رئيس لجنة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام لـ الجزيرة 7 ملايين مصحف وكتاب وشريط تم توزيعها على ضيوف الرحمن هذا العام |
* حوار: مريم شرف الدين
نوه الشيخ طلال بن أحمد العقيل رئيس لجنة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين والمطبوعات الدينية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الراحة لحجاج بيت الله الحرام من ضيوف الرحمن من خلال الرعاية والمتابعة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله, ورسم مسار مفعم بالخير والعطاء الإنساني لخدمة الإسلام والمسلمين,, هذا المسار الذي كان من أهم ثماره اليانعة انشاؤه حفظه الله لأكبر مجمع على وجه الأرض لطباعة المصحف الشريف وامتداد العطاء لتتويج هذه الجهود بالهدية السنوية الكريمة المقدمة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لضيوف الرحمن التي أصبحت قبسا نورانيا يتلهف بالحصول عليه كل حاج من حجاج بيت الله لينهلوا من معين هذا الدين الحنيف وتكون لهم المعرفة الصحيحة بتشريعاته من خلال كتاب الله والمطبوعات التي تأتي ضمن هذه الهدية التي تتطور في كل عام وفق التوجيهات السامية لخادم الحرمين الشريفين.
وتحظى بالدعم السخي من لدنه يحفظه الله.
من جانبه نوه الشيخ طلال العقيل باهتمام معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ على تنفيذ خطة الوزارة لتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين ومتابعته لخطوات سيرها عند القدوم والمغادرة.
الجزيرة التقت الشيخ طلال العقيل لإلقاء المزيد من الضوء على هدية خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام وأهميتها.
وقد تحدث العقيل قائلا: إنه بفضل الله عز وجل قد أكرم هذه البلاد بأن جعلها أولا قبلة للمسلمين يفد إليها الملايين من الحجاج والمعتمرين في كل عام, كما أكرمنا عز وجل في هذه البلاد بأن سخر لنا هذه الحكومة الرشيدة منذ أن تأسست هذه البلاد المباركة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، واستمر عطاء هذه الدولة وهذه البلاد المباركة في خدمة ضيوف الرحمن ورعاية الحرمين الشريفين منذ تولي جلالته طيب الله ثراه للحكم ثم جاء من بعده أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل ثم الملك خالد يرحمهم الله ثم جاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز نسأل الله عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية ليمضي على نفس الطريق الذي سار عليه الملك عبدالعزيز وأبناؤه ويستمر حفظه الله على نفس النهج مؤكدا على حبه لهذا الدين وحبه لخدمة الحرمين الشريفين من خلال التوسعة العظيمة التي سبق لنا مشاهدتها وتلمس كل المسلمين لمدى حجمها والتي شملت كلا من مكة المكرمة والمدينة النبوية، هذه التوسعة التي كلفت مليارات الريالات.
أيضا وجهت الدولة كافة وزاراتها وكافة إداراتها وكافة إمكاناتها لخدمة هاتين المدينتين.
ومن خلال هذه النواة التي ترسخت في جذور هذه البلاد وبعد أن أرساها الملك المؤسس رحمه الله فقد استفاد من هذه الخدمات الكثيرة والكبيرة التي نشاهدها وتزداد عاما تلو الآخر بالمشاعر المقدسة في كل من مكة المكرمة وفي المباني الحديثة وشبكة الطرق المتحضرة والجسور والأنفاق التي شقت في الجبال لتسهيل حركة الحجاج والمشروعات العملاقة والإمكانات العظيمة للملايين من حجاج بيت الله.
وتتويجا لهذه الجهود فقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المكانة العظيمة في نفسه لكتاب الله عز وجل من خلال اصدار أوامره وتوجياته السامية لإنشاء أكبر مجمع على وجه الأرض لطباعة كتاب الله وهو مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية وقد وزع هذا المجمع العظيم منذ إنشائه في عام 1405ه حتى الآن أكثر من 145 مليون مصحف باصدارات عديدة استفاد منها المسلمون في كافة أنحاء الأرض وتوزيعه بدون مقابل على ضيوف الرحمن.
