شيرين الصوت الذي غاب,,! حمد بن عبدالله القاضي |
** غاب هذا الصوت العزيز تحت الثرى
لن نستمع لهذا الصوت عبر الأثير بعد أن غيَّبه الثرى,!
أجل,, لقد فقدنا الاذاعية المعروفة شيرين ابنة الأديب حمزة شحاتة رحمهما الله جميعا.
لقد فقدنا انسانة بعد ان فقدنا صوتها منذ سنوات بعد أن أخفاها المرض عن أسماعنا.
لقد كانت امرأة صابرة متفائلة رحمها الله.
إنه رغم المرض الذي كان يسري في جسدها كانت تعيش على الأمل في العودة الى وطنها بعد العلاج، وإلى مستمعيها عبر الأثير!
لقد قرأت قبل أيام خبر قرب عودتها,, وفهمت من الخبر أو هكذا صور لي تفاؤلي بعودتها انها سوف تعود إلينا سليمة معافاة.
ولم أعلم أنها سوف تعود لتموت وتدفن في ثرى وطنها وبالقرب من بيت ربها.
ولقد كنت أحسست بهذا الاحساس بعد أن قرأت مقال الأديب الكبير عبدالله الجفري عنها في ظلالة بصحيفة البلاد وكأنه بكلماته الحزينة المؤثرة عنها كان ينعيها.
***
* * *** لقد كانت هذه المرأة التي كانت رحمها الله أثيرة لدى والدها الأديب والشاعر المبدع حمزة شحاتة.
لقد وجَّه إليها أجمل وأصدق رسائل يوجهها أب لفلذة كبده.
طرح فيها خلاصة تجربته في هذه الحياة,.
بكل آلامها وآمالها.
بكل جمرها ووردها.
بكل وهجها وهجيرها.
ولعلها استمدت صبرها السيزيفي مع مرضها خلال السنوات الماضية بعيدا عن وطنها مكتوية بنار المرض وأوار الغربة,, أقول لعلها استمدت هذا الصبر من التجارب التي صاغها لها والدها في كتابه المؤثر رسائل الى شيرين الذي طبعته تهامة منذ سنوات.
***
*** لقد كانت رحمها الله تحمل قلبا رقيقا محبا لوطنها وأهل وطنها وكانت غربتها عن وطنها بسبب مرضها أقسى ما مر عليها.
أذكر قبل حوالي ثلاث سنوات ان استضافتها الاذاعية القديرة نوال بخش في برنامج رمضاني مع الدكتورة الكاتبة الفاضلة,, عزيزة المانع وتحدثت المرحومة عن معاناتها مع المرض والغربة، وذكرت انها وهي في الطائرة بطريقها الى أمريكا لاستكمال العلاج كان بين يديها العدد الأخير من المجلة العربية وكان في مرافىء كاتب هذه السطور مقال عنوانه الغربة شوق وألم ممض ، وتقول في هذا القاء: لقد قرأت هذا المقال وبكيت ولعله لامس فيها عمق حبها لوطنها وشجنها على بعدها عنه، وغربتها للعلاج.
***
* * *** رحمها الله ما أرق قلبها,, وما أعظم صبرها.
إن صبرها أمر غريب حقا فهي كما يقول من يعرفونها كانت تعيش على الأمل رغم قسوة المرض وكان البِشر يملأ وجهها وصوتها، وكانت تنتظر عودتها الى وطنها وإلى أثيرها بأمل كبير جدا رغم وطأة الألم على جسدها ومشاعرها.
إنني لأسأل الله ان يكون ما أصابها من ذلك المرض، ومن صبرها على ما ابتلاها الله به ان يكون ذلك سببا بأن يشملها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ما أصاب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه .
اللهم ارحم الاذاعية الراحلة شيرين حمزة شحاتة ، وارحم أمي وأبي وأمهات وآباء كل الغالين علينا وجميع موتى المسلمين والمسلمات.
|
|
|