إلغاء زيارة الشرع للقاهرة عقب اتصال هاتفي من مبارك بالأسد

* القاهرة دمشق بيروت الوكالات
اعلنت وزارة الاعلام المصرية ان الزيارة التي كان سيقوم بها أمس الأربعاء إلى القاهرة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قد ألغيت.
وقد تعذر الحصول على ايضاحات أخرى من الوزارة عن أسباب هذا الالغاء.
وكانت وزارة الاعلام اعلنت أول أمس ان الشرع سيصل صباح اليوم الأربعاء أمس إلى القاهرة لاجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك تتعلق بعملية السلام المتوقفة على المسار السوري.
ثم أعلن نبأ الزيارة من دمشق عبر وكالة الأنباء السورية التي ألغته في المساء من دون اعطاء تبريرات.
وجاء اعلان إلغاء الخبر من قبل الوكالة السورية بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين السوري حافظ الأسد والمصري حسني مبارك، بمبادرة من هذا الأخير، تمحور حول الوضع العربي عموماً وآخر تطورات عملية السلام .
وكان مبارك أعلن في ختام لقاء مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في واشنطن في 28 آذار/ مارس الماضي انه يرغب في المساهمة في الجهود الرامية الى استئناف المفاوضات السورية/ الاسرائيلية وانه يمكن أن يلتقي قريباً رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك.
وقد أدلى مبارك بهذه التصريحات بعد القمة الأمريكية السورية التي عقدت في جنيف في 26 آذار/ مارس وفشلت في اعادة اطلاق مفاوضات السلام السورية/ الاسرائيلية المتوقفة منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.
ومنذ فشل قمة جنيف، تضاءلت امكانات استئناف هذه المفاوضات وأكدت اسرائيل عزمها على سحب قواتها من جنوب لبنان حتى من دون اتفاق مع بيروت ودمشق التي تنشر 35 ألف جندي في لبنان.
هذا وعلى صعيد سوري آخر حذرت دمشق الأمم المتحدة أمس الأربعاء من الفخ الذي تنصبه لها اسرائيل لاستدراجها الى الرمال المتحركة في جنوب لبنان.
وحذرت صحيفة تشرين السورية الأمم المتحدة من الوقوع في الفخ الاسرائيلي الذي نصب لها لتوريطها في رمال الجنوب المتحركة .
وكانت الصحيفة تعلق على موافقة اسرائيل الرسمية على الانسحاب من جنوب لبنان بحلول تموز/ يوليو المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة بعد اللقاء في جنيف بين وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.
وتساءلت تشرين عن الأسباب التي حملت الأمم المتحدة على الانجرار الى لعبة اسرائيلية مكشوفة ومفضوحة الأهداف وذكرت أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً لتنفيذ عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن سواء حول جنوب لبنان أو الجولان أو فلسطين أو القدس .
وتساءلت الصحيفة عن الغاية من تقديم غطاء دولي للعبة التضليل الاسرائيلي ولمحاولات حكام تل أبيب التهرب من استحقاقات العملية السلمية .
ودعت الأمم المتحدة إلى العمل على تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بعملية السلام وخاصة القرارات 242 و 338 و 425 .
وعلى صعيد تحرك الأمم المتحدة وصل الى بيروت بعد ظهر أمس الاربعاء تيري رود لارسن كمبعوث خاص للأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان لابلاغ المسؤولين اللبنانيين بحصيلة لقاء عنان أول أمس في جنيف مع وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي بشأن الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان وفق مصادر الأمم المتحدة في بيروت.
ومن المقرر أن يتوجه لارسن من بيروت مساء اليوم الخميس الى دمشق لاطلاع المسؤولين السوريين على الأمر وفق المصدر نفسه.
وأوضحت المصادر ان لارسن وهو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق العام لعملية السلام في الشرق الأوسط طلب الاجتماع برؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة العماد أميل لحود ونبيه بري وسليم الحص.
ولفتت المصادر التي طلبت عدم تحديد هويتها إلى ان عنان رغب في ارسال لارسن بسرعة ليس فقط لإبلاغ بيروت ودمشق بالموقف الاسرائيلي من الانسحاب من جنوب لبنان، بل لمعرفة رد الفعل اللبناني والسوري عليه .
وكان عنان قد أعلن أول أمس في جنيف بعد لقائه ليفي ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان سيتم دفعة واحدة قبل نهاية تموز/ يوليو المقبل، وذلك تطبيقاً لقرار الحكومة الاسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان باتفاق أو من دونه مع بيروت ودمشق.
وفي بيروت أكد رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص ان لبنان في أي حال لن يوقع على تسوية مع اسرائيل الا بالتزامن مع تسوية تعقد مع الجانب السوري وذلك في اطار تلازم المسارين اللبناني والسوري.
وأوضح الحص في تصريح له أمس ان مايطرح من مسائل على هامش الاعداد للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان,, فإن لبنان يحتفظ بمواقفه منها ريثما ينجلي الموقف الاسرائيلي على حقيقته وتتضح رؤية الأمم المتحدة تجاه ذلك.
وأوضح ان قضية التسوية تبقى عالقة ومعها كل القضايا التي يعتزم لبنان طرحها على مائدة المحادثات فيما لو استؤنفت مستقبلاً ومنها استعادة لبنان سيطرته الكاملة والتعويض عن الخسائر والأضرار التي لحقت بالبلاد من جراء الاحتلال والعدوان المستمر على الأرض والشعب.
وأكد الحص ان جلاء اسرائيل كلياً عن جميع الأراضي اللبنانية بموجب قرار الأمم المتحدة 425 هو مطلب لبنان الملح منذ صدور القرار في عام 1978.
يذكر أن اسرائيل طوال هذه المدة تتجاهل القرار وترفض الانسحاب متحدية الإرادة الدولية.