حسن القربي: النشاط المسرحي يجعل التلاميذ أكثر وعياً بما يحويه من قيم

تحقيق: مسفر سالم
يلعب المسرح المدرسي التربوي دورا كبيرا في حياة ابنائنا الطلاب، فالمسرح يعزز من ارتباط التلميذ بدينه الإسلامي ولغته العربية الفصيحة التي هي لغة القرآن الكريم، ويعمل المسرح كذلك على تجسيد المواقف التربوية العديدة التي تنعكس بدورها على الطالب قبل كل شيء ومن ثم على المدرسة والمجتمع في ابراز جيل تربوي وقيادي.
ومثلما يقال قديما اعطني مسرحا أعطيك شعبا فمن اجل القاء الضوء أكثر حول هذا الموضوع التقينا بمجموعة من رجال العلم والتعليم,, فماذا قال ضيوفنا الكرام حول هذا الموضوع؟
تحدث في البداية مدير عام التعليم بمنطقة نجران حسن بن احمد القربي حيث قال: لاشك ان النشاط المسرحي يأخذ أهميته من تأثيره في حياة الطفل وربما كان أغلب الموهوبين الذين يكتشفون بين الفينة والاخرى من هؤلاء الفئة المسرحية التي تخطت الكثير من الحواجز لتحلق بمداركها الى آفاق العلم والمعرفة بطريقة منهجية وتربوية علمية مدروسة.
واشار القربي الى البيئة المدرسية لأنها تمثل البنية الرئيسية لتأسيس مدارك التلميذ بإعطائه جرعات مسرحية هادفة وخصوصا من تجد فيهم الرغبة لهذا النشاط الذي يجعل التلميذ أكثر وعيا بما تحتويه من قيم ومعايير مساعدة ومقتبسة من الواقع,وقال ايضا: المسرح المدرسي من الأنشطة اللاصفية والذي يعكس اهدافا تربوية جليلة على التلميذ نفسه لها تأثير قوي في حياته العامة تعمل على تهذيبه وتعزز من ارتباط التلميذ بدينه الإسلامي ولغته العربية الفصيحة,وعن النظرة المستقبلية للمسرح رد قائلا: بطبيعة الحال ستكون نظرة واعدة تدخل مجال الحياة في نواحيها المختلفة اذا ما ثبت المسرح على اركان صحيحة وسليمة تتفق مع آراء الناس ومعتقدانهم بشكل عام.
كما تحدث حول هذا الموضوع غازي علي الاسمري رئيس قسم النشاط المدرسي بتعليم نجران حيث قال: لكل نوع من انواع النشاط المدرسي هدف وغاية يسعى الى تحقيقه والافادة منه قدر المستطاع ومن تلك الانشطة نشاط المسرح المدرسي حيث دأبت وزارة المعارف على تشجيع وتفعيل هذا النوع من النشاط ومتابعته والعمل على تطويره عبر الزمن، ويعتبر المسرح المدرسي من الفنون القديمة التي عرفتها الشعوب وله دور بارز في صقل الموهبة وعرض المهارة واخراج الطاقات المكبوتة والابداعات المتميزة عند ابنائنا الطلاب اصحاب الامكانات الابداعية الكبيرة.
ووصف الأسمري مستقبل المسرح المدرسي بأنه مستقبل متقدم ومتطور وزاهر لأنه من الفنون الأصيلة التي تعبر عن المواقف الإنسانية والقيم النبيلة التي لابد من تكرارها للناشئة واستشعار ما تحتويه من فوائد جمة يتم غرسها في نفوس الاجيال المتلاحقة على مر الزمن
يجب تنشيط هذا المجال
كما تحدث إلينا مانع مهدي جالي مدير مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية فقال: يعتبر المسرح المدرسي على قائمة الانشطة اللاصفية، حيث من خلاله يكتسب الطالب الكثير من المهارات التي تساعده كثيرا في حياته.
وقال ايضا: المسرح ذلك النشاط والذي يدفع الجميع الى التفاعل معه، من خلال المسرح يُعرض الكثير من جوانب الحياة التي سبقت الأجيال الحاضرة والقادمة.
وواصل حديثه: نلاحظ تميزا خاصا يتمتع به من يقف على خشبة المسرح عن غيره خاصة الطلبة من حيث القوة في الشخصية ونبرة الصوت الجادة والواضحة بالاضافة للتعامل الحقيقي مع الكلمة والموقف.