وحقيقة من خلال عملي في لجنة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين وهذه اللجنة تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد يتم تكليفها في كل عام من قبل معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ لتنفيذ خطة الوزارة فيما يتعلق بتوزيع كتب المناسك عند وصول الحجاج ثم القيام بعد ذلك بتنفيذ الخطة الثانية للوزارة فيما يتعلق بتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين (المصحف) للحجاج المغادرين بالإضافة إلى الهدية الأخرى (هدية الحاج) التي يتم توزيعها إليهم.
وهنا وباختصار شديد أوضح تفاصيل هذه الأعمال العظيمة والجليلة والمهمة وبلا شك أنه في موسم حج هذا العام وصل من خلال مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة أكثر من مليون وعشرين ألف حاج كما وصل عدد الحجاج القادمين من خلال ميناء جدة الإسلامي أكثر من 250,000 حاج ومن خلال هذا التطور والزيادة المطردة التي نتلمسها في تزايد أعداد حجاج بيت الله فقد قامت لجنة توزيع المطبوعات الدينية على الحجاج والمعتمرين بتأسيس عدد من المراكز الخاصة لتوزيع المطبوعات على كافة الحجاج القادمين وتأمين عدد من المكاتب خلال هذه المرحلة وأكثر من 32 مستودعا تم توزيعها داخل صالات الحجاج في كل من المطار وميناء جدة الإسلامي وتوفير 10 سيارات.
وحتى يتم هذا العمل وفق أسلوب منظم فقد قمنا بتكوين فريق عمل من 96 موظفا.
وفريق العمل هذا الذي اتشرف برئاستي له كان يعمل على مدار الساعة بعد أن تم تقسيم ساعات العمل على 3 فترات.
والعمل وفق توجيهات ومتابعة معالي الوزير وذلك حتى يتمكن كل حاج من الحصول على هدية القدوم التي هي عبارة عن مجموعة كتب خاصة عن مناسك الحج وتعلم الحاج كيفية الحج وفق أساليبه الصحيحة كما النبي صلى الله عليه وسلم ومنها: كتاب دليل الحاج والمعتمر الذي وصل عدد النسخ التي وزعت منه في حج العام الحالي 1420ه مليون وثلاثمائة وخمسين نسخة بأكثر من 18 لغة مختلفة.
كما وزع من الكتاب الثاني وهو كتاب التحقيق والايضاح لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله 600,000 نسخة بثمانية لغات مختلفة.
كما وزع من كتاب (فتاوى مهمة) الذي يتضمن عددا من الفتاوى والإجابة على بعض الاستفسارات المتعلقة بالحج والعمرة والمواقف التي تحتاج إلى ايضاح لحجاج بيت الله الحرام وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة لتطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع أوامره كما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام (خذوا عني مناسككم) أكثر من مليوني كتاب.
كما قمنا من ناحية أخرى بتوزيع أكثر من نصف مليون شريط يتعلق أيضا بمناسك الحج والعمرة وبعض التوجيهات الإسلامية والدينية وتلاوة القرآن الكريم لأئمة الحرم.
ويضيف وفي الواقع هذا العمل كما ذكرت يأتي وفق خطة وبرنامج كبير تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية بجميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية حتى تتمكن الوزارة من تقديم خدماتها الدعوية والارشادية لكل حاج من هؤلاء الحجاج,, واهتمامها بتوضيح كل ما يحتاجه لاستكمال مناسك الحج.
21 لغة
* هذه الكتب بأي اللغات تم طباعتها؟
لقد تم طباعة هذه الكتب ب21 لغة من أهمها اللغة العربية، الأوردو، الأندونيسية، الإنجليزية، التايلندية، الفلبينية، الألبانية، والهندية والصينية، وكل اللغات المطلوبة من قبل الحجاج تقريبا.
