الوسطية الرياضية محمد العبد الوهاب |
قبل أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً,, حظيت بدورة تدريبية في مجال التخصص الوظيفي وكانت تهدف الى اتاحة المجال أمام الإعلاميين بمراجعة الكثير من المعلومات والاحداث التي تأتي ضمن مجال تخصصهم العملي والتعرف على اساليب جديدة وانظمة أكثر حداثة مزمع تنفيذها خلال السنوات المستقبلية.
واتذكر حينها أن المحاضر شد المتدربين بنقاط موجزة أتت بمثابة مدخل ملائم ومناسب معهم بدأها بأن الأشياء تولد وتنمو ثم تكبر وتبدأ تتشكل وتأخذ ملامحها الحقيقية,, ثم تتكامل في شكلها وصورتها النهائية,, هذه المراحل تكون رحلة مثيرة,, وعجيبة حتى تستقر عند حد معين.
هذه المراحل تسمى في عمر الانسان طفولة,, ثم مراهقة,, ونضوج أخيراً.
بينما أنها تأتي في عمر الأعمال العملاقة بداية,, ثم تطورا,, وأخيراً انجازا.
واسترسل,, ان الرجل الإعلامي يجب ان يكون مدركاً بأن التقدم الحضاري الذي يشهده وطنه وفي شتى ميادينه التنموية يتحتم عليه استيعابه,, وبالتالي يجب عليه التعاطي مع هذه المنجزات وقدرته على مسايرتها,, أو على الاقل الأسهام في اشهارها.
يبدو لي ان هذه النقاط لا تحتاج من شخصي البسيط الى تعليق او اضافة,, لكنني أجد نفسي بشهية كاملة لربطها بالوسط الرياضي، فعلى المستوى الصحفي اؤكد بأن وسطية عمر الانسان هي السائدة حتى الآن لدى الكثير من الكتاب بيد انني اتساءل لماذا يكبرون,, وتكبر معهم التفاهة,, بل ينمو البعض منهم وتنمو معه كل الاشياء السطحية والهامشية والتي تتباين مابين تعصبه من جهة,, وكراهيته المفرطة تجاه الغير!
فعلى الرغم من اننا نخوض الكثير من المواقف,, ونمر بكثير من التجارب إلا ان الاستفادة منها تبقى محصورة,, ومحدودة في اهتمامات لا ترقى الى مستوى رياضتنا الوطنية وماتحقق لها من تاريخ حافل مع البطولات الاقليمية والقارية والحضور والتشريف العالمي حظينا من خلالها بشعار الحضارة والرقي الرياضي السعودي.
لعلي اريد أن اصل الآن الى مسألة قلت عنها تلميحاً في مقالة سابقة جداً,, اننا نسوغ لانفسنا ومن خلال قناعات راسخة بأن المتلقي لديه ادراك ثقافي ووعي رياضي فضلاً عن مسيرته الحياتية وتعاطيه الكثير من الوثائق والحقائق بتاريخ رياضته وما تحقق لها من انجاز سواء على صعيد المنتخب أو الأندية او حتى نجومه، وليس بحاجة الى غطرسة البعض والمنبثقة من جهل,, وتعصب والمحاولة على استغفاله بمثالية اشبه ماتكون زائفة ! بيد انه لن يغفر لكاتب ادين بنظره بعدم نقل الاحداث الرياضية من خلال مثاليته كقلم وطني,, أمين,, نقي.
وبالتأكيد,, هناك قواسم أخرى أحسب انها تشكل اضلاع المآسي الرياضية,, واصبحت تؤثر وتسهم في صياغة تدهور انجازاتنا الكروية!! وهي بالمناسبة ترسخت في ذهني منذ زمن طويل,, وان كان مبعث رفضي لطرقها صحفياً,, بشكل تفصيلي,, إلا انها تضاعفت وبدرجة وصلت فيها نقيض وسطية الأعمال العملاقة,, وبشكل فاضح! يأتي في صدارتها التحكيم,, فهو لايزال يدور في حلقة مفرغة نتيجة عدم واقعية تقويمه من قبل لجنته الموقرة وهذا بالطبع من الأسباب التي اوقعته في مشكلة لامخرج منها وكان لها الاثر الكبير في مسيرته التحكيمية لعدم ثقته في جدية التقويم وبالتالي اصبح يعيش في مرحلة فراغ توجيهي بين من يدافع عنه وآخر يهاجمه!
