بيننا كلمة غرة 1421 د , ثريا العريّض |
كل عام وأنتم بخير,.
مع كل عام جديد يحسن بنا ان تتضح رؤيتنا ويتسع الأفق وتترسخ الخطوات في الوجه الاصح,.
ليكن عام 1421هجرية مدخلا لتفهّم انفسنا وتفهّم غيرنا لعلنا بذلك نستعيد افق الريادة الحضارية الذي عرفناه وكنا فيه البانين للحضارة العالمية لا الهادمين لها, ونستعيد به دفق الإنجازات العلمية التي أوصلت العالم اليوم إلى موقعه من الرقي والتفوق, وليس إجازة بكل ما هو غير مقبول إنسانيا ضد من لا ينتمي لهذا المذهب أو ذاك,, بل كعقيدة سمحة اتسمت ابعادها للجميع.
الاسلام دين تفتح وتفكر وتسامح.
دين جاء ليجمع الانسانية جمعاء لا ليفرق ويميِّز ويزرع الأحزان والأحقاد بين فئة منا والأخرى، أو بيننا وبين الآخرين.
إن الزمن زمن الحوار الواعي العاقل، وليس زمن التطرف المهووس,, ولا التوجهات الدموية العدوانية, لا منا ضد أحد ولا من أحد ضدنا ولا من بعضنا ضد بعضنا الآخر.
***
حمى الله المسلمين من ضعاف النفوس منهم ومن المتربصين لهم في مشارق الارض ومغاربها.
ولست أقول هذا جزافا.
هناك الكثيرون ممن يرون في الإسلام وانتشاره وقدرته على جذب المفكرين اليه، خطراً كبيراً يشد الواعين من الذوي العقول إليه فيهدد آباءهم ومجتمعاتهم بفقدان ابنائها.
قرأت مؤخراً أن كتابا في الرياضيات يقدم للطلاب في احدى ولايات الهند مسألة رياضية بهذه الصيغة: اذا كان هدم مسجد يحتاج الى عشرة رجال,, فكم رجلا نحتاج لهدم خمسة مساجد؟ هذا تعصب ديني مباشر وواضح الكراهية, انه يرسخ فكرة العدوانية ضد المسلمين ويرسخ في أذهان الصغار مشروعية هدم مساجد المسلمين والإضرار بمصالحهم كفعل مقبول.
اما التعصب الغربي فيأتي بطريقة اكثر تلثما وتعقيدا,, ينخر في جذور الهوية,, لا يسمح لبنات المهاجرين بالمحافظة على مظاهر هويتهن وانتمائهن الأصلي وإذ قررت أحداهن أن تصر على ذلك فإن عليها خوض معركة قانونية ضد المدرسة.
وأعود الى المنتمين الى الاسلام مظهرا فأحملهم بعض المسئولية والكثير من العتاب لابد من التمسك بحيوية الجذور ومقاومة الالغاء.
لكل بني الأمة اتمنى المزيد من صدق الايمان متجسدا في فعل الأفراد,, نفوساً تصفو ومجتمعا يتعاضد، وحضارة تتنامى.
وأتمنى أن يأتي باطلالة ذلك الرضا الروحي الذي مازال ذوو العقول منّا يبحثون عن سر امتلاكه منذ مطلع الحضارات,, وان يكون الحوار بيننا وانفسنا وبيننا والآخرين شرقا وغربا، حوار بناء ونمو وانفتاح لا حوار انغلاق وانكفاء وهدم وتشظي.
كل عام ونحن في ربيع إزهار حضاري؛ وكل موسم ومدننا في بهجة يميّزها رقيها الروحي؛ وكل يوم ونحن باحتفال بناء ونماء.
|
|
|