وحقيقة استطيع القول إنه لا يوجد حاج يهبط مطار جدة إلا وبإمكانه الحصول على كتاب بلغة بلاده, وبالتالي ففي حالة إذا ما اكتشفنا في هذا العام أو العام المنصرم بأن هناك لغة لم يتم تغطيتها بعد وهي مطلوبة من قبل الحجاج الوافدين سوف يتم طباعتها للعام القادم إن شاء الله.
لأن الحج كما تعلمون كل سنة تحدث فيه الكثير من التطورات ويتوافد المزيد من الحجاج,, وبالتالي نحن نسعى لمواكبة هذه المتغيرات وتطوير أنفسنا وأعمالنا في كل عام.
حقيقة هناك بعض النقاط المهمة فاتتني الإشارة إليها ويأتي من ضمنها الخدمات التي قدمناها للحجاج القادمين أو المغادرين,, وهي قيامنا بانشاء 13 مصلى واتاحة الفرصة لهؤلاء الحجاج من خلالها لأداء الصلاة سواء عند وصولهم إلى المطار أو في فترة انتظارهم فيه.
ومن الخدمات الأخرى أيضا التي قدمت للحجاج سواء عند القدوم أو المغادرة والتي تم بالتنسيق فيها مع الجهات المسؤولة عن الحافلات وأهمها النقابة العامة للسيارات فقد قمنا بتزويد جميع الحافلات بثلاثة أو أربعة أشرطة ارشادية واتاحة الفرصة للحجاج في فترة انتقالهم من جدة إلى المدينة أو مكة المكرمة عن طريق الأشرطة المسموعة وتعليمهم الكثير من الأمور المتعلقة بهذه الشعيرة بالإضافة إلى توزيعنا لأشرطة القرآن الكريم عليهم حتى يستطيع الحجاج الاستفادة من وقت الرحلة في التوعية والارشاد.
ايضا وبفضل الله عز وجل قامت اللجنة في هذا العام بتوفيق من الله عز وجل ثم بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بتصوير فيلم مرئي هو فيلم (دليل الحاج والمعتمر).
وهذا الفيلم يعتبر أول فيلم يتم اعتماده من قبل أصحاب الفضيلة علماء المملكة ومصرح به من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ومن قبل وزارة الإعلام السعودية.
بهذا الفيلم أوضحنا رحلة الحج والأمور المطلوبة من الحاج لأداء هذه المناسك منذ وصوله إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرته إلى بلاده,, وما ينبغي عليه فعله.
وقد تم عرضه عبر التلفاز السعودي، كما قمنا بتوزيع 70,000 نسخة من هذا الشريط في حج هذا العام وتزويد الحافلات الحديثة الخاصة بنقل الحجاج والمتوفرة لدى شركة النقل الجماعي وهي مزودة بالتلفاز والفيديو وتشغيلها في هذه الحافلات أثناء عملية تنقلهم.
وحتى نحقق الفائدة المرجوة وننشر التوعية بين الحجاج فقد قمنا بإجراء اتصالاتنا مع المطوفين وكثير من حملات الحج وتزويدهم بنسخ كثير من هذه الأشرطة.
وفي الواقع نحن في هذا البلد العظيم بلد التوحيد نعتز بهذا العمل ونفتخر أيضا بأن القيادة في هذه البلاد قد جعلت من هذا العمل والمتمثل في خدمة بيت الله الحرام وخدمة ضيوف الرحمن هدفا أساسيا تسير عليه وتسير على نهجه هذه الدولة ونسأل الله عز وجل أن يضاعف هذه المنة لنا ويجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
مصحف لكل حاج
* كم بلغ عدد المصاحف التي تم توزيعها من هذه الهدية عند مغادرة الحجاج الأراضي المقدسة؟
بالنسبة للمصاحف ما زلنا نواصل توزيعها حتى الآن، حيث بدأنا عملية توزيع هذه المصاحف من يوم 12 ذي الحجة يوميا وتقديم مصحف لكل حاج من الحجاج المغادرين, سواء باللغة العربية أو بالتراجم الخاصة بلغات بلادهم.
