سبق أن نشرت سلسلة مكوّنة من ثلاث حلقات عن الشيخ إبراهيم العبدالعزيز الدامغ وأسرته في هذه الصحيفة الغرَّاء ()، انطلاقاً من إشارة الزميل، الصديق العزيز، الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي إليه في كتابته عن بدايات عمل النجديين في ميدان الصحافة, وقد تكرَّم عدد من الإخوة الأفاضل، فأمدوني بمعلومات قيّمة عن ذلك الشيخ وأسرته, فلهم مني جميعاً كل شكر وتقدير, وسوف أؤجل الحديث عن هذه المعلومات التي تضيف ما تضيف إلى معرفة دور الشيخ إبراهيم ومكانته لدى الملك عبدالعزيز ووالده الإمام عبدالرحمن، - رحم الله الجميع - وأبدأ بإيضاح بعض الأمور التي وردت في الحلقة السادسة والأخيرة من سلسلة كتابتي عن مؤلف معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، لسراة الليل هتف الصباح,, الملك عبدالعزيز: دراسة وثائقية.
1 قلت في الحلقة السادسة المشار إليها: وأصبح لزاماً على الشاعر ابي جرَّاح السبيعي أن يبحث عن عفو الملك عبدالعزيز، فلجأ إلى كبار أهل شقراء، وكان في طليعتهم أميرها عبدالرحمن البواردي,, إلخ.
وهذا الكلام يفيد بأن عبدالرحمن البواردي كان وقت تلك الحادثة أميراً لشقراء, وقد أرشدني أحد الإخوة الكرام إلى أن الأمير حينذاك كان محمد بن شريم، كما نبَّهني إلى الخطأ الذي زلَّ به قلمي في إيراد أحد الأبيات التي قالها الأمير عبدالرحمن, فقد نشر هكذا:
ياهل الديرة اللَّي طال مبناها مابلاد حماها طول بانيها |
وصحة الكلمة الأخيرة من البيت حاميها
2 أشير إلى ما فرضه الأمير عبدالعزيز بن رشيد على أفراد من أهل القصيم، في طليعتهم الربدي من بريدة، ومحمد السليمان الشبيلي من عنيزة, وذلك بعد معركة الصريف التي وقعت سنة 1318ه.
وبالرجوع إلى النسخة التي اعتمدت عليهامن تاريخ مقبل الذكير - رحمه الله - اتضح لي أن اسم الربدي كما ذكره دحيم، أي عبدالرحمن، وأن اسم الشبيلي سليمان.
أما الربدي فينتمي إلى أسرة خالدية كريمة كان موطنها بلدة الجناح، التي أصبحت فيما بعد جزءاً من مدينة عنيزة, ومن الواضح أن دوره في تأييد الشيخ مبارك بن صباح، عند غزوه لنجد سنة 1318ه، والعمل ضد الأمير عبدالعزيز بن متعب بن رشيد كان كبيراً, ذلك أن السبيعي أفرده ببيت من قصيدته المشار إليها في الحلقة السادسة من القراءة، واصفاً إيّاه بما يتُوقع من شاعر قال ما قال مدحاً لابن رشيد وهجاء لخصومه الذين انهزموا أمامه في معركة الصريف.
وكثيراً مانظر الشعراء إلى الأمور من خلال ميولهم مغالين في المدح والذم على حدٍ سواء.
وأما الشبيلي فهو سليمان بن ناصر, وكان له أربعة ابناء: رشيد، وعبدالله، ومحمد ، وسليمان, فرشيد لم يخلّف ذكوراً، وهو جد الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع، آخر مدير للمعارف في المملكة قبل تحويل المديرية إلى وزارة سنة 1373ه, أما عبدالله فهو جد زميلي في المدرسة الابتدائية، عبدالله الصالح الشبيلي، الذي أصبح رمزاً يحتذى في الإخلاص ودقة العمل عندما كان يعمل في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، وزميلي وصديقي الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي المشهور بكتاباته عن الإعلام في المملكة, وأما محمد بن ناصر فهو جد نسيج وحده في السفراء: ابي سليمان، محمد الحمد - رحمه الله - وأما سليمان فوالد محمد السليمان الشبيلي، وكان محمد بن ناصر وأخوه سليمان شريكين في الأموال التي كانت في البصرة ونواحيها, ومن ممتلكاتهما هناك خان الشبيلي المعروف في العشَّار، وفليوان، وهي المنطقة المشتملة على موقع الميناء ومحطة القطار وجزء من المطار، كما أخبرني حفيد محمد بن سليمان، الأخ حمد العبدالله, وكان محمد السليمان الشبيلي - رحمه الله - من المشهورين بالكرم, وفي بعض الأحيان كان الملك عبدالعزيز، تغمده الله برحمته، ينزل في بيته إذا قدم إلى عنيزة، كما كان ينزل في بيت محمد بن سليمان الحمدان، أخي عبدالله وزير المالية المشهور.
د, عبدالله الصالح العثيمين