يبدو ان أزمة اقليم كوسوفا ذي الأغلبية المسلمة من سكانه عادت من جديد الى واجهة اهتمامات مجلس الأمن الدولي، وحلف شمال الأطلسي بعد ان تجددت أعمال العنف التي اتخذت نفس طابع التطهير العرقي الذي أدى الى الحرب التي تدخل فيها حلف شمال الأطلسي ضد يوغسلافيا السابقة وليفرض وصاية الأمم المتحدة على الاقليم تحت مظلة حلف شمال الأطلسي لحماية ما تحقق من أمن وسلام، بما يمكن المدير الاداري للأمم المتحدة من انجاز مهمته الرامية الى اكمال التسوية النهائية لوضع الاقليم في ظل حكم محلي واسع ضمن يوغسلافيا السابقة.
فخلال الاسابيع الثلاثة الماضية تفجرت دورة عنف جديدة بدأت من مدينة ميتروفيتشا التي تقع في شمال الاقليم والمقسمة بين الألبان والصرب حيث هاجم الأخيرون السكان من العرقية الألبانية مما اضطر الألبان الى الفرار من منازلهم.
وعندما تدخلت قوة كيفور الدولية لتعيد السكان الألبان الى منازلهم في متيروفيتشا هاجمها الصرب بالحجارة مما اضطر الوحدة الأمريكية الأسبوع الماضي الى سحب مدرعاتها,, وتعرضت الوحدة الألمانية لنفس الهجوم بالحجارة.
وبينما يحدث هذا في متروفيتشا، اعلن ألبان من مدينة دو بروسين التي تقع في جنوب جمهورية صربيا، لجأوا الى كوسوفا ان الصرب هناك هددوا بقتلهم جميع الألبان في المدينة.
وهناك روايات كثيرة رواها اللاجئون الألبان الناجون من العدوان الصربي عليهم.
وأمس قدم الجنرال كلاوس رايهارت قائد قوة حلف شمال الأطلسي الناتو مع برنارد كوشنى المدير الاداري للأمم المتحدة في كوسوفا تقريرا هاما الى مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الاقليم بعد عودة عمليات العنف والتطهير العرقي من جانب الأقليات الصربية المدعومة بالسلاح من جمهورية صربيا ضد الأغلبية الألبانية المسلمة التي اصبحت عمليا عزلاء من السلاح بعد أن تم حل جيش تحرير كوسوفا بضغوط من حلف الناتو والأمم المتحدة.
واعجب ما في الأمر ان مدينة دوبروسين هذه التي فر سكانها الألبان خوفا من تهديدات الصرب بقتلهم جميعا تخضع لسيطرة الأمم المتحدة منذ انتهاء حرب يوغسلافيا في يونيو الماضي.
والأعجب من ذلك ان قوة كفور تعتبر بلدة دوبروسين معقلا لمجموعة شبه عسكرية ألبانية جديدة تسمى جيش تحرير برليسيفو ومدفيديا وبويا نوفاتس ناسبة الحوادث التي أثارها الصرب الى طيب الذكر جيش تحرير كوسوفا الذي تم بالفعل تجريده من السلاح.
فهل يعني هذا أن قوة كفور تحاول بمثل هذا الاتهام ابعاد الصرب في المنطقة من دائرة الاتهام؟!
وبماذا تفسر قوة كفور تدفق الألبان الفارين من دوبروسين الى نقطة المراقبة التي تقع على مسافة كيلو واحد من الحدود الادارية بين صربيا واقليم كوسوفا؟!
وقال أحد الفارين ويدعى آدم وهو ابن عم لشقيقتين عثر عليهما مقتولتين برصاص الصرب قرب دوبروسين قال ان القوة الأمريكية في تلك النقطة الحدودية الادارية رفضت السماح لهم بالعبور بحجة أنها القوة الأمريكية لم تكن تعرف ما اذا كان هؤلاء الفارون من الألبان أم من الصرب!.
العيون الآن مركزة على مجلس الأمن وماسيفعله في ضوء تقرير قائد قوة كفور ومدير الادارة المدنية التابعة للأمم المتحدة في كوسوفا، وعندئذ سيعرف العالم حقيقة ما يجري هناك، ومن هو المسؤول الأول عن عودة العنف والتطهير العرقي في كوسوفا من جديد,, وهل المسؤول الأول هم هؤلاء الألبان الفارون أم الصرب الذين هدودهم بالقتل الجماعي؟
الجزيرة