فالحمد لله العدد الذي تم رصده للمصاحف هو نفس عدد الحجاج المغادرين ولن يغادر أي حاج بمشيئة الله إلا وهو يحمل هدية خادم الحرمين الشريفين التي يتم توزيعها من قبل هذه اللجنة.
أيضا وبلا شك مع الزيادة الملحوظة لضيوف الرحمن فقد ارتفع عدد هذه المصاحف عن العام الماضي حيث كان العدد أقل من مليون حاج بيد أن هذا العدد قد وصل هذا العام إلى أكثر من مليون ومائتين وخمسين ألف حاج.
(1,250,000) هذا فقط في جدة لكن على مستوى منافذ المملكة الأخرى ستكون أكثر من ذلك.
وتبلغ قيمة طباعة المصاحف التي قمنا بتوزيعها في منافذ جدة (34 مليون ريال).
أيضا بالإضافة إلى هذه المصاحف قمنا بتقديم هدية أخرى للحجاج المغادرين عبارة عن علبة فاخرة وقيمة تحتوي كل علبة منها على ثلاثة أو أربعة كتب إرشادية عن الصلاة وعن بعض التوجيهات المختلفة والفتاوى للمرأة والرجل.
والحقيقة رصد من هذه الهدية أكثر من 700,000 علبة تحتوي على أكثر من 2,300,000 كتاب هذا بالطبع بالإضافة إلى طباعة 500,000 شريط منها 150,000 شريط تقريبا يحتوي على جزء عم بتلاوة أئمة الحرم و250,000 شريط خاصة بارشادات الحج وبلغات مختلفة.
وقد بلغ اجمالي عدد المصاحف والكتب والأشرطة التي وزعت هذا العام في موسم الحج أكثر من 6 ملايين مصحف وكتاب وشريط.
كما بلغ مجموع الكتب والأشرطة التي قمنا بتوزيعها في موسم العمرة من العام الحالي مليون كتاب وشريط وبهذا العدد وبفضل من الله عز وجل وبدعم الدولة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله فقد بلغ مجموع ما وزعته اللجنة أكثر من 7 ملايين مصحف وكتاب وشريط.
رغبة أكيدة
* مع هذا العدد الكبير الذي يتضاعف في كل عام من هدية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله,, كيف تلمستم انعكاس هذه الهدية على حجاج بيت الله الحرام والابعاد المستقبلية لها؟
نفتخر بتوزيع هذه الهدية ونجد أن هذا العمل الذي نقوم به عبادة لله عز وجل من خلال تقديمنا لكتاب الله عز وجل إلى ضيوف الرحمن.
وبالتالي نلمس أن الحجاج يوجد لديهم محبة عجيبة ورغبة كبيرة في الحصول على هذا القرآن وهذا الأمر يعتبر أمرا طبيعيا أن يتولد لديهم مثل هذا الشعور لأن كتاب الله عز وجل كما نعلم يعتبر أعظم كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على وجه الأرض.
وتلمسنا من الحجاج لهذا الواقع ومن المواقف التي مرت علينا على سبيل المثال وليس الحصر, حضر إلى المكتب أحد الحجاج وبعد تقديمه لنفسه عرفت أنه بروفيسور يعمل في إحدى الجامعات الأمريكية وإماماً لأحد المساجد في أمريكا ثم طلب مني مصحفا، وبالإضافة لهذا المصحف قمت باعطائه الهدية الخاصة به والحقيقة من باب المداعبة وجدت نفسي أقول له: أنت الآن بروفيسور,, من اليسير عليك أن تحصل على هذه النسخة والنسخ التي ترغب في الحصول عليها لأنك مقتدر وباعتبار المكانة العلمية التي تتقلدها أيضا.
فأخبرني أن العملية هنا تخضع لبعض العوامل النفسية البحتة لأنه عندما يحضر إلى هذا البلد والحصول على هذا المصحف منها يختلف تماما سبحان الله في حالة حصوله عليه من أي بلد آخر.
