شخصياً، أعتقد أن هناك وجه شبه بين البشر في تباينهم واختلاف مشاربهم ومستوياتهم والفنادق التي يختارون النزول فيها, إن وجه الشبه هذا مردّه كون الناس درجات وكون تلك الفنادق (نجوم!)، مما يجعل من تلك الفنادق ممثلا لواقع البشر الحقيقي على مسرح الحياة، مادة وفكراً وسلوكاً, حسناً، سافر إلى بلد ما وقم بتجربة أخذ جولة على كل فنادق البلد بمختلف (نجومها) الواحدة والاثنتين والثلاث والأربع والخمس وحينها سوف تكون على بيّنة مما أقول, لا تنس حينها أن تقوم بملاحظة كل ماتراه في تلك الفنادق من بشر وسلوكيات وهيئات وتفاعلات,,، ومن ثم طبقها على (الواقع) المعيش في الشوارع والمنازل والوظائف والفئات والمركبات والأفكار والسلوكيات، وما إلى ذلك, لا أخالك، الآن، إلا وقد وجدت أن البشر مكونين من نجوم واحدة واثنتين وثلاث وأربع وخمس، حالهم، وكما أسلفت، حال فنادقهم: فنزلاء فنادق النجمة والنجمتين هم، في الحقيقة، الطبقة الاجتماعية الدنيا في (فندق!) الحياة، بينما ضيوف فنادق النجمتين الثالثة والرابعة ليسوا سوى الطبقة الوسطى، أما قاطنو فنادق النجمة الخامسة فيمثلون الطبقة الاجتماعية العليا.
حسناً، دعنا (نلج!) في كل (غرفة!) من تلك الفنادق لنرى صحة ما سبق قوله، ولكن قبل (الولوج!) دعني أطالبك بالتكرم بتجاهل الاستثناء والمتشابه والمتداخل من معالم (تلك الجولة): فإلى هناك:
أما غرف النجمة والنجمتين فسوف تجدها (مكتظة) بطبقة اجتماعية محدودة الدخل: أو ما يطلق عليها، علمياً، الطبقة الدنيا: سوف تستقرىء العدم في الطموح، وتشم اليأس في التطلعات،وترى الرثاثة في الأثاث، وتحس العبثية والفوضى في السلوك أو فلنقل في الاستعداد المتوثب والمتحفز (والمتواصل!) للرحيل بعيداً عن الواقع المر المرير! ورغم ذلك الواقع المر الذي سوف تستشفه، فسوف ترى البساطة (والعواطف!) والكرم والبذخ والإسراف وعدم الاكتراث بما هو آت، مما سوف يعكس لك حياة القرية، او الحارة الشعبية، أو المزرعة أو اختر ماشئت من فئات اجتماعية لم (يعقد) حياتها وهم الحياة وإغراء الحياة، ممن يمثلهم قول من قال:
كلوا اليوم من رزق الإله وأبشروا فإن على الرحمن رزقكم غدا |
الآن تفضل وادخل غرفة النجمتين الثالثة والرابعة: ماذا سوف تجد هناك؟,, في الحقيقة سوف تجد بعضا من معالم غرفتي النجمتين السابق ذكرهما،ومع ذلك سوف يفاجئك تناقض وتأرجح في تفكير وسلوك رواد تلك الغرف بين الماضي والحاضر: ففي الوقت الذي سوف تجد الحنين إلى سالف الأيام، فسوف ترى، كذلك، تطلعا محموما إلى مستويات أعلى، وإن كان تطلع علىحساب قيم (كانت غالية!),, في الحقيقة، سوف تجد أناسا بمنتصف الطريق أو فلنقل في مفترق الطرق!!,, الآن تفضل واخرج من تلك الغرفة واذهب بعيداً عن تلك المنطقة واتجه إلى حيث الأنوار والأضواء والأزياء ووو,,, (مرحبا!) بك في فندق الخمس نجوم والكآبة والتصنّع (والوجوم!),, الآن (كرما) أطلق أعنة خيالك واشرح لنا (أجواء!) تلك الغرفة بنفسك، واضعاً في ذهنك أن الناس فنادق كما أنهم معادن!
للتواصل ص,ب 4206 رمز 11491 الرياض