هذا العنوان هو اسم لأحد الكتب التي جمعت مادتها من مختارات ما كتبته في مختلف الصحف والمجلات,, وبعد فترة من صدور هذا الكتاب اراني ارجع اليه لاستعير اسمه لما سوف اكتبه في هذه الزاوية ما بين وقت وآخر,, اذا فتحت لي صدرها صحيفتنا المحبوبة (الجزيرة)!!
وقد كنت فكرت ان اجعل عنوان هذه الزاوية (لافكار متناثرة) كما فكرت قبل ذلك ان اجعل العنوان سلسلة الاحداث الدامية!!
واخيراً استقر رأيي على العنوان المثبت اعلاه لانه اكمل واشمل فهو جذاب اكثر من افكار متناثرة,, كما انه اخف وقعا من العنوان الآخر الذي هو سلسلة الاحداث الدامية!!
ومع انني لست من هواة السياسة ولست خريتا في مساربها وخباياها وزواياها,, الا انني انسان اسكن هذا الكون واحس بمشاعره ويسعدني اي حدث يسعد الآخرين,, ويشقيني كل حدث يشقي الاخرين,.
فلا هطلت علي ولا بأرضي سحائب ليس تنتظم البلادا |
هذا مذهبي في الحياة اقوله لا تزكية لنفسي,, وانما اقوله اعترافا بفضل الله على ان جعلني احب الخير لاخواني كما احبه لنفسي وذلك مصداقا لقول نبينا الكريم الذي قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) انها حكمة ليس فيها إيثار,, ولكنها تحمل روح العدالة روح المساواة.
كما انها من ناحية اخرى تحارب روح الطمع والجشع والرغبة في ان يملك الانسان كل شيء,, وألا يبقي للآخرين شيئا,, وتدفعني مثل هذه الافكار الى ان اتأمل في سلسلة هذه الاحداث الدامية التي تقع تباعا بعضها اخذ برقاب بعض وهي تطحن بكلكلها فئات معينة تدين بدين واحد.
انني افكر في هذه الاحداث بعمق واقول في نفسي هل تسلسل هذه الاحداث هل جاء تلقائيا ومصادفة لم يخطط لها تخطيطا دقيقا بحيث يقفو بعضها بعضا,, ام انها قد خطط لها بحيث يجمع بعضها بعضا لتشغلنا فترة معينة من الزمن فاذا انتهت شغلونا بمشكلة اخرى لا تقل عن سابقتها قسوة وعنفا وشدة,, وهكذا نبقى بين هذه المشاكل الدامية التي تثير اعصابنا وتفرغ جيوبنا,, وتجعلنا نعيش في دوامة متواصلة من هذه المخططات الخفية,, التي لا يعرف اكثرنا ماذا يراد من ورائها!!
ولعل الذي يجهل اهدافها معذور بعض العذر في تعامله مع من يخطط لهذه الاحداث,, اما الذي يعرف المخططين فانه يعتبر في نظري على الاقل عدوا لنفسه وعدواً لأمته,, لانه لم يقف موقفا واضحاً من هؤلاء المخططين موقفا مضادا لها ولم يحاول ان يلفت انظار المرافقين له في الدرب الى العواقب الوخيمة التي تنتظرهم اذا لم يقفوا موقفا موحدا ضدها.