وهذا بالطبع ما يجعلني أقول بالاضافة إلى القيمة المعنوية التي يشعر بها الحاج سواء تجاه الهدية أو المصحف الشريف إن هذا المصحف قد تمت طباعته من جهة موثوق بها وبالتالي فإن النسخ غير عادية وهي نسخ فاخرة وتمت مراجعتها من قبل علماء لهم خبرتهم في القرآن الكريم ومعاني القرآن الكريم والخطوط وهذا طبعا في الحقيقة هو شعور الناس المثقفين الذين تعاملنا معهم.
والحقيقة هذا العمل عمل عظيم ونحمد الله عز وجل بأن وفق خادم الحرمين الشريفين للقيام بهذا العمل ونسأل الله عز وجل ان يجزل له أجر وثواب هذا العمل.
وإذا كانت هذه وجهة نظري ووجهة نظر الحجاج لكن نحن قد لمسنا أيضا وجهة نظر أصحاب الفضيلة العلماء ومنهم سماحة الشيخ محمد بن عثيمين الذي تواجد معنا يوم 19 من ذي الحجة وقيام سماحته بنفسه بتوزيع حوالي 500 مصحف للحجاج على طائرة كاملة وإحدى الرحلات التي كانت مغادرة إلى اندونيسيا، وبالتالي عندما سألنا سماحته عن رأيه في هذه الهدية قال سماحته إن هذه تعتبر أعظم هدية وهذا حقيقة عمل يثاب عليه خادم الحرمين الشريفين وعمل جليل.
أبعاد وتأثيرات
* ولكن كيف ترون تأثير هذه الهدية وأبعادها المستقبلية؟
الحقيقة من خلال عمل اللجنة في المطار منذ (9 أعوام) في كل عام ألمس بأن هناك تطورا كبيرا فيما يتعلق بهذه الهدية وتراجمها والعناية بها من قبل المسلمين وأنا اعتقد كما نحن نفكر في تطوير طريقة توزيعها، فالمسؤولون يفكرون أيضا في زيادة أعدادها وتقديمها بشكل أكثر واضافة بعض الهدايا الأخرى إليها ايضا.
وحقيقة هذا ما هو معروف والحمد لله عن هذا البلد بلد العطاء والخير لأن الخدمات التي تقدم للحجاج تعتبر خدمات غير عادية وجليلة وملموسة من الجميع وجميع الحجاج نجدهم يحرصون عليها ويشكرون الله عز وجل على هذه المنة كما يشكرونه على أن أكرم هذا البلد بهذه الحكومة الرشيدة والقيادة الحكيمة.
* أما بالنسبة لما يتعلق بالتأثيرات المستقبلية لهذه الهدية,, فإن القرآن الكريم وترجمات معانيه قد ساعدت على تغيير سلوك هؤلاء الناس, كما نجد أن أغلب الناس والحجاج منهم بالذات عند استفسارنا منهم عن فائدة هذه الهدية ومدى استفادتهم منها وهل هذه الفائدة تكون فردية أم ممتدة؟
نجد بعض الحجاج يقولون إنهم يستفيدون منها استفادة شخصية إلى جانب تعليمهم لأولادهم وتزويدهم من معين هذا الدين الحنيف.
وبالتالي نحن على ثقة بأن هذه الهدية وبمشيئة الله سوف يكون لها آثارها على المدى البعيد طالما هي توزع بهذا الكم وتحظى بمثل هذا القبول, ومن المؤكد ستساعد على تغيير سلوكيات وتصرفات المسلمين وتجعلهم أكثر ارتباطا بدينهم والعمل بهذا القرآن وجعله مرجعا أساسيا بالنسبة لهم وتعلم كافة أمور حياتهم منه.
زيادة الوعي
* الكتب الارشادية التي قمتم بتوزيعها هل ساهمت في رفع مستوى الوعي عند الحجاج بمناسكهم؟
بالطبع,, وهذا بشهادة كبار العلماء وكبار المشايخ خاصة وأن هذه الكتب كانت في متناول كل مسلم من الحجاج الوافدين وكل حاج بعد نزوله إلى أرض المطار قدمنا إليه كتابين عند القدوم بالإضافة إلى ثلاثة كتب على الأقل عند المغادرة.
