الزمن المقلوب من مفاجآت الطريق السيدة الخضراء أحمد عبدالرحمن العرفج |
,,, وحين سُئل أحد القضاة في بريطانيا، من يعلّمك العدل؟!
أجاب: إشارة المرور!!
قيل له: كيف ذلك؟!
قال: إنها لا تفرق بين الكبير والصغير ولا بين الغني والفقير، ولا بين الوزير والأجير!!
إنها شجرة على الطريق العريض,, تمنح ألوانها تنظيماً وردياً لحياة الناس اليومية,.
حمراء,, تُشعر بالخطر!!
صفراء,, تقرع أجراس الحذر!!
خضراء,, تُعطي الأمان للعابرين.
ألوانها,, مجموعة في قولك.
سلامتك !!
إنها تريد لك سلامتك,, ليس لشيءٍ إلا لأنك (الإنسان).
يُفترض فيك أنك (مستخلف) تعمّر الأوطان!!
يبدو الطريق، وكأنه ثعبان أسود اللون، فتأتي الإشارة الضوئية كأنها (النجم) والناس بها يهتدون!!
إنها شجرة مختلفة ألوانها، لا تعترف بلغة الحروف، ولا كتابات الأعداد، بل جاءت تباشيرها (ألواناً) لا يزيغ عنها إلا ماكر,, مراهق!!
زرعت في قارعة الطريق لتعطي ناصية الشارع حقه من الأمن، ومستحقه من الأمان!!
يحترمها (القوم) لأنها لا تعرف الكذب، ولا المجاملة، بل نذرت نفسها لخدمة المسافرين، وعابري السبيل!! إنها كالزهرة، لا تعرف في الحياة شيئا إلا التفتّح والانطفاء حسب الأوقات المنتظمة من خلال دقائق الحياة وثوانيها!!
ومن وراء هذه الشجرة - الإشارة - يقف رجل فاضل يُسمى (رجل المرور) يسير عبر خطوط اتفق الناس على تسميتها (حركة السير).
إنه رجل لا تعرفه إلا من خلال عرق الظهيرة، وتعب الشمس، ومشقة العمل,, لا يأوي الى الظل إلا عند زوال شمس الأصيل!!
إشارة خضراء، ابتسامة على ممرات الحياة اليومية,, همزة وصل بين حارة وحارة، بين منعطف وآخر، بين اليمين والشمال!!
إنها السيدة الخضراء التي تسكن جهات العالم الأربع، بدون تأشيرة دخول، أو جواز سفر,, لأنها باختصار سفيرة التقاطعات المزدحمة!!
|
|
|