لم اكن اتوقع ان يكون خريجو برنامج التسويق الذي ينظمه معهد الادارة العامة بالمستوى الذي شاهدته من خلال احدى الدراسات التي يقوم باعدادها احد الدارسين في البرنامج.
دراسة متطورة كمتطلب اساسي للتخرج من البرنامج عن احدى الشركات الوطنية العامة في السوق والاسلوب التسويقي الافضل الذي يجب ان تتبعه الشركة!!
ورغم ان تلك الشركة قد تعاقدت مع شركة اجنبية لوضع الخطة التسويقية وحصلت على الملايين، فقد كشفت الدراسة التي قام بها ذلك الخريج العديد من الثغرات وجوانب القصور، ووضع العديد من الاقتراحات والحلول المنطقية التي يراها من خلال دراسة علمية اعتمد فيها على استمارات البحث والاستقصاء لمجابهة جوانب القصور والخلل!!
هذه الدراسة في نظري وبعد ان دار بيني وبين الدارس حوار طويل جاءت مثمرة وتحاكي واقع الحال في العديد من الشركات والمؤسسات الوطنية!!
لقد سبق ان اطلعت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تمت في بعض الجامعات خارج المملكة من منطلق اختصاصي واهتمامي، فكانت عبارة عن بحوث اكاديمية بحتة لا تقدم ولا تؤخر!! الا ان الدراسات والبحوث التي شاهدتها في معهد الادارة العامة جاءت متميزة ودقيقة وتلتصق بواقع السوق مما ولد لدي العديد من التساؤلات:
اين مؤسسات وشركات القطاع الاهلي عن هؤلاء الخريجين وخصوصاً خريجي برنامج التسويق في معهد الادارة العامة؟
العديد من تلك الشركات والمؤسسات تعتمد على شركات اجنبية لتسويق منتجاتها وتدفع ملايين الريالات، او تستعين بخبراء اجانب وتدفع لهم رواتب عالية جدا رغم وجود كوادر على هذا المستوى من التطور والذي لا يكلف الشركة او المؤسسة الا الراتب الشهري فقط الذي سيقل حتما وبشكل ملحوظ فيما لو استعانت بخبير اجنبي؟!
اين الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) من هؤلاء فلديها العديد من الشركات ورغم ذلك يظل الخريج من هؤلاء يتقدم بملفه من شركة الى اخرى دون ان يحصل على رد او قبول؟!
انني على ثقة كبيرة بعد ان اطلعت على احدى هذه الدراسات بأن خريج برنامج التسويق من معهد الادارة العامة سيكون قادرا ان لم يكن متفوقا ايضا على وضع استراتيجية تسويقية لأي مؤسسة او شركة وطنية وسيقضي على عقدة الخواجة او الخبير الاجنبي لدى بعض اصحاب رؤوس الأموال!!
فالواقع يثبت هذا ومستوى التدريس والاساتذة في هذا البرنامج يخلق له مناخات التفوق والنجاح باذن الله، حتى الدراسة والبحث في هذا البرنامج باللغة الانجليزية اي ان الخريج لديه حصيلة كبيرة ومتمكن من اللغة الانجليزية مما يساعده على التعامل مع الشركات والاسواق ومنافذ البيع في خارج المملكة.
معهد الادارة العامة هيأ الفرصة وأوجد البديل المناسب وتبقى المسئولية على القطاع الاهلي حتى يستبدل الخبير الاجنبي بالمواطن المؤهل ويكون (سمننا في دقيقنا) كما يقول المثل الشعبي فقط ما نريده ان يستفاد من هذه الكوادر المؤهلة حتى لا تبقى بحوثهم وأفكارهم حبيسة الرفوف.
البريد الاليكتروني Amr - AL madhy * Yahoo. Com