ونوه الجالي بالجهود المسرحية التي بذلت قديما ولكنها ليست مثلما هي اليوم بفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في كل المجالات حتى نمت وتطورت امكانات المسرح المدرسي، فقد يقول البعض ان النشاط المسرحي يؤثر على سير حياة الطالب الدراسية ولكن ذلك ليس بالكثير بالمقارنة مع الفوائد المكتسبة للطالب نفسه من خلال مشاركته في الأعمال المسرحية حيث يعمل المسرح على تنمية الفكرة الجيدة والمتميزة لدى الطالب مما يساعده كثيرا في حياته وفي امور عدة منها الاستعداد النفسي والذهني مما يسبب زيادة في تحصيله العلمي.
المواهب ستزدهر إذا,.
كذلك تحدث إلينا علي محمد بالحارث رائد النشاط بثانوية نجران حيث قال: يعتبر المسرح اللغة التي يمكن ان تترجم فيها جميع المناهج الدراسية وبطريقة سهلة من خلال تجسيد المواقف التربوية العديدة ليتم عرضها مسرحيا، كذلك يتم في المسرح تطوير الابداع والتخيل واكتساب حاسة التذوق الجمالي من خلال التعامل مع عناصر المسرح.
واضاف بأن المسرح له العديد من الايجابيات والتي بدورها تنعكس على الطالب مما يؤدي الى صقل مواهبه وتعويده على مقابلة الجمهور، كذلك تدعيم الثقة بنفسه وهذا كله ينعكس ايضا من الجانب الآخر على المدرسة والمجتمع في ايجاد جيل لديه الثقة بنفسه مكتسبا العلوم والمعارف التي تساعد على تكوين شخصيته.
هذه تجربتي مع المسرح
أيضا تطرق للحديث حول هذا الموضوع متعب بن مشهور الحميدي المدرس بمدرسة عمرو بن العاص الابتدائية حيث بدأ حديثه: المسرح تلك الخشبات التي يقف عليها من يستطيع ان يتكلم ومن يجيد الاداء والحركة تلك الخشبة التي يقف عليها كل موهوب يستطيع ان يوصل فكرة او معلومة او واقعا بشكل مؤثر في الوجدان والمشاعر، فلا أخفيكم القول إن لي مع المسرح تجربة واقعية، فقد شاركت على خشبة المسرح بداية بالمرحلة الابتدائية حتى المرحلة الجامعية فتارة في عرض مشاهد درامية مؤثرة للواقع والمجتمع او أحوال الامة او المشاهد الكوميدية التي تدخل على الناس الفرحة والسرور.
واشار الحميدي الى ان الطالب منذ المرحلة الابتدائية يحتاج الى مثل هذه المهارات حتى تنمو فيه روح الابداع والتفكير وقوة الحفظ والانتباه والتفاعل مع المواقف.
ويؤكد على ان النفس تحتاج الى ترويح من خلال المسرح وهذا مدعاة لأن يعود الطالب الى الصف الدراسي بروح منشرحة يتطلع الى المزيد من المعرفة.
المسرح لا يقل أهمية عن أي مادة علمية
كما تحدث إلينا سعد عبدالله آل زمانان رائد النشاط بثانوية الملك فهد فقال: المسرح يعمل على فتح مجالات عدة أمام الطالب ومنها تربيته الأدبية والجرأة والشجاعة وقوة القلب مما يزرع فيه القيم المختلفة السامية التي تجعل منه انسانا خلوقا كريما ويعينه على تكوين النظرة الناقدة البصيرة بما حولها، فيبدي رأيه بقوة ووضوح، ويعمل المسرح على تنمية الابتكار والابداع وتقوية ارتباطه بدينه ووطنه ومجتمعه.
وأضاف ان المسرح له أبعاد تربوية مثل غرس القيم النبيلة في نفوس الطلاب وتنفير الطلاب من كل سلوك ذميم قبيح فتنعكس لديهم قوة التأثير من الناحية الارشادية والتوجيهية وينزرع الكثير من المبادئ السامية بلا عناء او جهد.
واشار آل زمانان لمزايا المسرح المدرسي والتي تنعكس على الطالب والمدرسة والمجتمع بزيادة التعلق بالمدرسة والشوق اليها والرغبة فيها والتفاعل مع نظم المدرسة ولوائحها وزيادة الاحترام لإدارتها، بينما يتحلى الطالب بأخلاق فاضلة وآداب نبيلة يدعو اليها المسرح في فقراته لذلك يبدأ دوره في المجتمع بما يعرفه من ايجابيات يدعو اليها.
لابد من اتفاق النشاط مع الآراء والمعتقدات وتدعيمها
وقال عايض بن علي العسيري مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي بإدارة تعليم نجران: المسرح هو قياس شجاعة الطالب والذي يُعوده على الكلام البليغ، وان يكون فصيحا معتمدا على نفسه في ابراز دوره التربوي في شتى مجالات الحياة، فالمسرح يعتبر عملية اصلاح تعليمي اجتماعي من الدرجة الاولى، فإذا هيئت الظروف المناسبة للمسرح كان علامة من علامات التقدم الفكري والحضاري ونظرة مستقبلية واضحة.