فقد اقترح البعض في وقت سابق احضار لجنة تقويم مع خبراء في التحكيم العالمي تتابع الموسم الرياضي وتقدم في نهايته تقريراً عن مستوى التحكيم وعن وسائل تطويره,, ومدى احقيته بالشارة الدولية من عدمها.
ثانياً التعليق الرياضي ليست مصادفة ان تكون لجنة التعليق قد عجزت عن انتاج معلق موهوب ومبدع ولديه خلفية رياضية وقدرة ثقافية ومتابعة مستمرة للفرق ومابين خطواتها لنقلها للمتلقي,, فمنذ تحليق الاستاذ علي داود والاستاذ ناصر الاحمد فضائياً ونحن نشك بأن هناك معلقا رياضيا بالمفهوم الصحيح يدل على حرص اللجنة فليس من الضرورة ان تكون الخبرة ذات قيمة حقيقية وبالتالي يجب الاحتفاظ بها كإرث رياضي ومن ثم فرضه على المتلقي فالبعض لايزال يمارس التعليق بشكل عبثي وباسلوب تبذيري فضلاً عن كونه يعيدنا الى الوراء بعيداً تحديداً الى بداياتنا الحقيقية طقها,, والحقها كم كنت اتمنى من بعض معلقينا الافاضل لو انهم تواضعوا,, واستمعوا واستمتعوا بوصف المعلق الإماراتي في قناة ابوظبي الرياضية ابان مباراة فريقي النصر والهلال على الأقل من باب الاستفادة من المعلومات القيمة والأخرى التاريخية عن الفريقين الكبيرين وتجلي باسلوب حيادي وآخر سلاسة الوصف وعدم الأخطاء في اسماء اللاعبين على الرغم من انه لم يكن بوسطنا فضلاً عن تعريفه لمفردات القوانين مع كل خطأ يرتكبه احد الفريقين.
اما ثالث تلك القواسم الانسجامية الاخرج التلفزيوني وللمرة الألف نسوقها لجهة الاختصاص بالنقل التلفزيوني بأمل مراعاة مشاعر المشاهد ومن الصعب انكار ظاهرة الاخطاء وعدم متابعة اهم الاحداث والكرات والأهداف حيث لا يزال المشاهد يتساءل عن أهم ماجاء في اللقاء على الرغم من انه أمام التلفاز وكله من اجل الاخراج الذي اصبح بمثابة حراج,, على الأقل لايظهر من بيننا رياضي سوي ويطالب بتشفير المباريات فضائياً بعد ان كان المبدأ لديه مرفوضاً لذلك الاحتكار,, ونجدد المناشدة للمسؤولين بالقناة الأولى بأن الإخراج لم يعد يقدم رسالته الرياضية بالشكل المطلوب او حتى المأمول به واصبح يخدم فئات بالمدرجات تربطهم بالمخرج علاقات!
في الواقع يجب علينا ان نكاشف انفسنا ونتقبل النقد الهادف البناء بحسن نية بالذات وقناعتنا لاتزال تتقبل وجهات نظر الآخرين حتى ولو كانت مرة فالطبيب البشري حتى الآن يصف بأن المرّة علاج للآخرين.
تهنئة خاصة
أخي الفاضل المقدم خالد ناصر الحواس الأمن العام
يظل التقدير والثناء من نصيب الرجال الذين اعطوا لوطنهم بلا حدود,, من منبع وعي وادراك وشعور بالمواطنة الحقة,, فأنت من هؤلاء الرجال فهنيئاً لك بذلك,, اعذرني على هذه المقدمة التي يدركها كل من يعرفك,, او لمس دورك الأمني بهذا الوطن النقي ولكني أجد انها اتت تداعياً بقرار الأمر السامي الكريم القاضي بترقيتك لرتبة مقدم.
|
|
|