اننا شعب مستهلك,, أي ينفق على الاستيراد ما لا يعوضه بالانتاج والتصدير ولهذا تحبنا كافة الدول المصدرة لأننا اوفياء في استهلاك سلعها, ولهذا كان (الاصدقاء) من الخارج يستقبلوننا صغارا وكبارا في المطارات بالاحضان لا حبا بسواد عيوننا التي اصبحت ملونة ايضا ولكن احتراما لما في جيوبنا الى ان نفيق فنبدأ أولا في ترشيد الصرف ثم نكتشف معلومة جديدة تفيدنا في الانتاج المحلي كأن نطلب مثلا ان يكتب على كل منتج كما تفعل المخابز لدينا عن الكميات التي استعملت في ذلك المنتج ومقاديرها, هل هذا ممكن يا وزارة التجارة أم تقولون عيب حتى لا نكشف اسرارهم؟
المهم,, بين الحين والآخر تسارع المحلات بتوجيه من الوكالات بتعليمات من المصدر برفع لافتات كبيرة تعلن عن التخفيضات الموسمية وتسميتها تنزيلات تصل إلى 80% بالنسبة للارباح وليس لتكاليف السلعة لاحظوا ان المعلن لم يقترب من التكلفة انما تنازل عن بعض ارباحه, مع اننا نعرف بالبديهة بأن كافة المصانع تحاول في نهاية كل عام التخلص من التكدس لديها حتى تنتج ما هو اقل تكلفة واكثر تجديدا, ولكن ذلك لا يعلن مباشرة حتى لا تفقد السلعة مستهلكها فيعزف الناس عن شرائها, ولهذا فالمنتج او المصدر للسلعة يسير في اتجاه مغاير للوكلاء الجشعين الذين يمتصون جيب المستهلك الذي لا يعلم سوى ان البضاعة التي اعتاد عليها سوف ينخفض سعرها بضعة ريالات وهذا مكسب, وفي هذه الحالة فلن نلوم احدا انما نوجه الانتقاد الى الجهات التي تراقب الاسعار مراقبة رقيقة خوفا على شعور المستورد (الوكيل) الذي يحمّر العين عندما يغضبه احد قائلا (التجارة حرة وانا بكيفي,, واللي ما يعجبه يشرب عصير)! ثم يقفل مستودعاته لنبدأ الصراخ نحن المستهلكين متسائلين: لماذا اختفت السلعة التي نصر على عدم تغييرها مع ان السوق مليء بالعشرات من أمثالها, ولو ان وعينا ارتفع قليلا الى تجاهل اختفاء تلك السلعة واستهلاكنا سواها لجاء الوكيل (المستورد) يركض نحونا راجيا العودة الى سلعته مستجيرا بكل ما يملك من وسائل الدعاية ومعتذرا عما حدث فمتى نتعلم مثل هذه الوسائل الكفيلة بتقليم اظافر الوكلاء الجشعين من امثال هؤلاء المتلاعبين بالاسواق بعيدا عن الرسميات وادارة حماية,,,؟