وقال ان تعويد الطالب على النشاط واداء الواجب كما يجب ان يكون هو التزام بالنظام بشتى السبل ايا كانت، والتعويد على البحث والاطلاع والتفاعل مع بقية الانشطة الاخرى والافصاح عن الطريق الامثل لادائها تعتبر جميعا من الدروس المستفادة من النشاط المسرحي التعليمي.
وقال ايضا لابد ان تكون النظرة المستقبلية للمسرح المدرسي نظرة واعدة تدخل مجالات الحياة في نواحيها المختلفة فالمسرح لابد ان يقوم على اركان صحيحة وسليمة تتفق مع آراء الناس ومعتقداتهم بشكل عام.
المسرح يعبر عن شخصية التلميذ
وقال ظافر بن احمد آل قدرة مدير مدرسة ابي حنيفة الابتدائية: المسرح يجعل الطالب يعيش تجربة جديدة يكتسب العديد من الصفات والمهارات الحركية وغير الحركية والجرأة وحسن التصرف وقوة المواجهة والشجاعة وحب الناس وعدم الانطواء مع النفس والعزلة.
كما اشاد القدرة بوجود المواهب الفذة والتي تحتاج الى التدريب والعناية والتشجيع لتنمية القدرات المكنوزة لدى الطلاب، ولا يقتصر تفوقهم على خشبة المسرح فحسب بل يمتد إلى مستوى تحصيلهم العلمي وعلى حياتهم العامة.
عبق الماضي وزهرة اليوم وثمرة المستقبل
وقال خالد مشاري الشهري رائد نشاط: يعتبر المسرح من الانشطة الطلابية اللاصفية ففيه الكثير من الفوائد التي تخدم الطالب تربويا وتعليميا ويسعى الى بناء المواطن والذي يعتمد عليه بعد الله في حمل الرسالة، وقد كرست وزارة المعارف جلّ جهودها في خدمة المسرح بتسهيل الامكانات لتحقيق الهدف المنشود من الانشطة الطلابية.
واشار الشهري الى دور المسرح في حمل الجانب التربوي والذي يدور حول تهذيب النفوس وعلاج عيوب النطق لدى بعض الطلاب وطلاقة اللسان، وسرعة البديهة وكسر حاجز الخجل، والتحدث بلباقة وسط جموع الزملاء والحضور والشجاعة في مواجهتهم جميعا كل هذا يسمى في شؤون المسرح بالالقاء التمثيلي.
علاج نفسي
وبيّن مشبب بن عبدالله القحطاني مشرف التوجيه والارشاد بتعليم نجران: المسرح المدرسي منشط من المناشط التربوية الهامة الذي يهدف الى تنمية المواهب وصقل الهوايات لدى الطلاب، فالمسرح مجال هام في حياة الطالب يُعبر من خلاله عن كل ما يدور في نفسه من افكار قد لا يستطيع ان يُعبر عنها نظريا او كتابيا.
واشار القحطاني بدور وأهمية المسرح فقال: المسرح رسالة سامية وفورية عندما يتوفر له المشرف المتمكن والامكانات الجيدة فبدون شك سيصبح المسرح مجالا مفتوحا لحل قضايا الطلاب وانماء فن الخطابة عند بعض الطلاب.
سيجني الطالب ثمار المسرح لو توفر الآتي:
وقال ثواب شارع القحطاني مدير ثانوية عبدالله بن عمر: يعتبر المسرح من المجالات الهامة في الحياة التعليمية والذي له دور فعال وبارز في ظهور رجال قادرين على المشاركة في مجالات عدة، فالمسرح يمكن ان يعالج سلوكا معينا اصبح ظاهرة بين الطلاب عن طريق مشهد بسيط يُعرض للطلاب، يتم معالجته من خلال هذا المشهد، التحلي بالاخلاق الفاضلة، الاستقامة، التعاون، الاحسان الى الوالدين، الصدق,, وغيرها من الصفات التي تعمل على تغيير السلوك عند الطالب والتأثير عليه في حياته العامة، فطالب قد لا يستطيع والداه ايجاد الحلول لمشكلة ما بداخله، فمثلا لنقل العزلة او بمعنى ان الطالب يحب ان يجلس لوحده ومن خلال مسرحية اجتماعية يشارك الطالب فيها منطقيا سوف تعمل المسرحية على تعويده ان يصبح رجلا اجتماعيا يكره العزلة والجلوس لوحده فإذا توفرت الامكانات والدعم المسرحي والمؤلف الجيد لاختيار نصوص هادفة وغير مطولة بدون شك سيجني الطالب ثمار المسرح التعليمي التربوي.
