لقد كانت العناية بمواطن هذا البلد تعليمياً وثقافياً من أولويات وطموحات الموحد الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث كان التعليم همه الأول نحو النهوض بهذه البلاد وبمواطنيها.
وسعت الدولة وفقها الله عبر قادتها وملوكها جميعاً لتحقيق هذا الهدف الأسمى، المرتكز على أصول شرعية أصيلة.
وكان لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله يد طولى في سباق التعليم ورفع الأمية والجهل ونشر الثقافة في ربوع مملكتنا الحبيبة.
وإذا كانت الشهادات العالمية المتعاقبة في الاشادة بعطاء هذه الدولة نحو تعليم أبنائها فإن الحال والواقع خير شاهد على تلك المنجزات التعليمية الرائدة التي تحققت.
ولقد كان لمنطقة القصيم حظها الوافر من هذا العطاء فانتشرت في شتى مدنها وقراها دور التعليم للبنين والبنات، وكانت المنطقة وهي المشهود لها بتاريخها العلمي والفكري والأدبي منارة شامخة من منجزات حضارة المملكة العربية السعودية.
ولقد تعاقب على دفة تعليمها رجال مخلصون سعوا بكل صدق لتحقيق آمال وتطلعات ولاة الأمر وعلى رأسهم رائد التعليم الأول وأول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين وفقه الله.
فكانت تلك الكوكبة المباركة من رجال التربية والتعليم الأوائل والذين تفتخر المنطقة بمنجزاتهم وعطاءاتهم، كالشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله، والشيخ علي الحصين رحمه الله، والأستاذ عبدالمحسن التويجري والأستاذ عبدالعزيز التويجري والشيخ سليمان الشلاش - رحمه الله - والدكتور عبدالحليم العبداللطيف والاستاذ عبدالعزيز الراشد، وأخيراً الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري، والذي جاء اختياره متسقاً مع السياسة الحكيمة التي تنتهجها هذه البلاد في اختيار مسؤوليها وفق الكفاءة والاخلاص.
ان المنطقة الغنية عن التعريف بتاريخها العلمي والثقافي والأدبي لتحمل تطلعات عديدة من ابنها البار الأستاذ صالح التويجري في مهمته الكبرى وأمانته العظمى في هذا العمل الجليل وهو المعروف أيضاً بوطنيته المشتعلة وحيويته الدائمة وآثار ذلك جلية في مواقعه السابقة في المعهد الفني الزراعي وجمعية البر وغيرها, كما كان الفرح والاستبشار لا يقل عنه حين تم اختيار الدكتور عبدالحليم العبداللطيف لادارة كليات البنات بالمنطقة، والتي تحمل مسؤولية التعليم العالي لبنات المنطقة والتي تحتاج لمزيد من التوسع وتغطية الاحتياج, والدكتور عبدالحليم كفاءة ادارية عالية يحمل تجربة تربوية ناضجة يمزجها حس أدبي وخلق رفيع, فهنيئاً للمنطقة بهذين الفارسين وشكراً لله ثم لأمير المنطقة المخلص صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز والذي يسعى دوماً وأبداً للنهوض بالمنطقة وتحقيق آمالها وتطلعاتها وهو بحق خلف كل انجاز تحقق وثمرة تقطف.
حفظ الله هذه البلاد من كل سوء وبارك وسدد قادتها وولاة أمرها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.