماد اللقاء
وآفاق البقاء,,.
ياسيدة الضوء والنور والحياة.
|