Thursday 6th April,2000 G No.10052الطبعة الاولى الخميس 1 ,محرم 1421 العدد 10052



تلويحة
الرهينة

* خبر في الجريدة لا يزيد عن مساحة اعلان لفقد الاقامة ,, لم يعثر له على صورة في الارشيف، أو هكذا كانت آليات التعامل الاخباري في أخبار الثقافة اليومية، التي وجدت سبيلا لصفحات الثقافة في بعض صحفنا المحلية المشهورة, الخبر التلغرافي الذي اختزل حياة كاتب قضى حلم حياته في الكتابة الوطنية للشرف الانساني ينبئ بصورة موجزة وينعي الأديب الكاتب زيد مطيع دماج الروائي اليمني صاحب رواية الرهينة .
***
كنت استمع لاذاعة لندن ذات مساء، وصدفة كان المذيع يحاوره بعد صدور رواية الرهينة تكلم عنها باقتضاب كأنما كان على المستمع ان يعلم ماذا تعني الرهينة في عهد ديكتاتورية الحكم القبلي، إلى غطرسة سبي احد الاولاد رهينة في دهاليز الخدمة القصرية ومكان الحريم المحتجبات في الغرف، يبقى الرهينة الدويدار الحالي وحلاوته في صغر سنه وإطاعته للاوامر الرسمية الخاصة، إلى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً,,, مثلما وقع لسابقه الذي مات بفعل السل في حجرة من الرطوبة والظلمة والقهر المطاع.
ومثلما كانت افتراضية زيد مطيع دماج في حديثه المقتضب في الاذاعة المذكورة,, بأن الرهينة لايمكن ان تسمى دخول السبي، او الاسر، او الحجز، أو غيره، وإنما هي الرهينة بعينها,, فإنني بالطبع وبشكل شبه رهيني، لن اتحدث عن تفاصيلها ولا عن الاثر النفسي الذي حاصرتني به أوفيه من الروعة والسهولة وانعدام التكليف,, منذ قرأتها في غرفة بالمستشفى بالرياض، وأتنفس ادق التفاصيل مع الشريفة حفصة حتى انك لتحسبه او أخاه هو الذي قاسى التجربة!، ثم سردها في مجلس سمر ريفي.
***
قال لي عبده خال، انه طلب مقابلته من الشاعر عبدالعزيز المقالح كاتب مقدمة الرهينة وقت إذ كان في اليمن,, فاعتذر لسوء صحته الشديد منذ ما يزيد عن العام!
ولو علم لاقتحم كل المحاذير والموانع الحديث كان بعد خبر الوفاة بأيام,, لا أدري إن كان الفضول قد أولجني في ديار السبي، فقد احسست ان الجنود المجهولين يتساقطون، ودوما دون ان ينتظروا إحدى وعشرين طلقة مدفعية ترحيبية او توديعية او حتى ذكراوية لا خلاف.
تركت عملا عظيما جديراً بالقراءة والمعايشة، منحوتا من عناء جبال البن اليمنية وشمسان وعقاب المدرجات الزراعية، وأزمة الانسان حين يعيش على فتات المرارة باستنكال الغريب في وطنه.
الدويدار الحالي كما يحلو ل د, سعد الدوسري ان يرددها بعذوبة اللهجة اليمنية، او كما يتمنى جبير المليحان لو يضمها في ذاكرته.
الدويدار المصطلح الجميل للصبي الذي دخل دار السبي فكان عمله الدائب الظاهري الباطني في الدار الكبيرة بحجراتها ومربط بغالها، وساحاتها وحراسها ونافخ صورها، ومنظم عسكرها.
مات زيد مطيع دماج وبقيت أياما أردد: زيد,, مطيع,, دماج,, الدويدار الحالي لكي اطبق عليه في الذاكرة,, ذاكرة القرى والاسماء المنسية، والتي تدمع خجلا لو نسيت، رحمه الله,, آمين.
عبدالعزيز مشري

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

فنون مسرحية

فنون تشكيلية

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

متابعة

لقاءات

منوعـات

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved