عام جديد,, عام قديم,, والدقيقة هي الفيصل الذي يغمرنا,, بالأسئلة,, أيحتفل المرء بالغياب؟ أم بذلك الشوق الذي يلهبه الغياب؟ أم بذلك الحضور المتوهج لملامح,, في عام جديد سيأتي,, ربما ترحل,, وتدخل هي الأخرى زمرة الغائبين؟
بالأمس,, وأنا أبحث عن مفردة تليق بعام رحل,, تليق بعام قادم,, مفردة تتحدث عن الزمن في سرعته,, لا عن الملامح في بقائها,, او ذاكرتها عدلت عن ذلك,, لأنني وأنا أكتب وجدتني أعيش شعور أنني قبل قليل انتهيت من كتابة مفردات استقبال,, للعام الذي رحل,, إذن هأنذا أعيش شعور الزمن في سرعته,, لكنني تساءلت,, بماذا يقاس الزمن؟ أيقاس بالغياب لما نريد,, لما نرغب؟!
يدركني صباح السؤال بسرعة,, وبماذا يقاس الغياب؟ بالمسافة,, بالبعد بالسفر,, بالاختفاء المؤقت,, او بالرحيل للتوهج حال عودة,, الآن وحروفي تتداعى,, لا أعلم لماذا قسته بالابد ,, غياب الابد,, غياب العمر غياب الغياب!!
الآن,, وأنا أحاول عبر رسالة مختصرة أصف فيها كيف هي الأشياء,, الأزمان والأمكنة دون ما نتمنى كيف تكون؟! ولماذا تكون؟! وأنا أصف كل ذلك ساقني الحرف,, او ربما البوح,, او الخوف او الألم,, بل ربما ساقني كل ذلك الى معنى أعظم,, أكثر توحشاً,, وشراسة معنى يرفض أن يغادرني وأرفض,, رغم قلة مقاومتي,, ان أهبه نوافدي,, وشيئا من يقيني,, ذلك المعنى الذي يتجسد في كيفية معاناة غياب من هو حاضر الآن,, او فقد من هو موجود,, كيف يقاس ذلك النوع الغريب المؤلم من الغياب,, أيقاس بالألم,, بالحنين,, بمحاولة فاشلة,, للشبح !! بنسيان اللحظة أم بالتأمل دون القدرة على فعل شيء!!
هي الحياة هكذا,, أحياناً,, تهبنا ما نتمنى لكنها تلوح لنا من بعيد بالفقد المبكر,, أو ربما الأكيد,, انها تهبنا,, حسرتنا الدائمة,, وكعادتها تقف تشاهد,, كيف نكون بعد آخر ضربة,, فما أكثرها ضرباتك أيتها الحياة؟!
في غيابك,.
ما بال الأيام,, تزحف على احتمالي,, وصبري,.
ما بالها,, تزحف بكل كميات البطء التي تتوفر في الزمن,.
ما بالها,, أيامي,, في عمق غيابك,.
تئن,,, كعجوز شاخت وتنتظر الموت,.
أو الموت,, أو الموت,.
تنتظر واحداً من تلك الاحتمالات الثلاث,.
ذلك لأنه,, في غيابك كل الطرق تؤدي الى شيء كبير,.
يسمونه,, فقدان النكهة بكل ما حولنا !!
غادة عبدالله الخضير