فبالتالي هذه الكتب لابد أن يكون لها أثرها الطيب الذي سينعكس على سلوكياتهم.
ونحن في هذا البلد أكرمنا الله بهذا الخير والعلم والعلماء والمسؤولين الذين لا يألون جهدا في دعم هذه الأعمال وتشجيعهم لها.
وبالتالي من اليسير جدا القيام بتنظيم برنامج خاص بحيث ان كل واحد منهم يستطيع أو يتمكن من الحصول على هديته بدون أي كلفة أو تعب أو مشقة.
في السابق كنا نرى أن معظم الحجاج قبل سنوات عند قدومهم إلى جدة كانوا يسألون عن الميقات الذي بإمكانهم الاحرام منه، نظرا لعدم معرفتهم بالمواقيت.
ولكن خلال هذا العام كما تبين لنا أن كل الحجاج حضروا إلى المملكة وهم محرمون,, ولديهم معلومات أن الاحرام لابد أن يتم في المواقيت ومن مواقع معينة حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا كله بالطبع لم يأت من فراغ ولابد من أن يتحقق عن طريق التعليم والارشاد والتوعية وبالتالي نحن بمشيئة الله وبتوجيهات المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ممثلين في وزارة الشؤون الإسلامية والتوجيهات التي نتلقاها من معالي الوزير سوف نبدأ الآن بالاستعداد لموسم الحج للعام القادم بتنفيذ مشروع ترجمة الفيلم الارشادي إلى ست لغات والقيام بتوزيعه على كافة السفارات السعودية في أنحاء العالم لعرض هذا الفيلم في قاعات الانتظار عبر أجهزة التلفزيون التي سيتم توفيرها في هذه القاعات لإتاحة الفرصة للحاج للاطلاع على هذا الفيلم أثناء انتظاره للحصول على التأشيرة وسيكون بإمكانه مشاهدة هذا الشريط والاستفادة منه, حتى نسهم في نشر هذا الفيلم وسوف نقوم بتزويد كل الدول التي في إمكانها عرض هذا الشريط بنسخة أصلية لعرضها عبر التلفاز لديهم.
والمستقبل القادم إن شاء الله سوف يحمل المزيد من الخطوات التطويرية وبإذن الله فان المسؤولين لن يتوانوا في تحقيق ذلك وكل ما يحقق الراحة لحجاج بيت الله, ونسأل الله عز وجل التوفيق والسداد للجميع.
اهتمام وتكريم
* في 6 من محرم 1421ه سوف تقوم الوزارة بتكريم العاملين في لجنة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين,, فماذا تقولون بهذه المناسبة؟
شرف عظيم بالنسبة لنا جميعا أن يكون هناك تكريم لهؤلاء العاملين الذين ساهموا في تنفيذ خطة الوزارة.
إلا أن هذا التكريم في الواقع يعتبر تكريما سنويا وخطوة يشهد لها من الوزارة لتقديرها واهتمامها بتكريم كل العاملين في توزيع هذه الهدية.
طبعا عدد العاملين في توزيع هذه الهدية المصاحف والكتب أكثر من 220 موظفا سوف يتم تكريمهم من معالي الوزير في هذا الاحتفال وتقديم شهادات ومكافآت مالية لهم وبعض الهدايا القيمة تقديراً لجهودهم.
وهذا التكريم ليس بغريب على هذا البلد وتكريمه لكل من يعمل في خدمة القرآن الكريم وكل من يساهم في خدمة الإسلام والمسلمين.
وحقيقة إذا كانت هناك من إضافة فإنني أشكر جريدة الجزيرة على هذا اللقاء ومن خلال هذا المنبر أرفع أخلص وأسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني وإلى كافة أفراد الأسرة السعودية وأبناء هذا البلد.
كما أسأل الله عز وجل المزيد من التوفيق لهذه البلاد وأن يسدد خطانا دائما وأبداً لخدمة الإسلام والمسلمين.
|
|
|