الحقيقة,, شمس!! المتخيل في الخطاب المسرحي رجاء العتيبي |
يتجلى وهج الخطاب المسرحي حينما ينظم عناصره متخيل مبدع يرى العالم كله ويطابق معه رؤيته الفنية ويضع بعض اجزائه أمام المتلقي ليقرأه وليس ليشاهده,,
هنا تكمن العمليات الابداعية التي تتكامل فيما بينها لتنقل لنا أفكارا ومشاعر ومعلومات، بل حياة اخرى جديدة يعيشها الحضور مع العرض، واذا لم يرق المتلقي للحالة الإبداعية للعرض ويعيشها بكل افعالها,, فإن ثمة خطأ في علامات العرض وأيقوناته ودلالاته.
إن اكبر جناية في حق الخطاب المسرحي النص، التمثيل، والاخراج ان يتصدى له ناقل ينقل مادة الواقع ويضعها على خشبة المسرح دون ان يفجرها او يستنطقها او يولد منها افكارا ومشاعر،
انه بفعله ذلك كمن ينقل وردة الحديقة كربونيا الى لوحة تشكيلية، او ينقل تضاريس الأرض الى خارطة صغيرة، ليس ثمة ما يثير في هذه العمليات سوى خيبة امل تتجرعها جماهير المسرح على مضض تقرر بعدها ان مسرحنا لا يشد احدا ولا يشوق من رآه.
والمناطق العمياء التي تتوزع في العرض المسرحي تحيله الى غابة معتمة لا تقود المتلقي الا الى مزيد من المجهول، فكل ما هنالك مستنقعات سردية وحركات عرجاء يزيدها فسادا تدخل صوت صاحب العرض وهو يوجهها نحو اهدافه عنوة في حين الاولى ان يجعل عرضه ينبىء عن نفسه ويقول افكاره ذاتيا وتسير أحداثه برغبتها.
أيقونة
الفن المسرحي حالة شعورية تتلبس مجنون المسرح دون ارادته فيسير تبعا لذلك,,
وليس قرارا يتخذه دخيل في لحظة ما، يطوع به كل المسرح لنزوته من اجل ان يسوق اسما وصورة فقط.
|
|
|