نأمل بتوفير أصحاب الخبرة
بينما قال ولي الأمر سالم مبارك العاطفي: يقوم المسرح بتعويد الطلاب على الحوار والرقي بالذوق الفني والادبي وتوجيههم الى الجوانب الخيّرة التي تتفق مع الفقرة السليمة فعندما يعتلي الطالب خشبة المسرح ويقوم بأداء أي دور أمام أقرانه او ولي أمره هناك شعور بالفخر ويزيد من عنصر المنافسة الشريفة بين الطلاب، وقال إن المسرح يطوّر النشاط في المدرسة عن طريق بحث الطالب عن القصص المفيدة او تأليف قصة ويستغل الطالب اوقات فراغه حتى لا يشعر بأي نوع من انواع الملل في حياته، وهناك نوعيات كثيرة من الطلاب اهل المواهب الفذة ولكن تنقصها الخبرة والايدي العاملة عليها فنأمل توفر اصحاب الخبرة والمواد المتطلبة للمسرح.
المسرح المدرسي ساعدنا في تربية أبنائنا
بينما اشار ولي الامر سالم حسين قوصع لدور المسرح في العملية التربوية بنقل الثقافة الاصيلة من منابعها الاصلية وبما تحويه من معايير وقيم وغرس جذور اساليب ومفهوم التربية وقيمها في نفس الطالب، فهناك العديد من الصفات بداخل الابن قد لا نستطيع ايجاد الحلول المناسبة في القضاء على سلبياتها ولكن من خلال المدرسة وانشطتها الكثيرة وخاصة النشاط المسرحي يقوم الابن بالمشاركة فيها، بكل تأكيد يلعب المسرح دوراً كبيراً في تغيير سلوك وشخصية الابن والتأثير عليه وتوسع مداركه والتأثير الفعلي على توجيهه عند مجابهة الحياة بمواقفها المتقاربة سواء كانت ايجابية او سلبية.
أتمنى استمرارية هذه الأنشطة
وقال ولي الأمر محمد عبدالله الكنفري: المسرح المدرسي من الأنشطة المحببة الى نفسي، فعندما ترسل المدرسة الينا ورقة السماح لابننا بالمشاركة في الانشطة المدرسية وخاصة النشاط المسرحي عندها اكون سعيدا بمشاركة ابني، وحضوري ايضا للاستمتاع وتشجيع ابني ومؤازرته في اختيار الدور الهادف والايجابي، فالمسرح يقوم على علاج الكثير من القضايا المهمة والهادفة في المجتمع والتي تنعكس على ابناء المجتمع بشكل ايجابي سواء كانت تلك القضايا اجتماعية، ثقافية, دينية، او فكرية,,
وقال الطالب وليد هادي آل سنان من مدرسة ثانوية نجران: المسرح يساعد الطالب على تقوية القدرات اللغوية من خلال الادوار التي يقوم بتأديتها، كما يلعب المسرح دورا مهما في تعويد الطالب على التصرف الصحيح في المواقف المحرجة التي تعترضه في حياته، والمسرح يساعد الطالب على الالتزام والانضباط في مواعيده الزمنية.
وقال الطالب طارق احمد رجب من ثانوية ابن حزم: المسرح هو مقياس شجاعة الطالب وجرأته فهو يعوّد الطالب على الكلام البليغ والفصاحة، والاعتماد على النفس، والاخلاق الفاضلة وتبعده عن سوء الخلق عن طريق طرح المسرحيات المفيدة، ويقوم المسرح بكشف المواهب المدفونة داخل الطالب، ويعمل على تطويرها كذلك يقوم المسرح بتطوير لغة الطالب عن طريق اشتراكه في العديد من الفقرات الملقاة باللغة العربية الفصحى.
وقال الطالب طارق: هناك تعاون وتبادل الخبرات والافكار بين الطلاب من خلال الاعمال المشتركة بينهم في النشاط المسرحي اللاصفي.
ويعمل المسرح على التسامح وسعة الافق ويعد وسيلة من وسائل معالجة امور الحياة الواقعية واظهار العمل الجماعي.
وقال الطالب زياد محمد آل سعد من ثانوية الملك فهد بنجران: المسرح المدرسي من أهم الوسائل التربوية التي تعوّد الطالب الى الشجاعة الادبية وتكوين الشخصية القوية والتي تنزرع بداخله، ويعمل المسرح على ادخال الثقة في نفس الطالب والقدرة على التعامل مع المواقف العامة بوعي ومسؤولية، واضاف: يمكن القول إن المسرح يعكس الكثير من الصفات الحميدة والتي تدعو اليها التربية مثل الصدق، الامانة، الاحساس بالآخرين، واحترام الجمهور الذي يقف أمامه الطالب,.