Thursday 6th April,2000 G No.10052الطبعة الاولى الخميس 1 ,محرم 1421 العدد 10052



هكذا
رؤية أخرى,.
فهد العتيق

* أمام هذا المد العالمي، وهو يحمل علم (العولمة) الذي يبشر بتحويل العالم الى كيان واحد له ثقافة واحدة وله ذائقة واحدة وله توجه واحد وله تراث واحد وله روح عصرية استهلاكية واحدة,.
امام هذا المد (التجاري الثقافي) الذي يريد ان يحول الانسان الى كائن مستهلك فقط بلا روح وبلا موقف وبلا قضية.
امام كل هذا، ماذا بوسع الاديب العربي ان يكتب؟
ماذا يحاول ان يكتب الادباء الشباب والاديبات الشابات الآن، في هذا العالم العربي الذي يحاولون تفكيك ليس موقفه وروحه فقط، ولكن حتى ذائقته التي شربها من تراثه الثقافي على مر التاريخ لكي يتحول الى كائن (عالمي) له مواصفات الحيوان المستهلك الذي لا يعي ما يدور حوله.
ثقافة الامة التي تراكمت على مدى تاريخها الطويل، ما هو مصيرها امام ماتبثه الآن القنوات الفضائية العربية دون قصد من ثقافة استهلاكية واردة بلا شخصية وبلا روح وليست لنا بها علاقة من قريب او من بعيد، ثقافة غربية وغريبة وافدة تريد إذابتنا في فضائها الخاص كما قال احد الادباء العرب الذي اكد اننا نكافح في جبهتين الاولى جبهتنا الداخلية العربية المتخلفة عن الركب في انتاجها الثقافي والاجتماعي والجبهة الخارجية التي تريد ان نكون معها دون رأي ودون موقف لكي نذوب في فضائها الخاص، ويرى ان نتكامل كعرب ونقوي شبكاتنا المواصلاتيةوالاتصالية وعلاقتنا الثقافية والاقتصادية بمعنى (عولمة) قومية في البدء لكي ندخل اقوياء امام مد (العولمة) العالمي.
طبعا لا يمكن ان يحدث هذا دون ثقافة عربية متواصلة وجادة، ثقافة عربية نهضوية وتنويرية تقف بكل صلابة امام مد الثقافة الفضائية العربية الاستهلاكية حتى نستطيع ان نملك القدرة على الصمود وعلى الحضور وعلى محاولة فهم او وعي كافة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحيطة بنا وبعالمنا, وهذا يحتاج الى اعلام عربي يكرس ذاته من اجل الثقافة التنويرية الجادة التي ينشدها الجميع.
رياح العولمة تحاول ان تهدر حياتنا في استهلاك كل شيء طارىء وزائف وسطحي وبلا فائدة وللاسف ان معظم قنوات الفضاء العربية تساعد دون وعي في بث مفهوم الاستهلاك من خلال دعمها العظيم لمهرجانات التسوّق التي لا نعرف حتى الآن اهدافها الحقيقية مثلما تتجاهل كل المهرجانات الثقافية والادبية والسينمائية العربية وان فعلت اعطت لاخبارها دقائق معدودة لا تلبث بعدها ان تعود الى برامجها الاستهلاكية الفاقدة للقيمة والمعنى.
الادباء والاديبات العرب، بالذات جيل الشباب والشابات مطالبون الآن بتحديد موقف واضح مما يدور حولهم ومما يحاك ضدهم وضد ثقافتهم وضد تاريخ امتهم، مطالبون بإعادة بث روح الامة بثقافتها الاصيلة ونظرتها النهضوية والتنويرية المستقبلية الطموحة.
القصة والقصيدة والرواية العربية القادمة يفترض ان تقف الآن في وجه كل محاولات تحويل الانسان العربي الى كائن استهلاكي لا معنى له، ويفترض ان تبث قيم روح العمل والعطاء والابداع والانجاز من اجل امة قوية لا تساوم على مبادئها، وتعي تماما ما يدور حولها.
* فاصلة شعر
من (سعدي يوسف)
* لم تضع، او تُضّيع، فأنت الحقيقة منثورة في التراب الذي نتنفس او نجتلي انت عبر العراق: المسافة، تاريخه القرمزيُّ، وأطفاله القادمون.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون مسرحية

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved