في مثل هذه الأيام,, يبدأ موسم لقاح النخيل,, وكان هذا الموسم يعني الشيء الكثير للناس في السابق، إذ في هذا الوقت أو قبله,, تبدأ عملية تحسين النخيل وتقطيع الشوك، وتقطيع كل ما هو زائد أو يشوه النخلة,, ويعتني بها الفلاحون عناية كبرى، ويهتمون فوق ذلك بالسماد وبالسقيا,, بل ويدللون النخلة,.
** اليوم,, اختلف الأمر,, هناك آلاف النخيل أهملت,, وهناك حيطان ومزارع ماتت,, وهناك,, وهناك,.
** وهناك بعض العمال اتجهوا إلى هذه المزارع المهملة,, فاهتموا بعملية اللقاح فقط,, ثم الحصول على الثمار,, ويعطون صاحب المزرعة شيئاً بسيطاً.
** وهناك الكثير من المزارع الكبيرة,, التي لم يعد يقوم فيها بعملية هذا اللقاح سوى عمال لا يعرفون شيئاً عنه,, لكنهم تعلموا مع الوقت,.
** بل إن بعض هؤلاء العمال,, يمشي في الشوارع,, أو يركب بسكليت ويصيح لقاح نخل ويحمل معه على الدراجة بعض المطاوي التي حصل عليها من بعض الفحاحيل الشوارع,, ويقوم بهذا العمل في هذا البيت أو ذاك مقابل أجرة تختلف من شخص لآخر,.
** وفي بعض الأسواق,, تجد بعض هؤلاء العمال يبيعون اللقاح ,, ويختلف السعر أيضاً ويتفاوت,, فعندما تسأله للمرة الأولى يقول لك بسبعين ريالاً,, وقد تحصل عليه بخمسة ريالات أو أقل,, بل ربما يعطيك اثنين بخمسة ريالات,, لأنه لم يدفع فيه شيئاً,, بل حصل عليه من فحاحيل البلدية والعنز اللي مالها راعي,, ياكلها الذيب !!.
** لا أدري,, كيف أهملت هذه الحرفة,, مع أنها سهلة للغاية,, ولا كيف أسندت لهذه العمالة مع أن العملية لا تستغرق ثواني معدودات =وليس فيها ما يُعيب= والأمر كله في غاية السهولة,.
** ثم,, أين شبابنا الذين يزرعون الشوارع طولاً وعرضاً,, أينهم من القيام بهذا العمل في بيوتهم على الأقل؟!
** ثم لو استمررنا على هذه الحالة من الاتكال على هؤلاء الأجانب,, من الذي سيعرف أي شيء عن تلقيح النخيل بعد سنوات؟!
** ستصبح العملية مجهولة,, وجزءا من أسرار هذه العمالة.
** حتى جني ثمار النخيل وصعود النخيل الطويلة,, أصبح هو الآخر متعذراً وصعباً,, ولا يقوم بها سوى هؤلاء العمال من كل جنسية,, مع انه كان المهنة والحرفة الرئيسية,, بل شبه الوحيد لآبائنا وأجدادنا,, و الله,, يا الدنيا؟!! .
** إن المزعج,, ليس هجران هذه الحرفة فقط,, وليس العقوق تجاه النخلة,, بل هو,, تلك الاتكالية المزعجة,, في عمل سهل بسيط,, بل وشيق أيضاً ولكن؟!.